ان المجتمع الدولي ممثل بمجلس الأمن يتبنى اليوم ضرورة التوصل لحل قضية شعب الجنوب وهو ما يعني ان المرحلة التي دخلها الجنوب هي مرحلة حلول , وهذه الحلول يشرف عليها العالم , وما لم يتم انصاف الجنوب في هذه المرحلة فان الجنوب تكون مشكلته العالم وليس الشمال , لان الابقاء على الوحدة او الاستمرار في فرض الشمال الوحدة على الجنوب سيتم في ظل الاشراف الدولي على الحلول او بموافقة المجتمع الدولي الذي يشرف على حل قضية الجنوب وبالتالي فان العالم سيصبح هو من يعارض حق شعب الجنوب في تقرير مصيره وقيام دولة المستقلة ، وهو من يشجع موقف الشمال الرافض لحق الجنوب .
وعند ذلك سيكون على الجنوبيين الإجابة على اكبر سؤال في تاريخهم السياسي وهو : لماذا لا يريد العالم أنصاف الجنوب , أو ماذا يضر العالم باعتبار الجنوب شعب مستقل ودولة مستقلة أن يكون كذلك مثل شعوب ودول العالم المستقلة , او لماذا لا يراد للجنوب ان يتمتع بحريته واستقلاله لسيادته ومكاسبه ومقدراته , او بادق تعبير ما هي مصلحة بعض دول العالم في عدم انصاف الجنوب ؟ انها مسألة مهمة وضرورة وطنية فهم السبب الذي على اثره لا يراد لشعبنا قيام دولته , لان فهم الإجابة المحددة سيمثل للجنوب البوصلة التي ستوجه نضال شعبنا وخطابه السياسي لان نضال شعب الجنوب لن يكون مفتوحاً بعد هذه المرحلة بل موجه نحو الشيء او لكشف الشيء الذي بسببه وعلى أثره او من اجله تريد بعض دول العالم حرمان الجنوب من وصوله لقيام دولته , او لذلك الشيء الذي يمثل لبعض دول العالم مصلحة بعدم قيام دولة الجنوب او في بقاء الوحدة .
وعليه ومن اجل ذلك سيعمل شعبنا وسلمياً على الانتقال من النضال المفتوح إلى النضال الموجه ومن الخطاب السياسي المفتوح إلى الخطاب السياسي الموجه , لان باقي دول العالم التي ليس لها مصلحة في اعاقة الجنوب من تحقيق استقلاله سوف تستمع للجنوب عند بلوغه مستوى الخطاب السياسي الموجه الكاشف للاسباب الحقيقية في عدم انصاف الجنوب وتسميه الأشياء بمسمياتها , لانه ونحن نقول العالم فان الصحيح (بعض العالم) وليس العالم كله وان حاولت تلك البعض المحدد من الدول تحت مبررات مغلوطة التضليل لاقناع باقي دول العالم التي ليس لها مصلحة في حرمان الجنوب دولته او في بقاء الوحدة .
ان العالم وهو يقول او كما يقول عنه الشمال ويردد ان بقاء الوحدة ضرورة ملحة لامن واستقرار المنطقة والعالم فتلك (كذبه كبرى) لانه كيف يكون بقاء الوحدة ضرورة لاستقرار امن المنطقة والعالم في ظل غليان واحتقان وتوتر ورفض لشعب بأكمله لهذه الوحدة , ان الضرورة هي ان تقوم دولة هذا الشعب ويستقل لكي يستقر وتستقر المنطقة وبالتالي تستقر مصالح العالم وهذا هو الصحيح لان الوحدة التي هي نفسها لم تستقر كيف لها ان تقدم الاستقرار للعالم .
اننا نعتبر المجتمع الدولي لم يقل كلمته الفصل بعد كما نعتبره سينتصر للعدالة الدولية في انصاف الجنوب , ان الشمال ما زال بمقدوره التوصل إلى التسوية الكاملة مع الجنوب وباعتبار ان اليوم الذي سيقبل فيه الشمال حق المصير هو اليوم نفسه الذي سيقبل فيه التسوية النهائية لفك ربط الجنوب وذلك في اطار الإشراف الدولي ووفق الخروج المنظم باعتبار ذلك انسب أسلوب يخدم الشمال مستقبلاً .