شهيدنا البطل محمد فضل جباري لقد اردت ان تكون كبيرا شامخا كجبال الضالع والجنوب ، منتصبا كدار الحيد. و شامخا في اذهان من عايشوك و اذهان شعب الجنوب المحتل .. ولم ترض بغير ذلك..!! لقد أختارك المجرمون هدفا لا جرامهم فاخترت طريق العظمة والمجد على طريق التحرير والاستقلال ونلتها بشرف الشهادة. شهيدنا البطل محمد فضل جباري لقد اردت العظمة فكنت عظيما.. وقد اردت ان تكون نسرا للطيران مع النسور والتحليق عاليا في سماء النضال والبطولات فكنت نسرا... وبالمقابل فلم تخضع للاحتلال وعملائه وميليشياته كا الذين ارتضوا معيشة السلحفاة يزحف طول الدهر. وما من أمة كانت عظيمة عبر التاريخ إلا وكان ذلك بهمة رجالها العظماء وفي مقدمتهم انتم ايها الشهداء والمناضلين .
شهيدنا البطل.. ان دمائك التي سقطت في مساء 11يوليو 2013م في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك لم تسقط من اجل مصلحة شخصية او مادية تريدها ...ولكنها سقطت من اجل تحرير وطن وصناعة حياة كريمة لشعب الجنوب المحتل.
شهيدنا البطل.. ونحن نحيي اربعينية استشهادك ووداعك نقول لك لقد ابدعت في صناعة المجد والتاريخ وصرت من الأوائل الذين يتفهمون معنى الحياة قبل الشهادة وكنت قوة للحل أو الحل ذاته في بناء حياة مثلى لشعب الجنوب والتمرد على الواقع المشوه بوجود الاحتلال على ارض الجنوب ...
شهيدنا البطل.. لقد جعلت من المستحيل حالة يستفاد منها ومن الموت حياة ومقاومة، ومن الجبن والضعف شجاعة وقوة يستمدها شعب الجنوب من مسيرة حياتك النضالية. وحملت على عاتقك تقرير مصير شعب الجنوب . والدفاع عن حقوقه وحريته التي استباحها ونهبها المحتل اليمني. وداعا ايها الشهيد البطل محمد فضل جباري يامن كنت قائدا ومناضلا تحتل مقدمة الصفوف في الساحات والميادين والجبهات النضالية التي تشهدها الجنوب من باب المندب وحتى المهرة رغم صعوبة الزمان والمكان وسط قطعان الذئاب التي تربيها قوات الاحتلال اليمني وميليشياته الضالة .
شهيدنا البطل.. لقد كنت في مقدمة الثوار المناضلين الباحثين عن النهوض والتحرر من براثين المحتل الغاشم ..وفي شهادتك دعوة لكل المنطرحين والمنبطحين كالموتى بانه صار عليهم ان افتحوا آذانكم واسمعوا و أفركوا أجفانكم واسمعوا بعيونكم إن صُمّت آذانكم وصوت الحرية يهب النظر حتى لمن ولدوا عميانا .
شهيدنا البطل. لقد تكلم جسدك عندما ابكمت الالسن لأن نداء الوطن والشرف يهب الكلام لكل شيء. وعلى طريقك فلينهض شعب الجنوب ويتكلم لان الوطن يدعوكم هيئوا أنفسكم كونوا حمالي الإرادة وصيروا كالقوس شوقا لاحتضان سهم الإرادة التي احتضنها شهيدنا وانطلق بها نحو الهدف كصياد محترف لن يرتضي الا بأخذ روح طريدته...
فنم قرير العين شهيدنا البطل فان دمك الطاهر قد رسم طريق الحرية الذي لن ينبت الورد فيئة الا اذا ارتوا بدماء المناضلين ..وشعب الجنوب قد قطع العهد بأسير على الطريق الذي سرت علية ولأتراجع ولأخوف ولأذل حتى تحقيق الهدف الذي سقطت من اجله والمتمثل بالتحرير والاستقلال..