- علي ناجي سعيد الشهيد شكيب سليمان حسن من أبناء المحاريق م/ عدن, كان أول الشهداء الذين سقطوا في مجزرة (ساحة الحرية) بعد ظهر الجمعة 13 يناير الماضي, برصاص قوات الأمن المركزي والقناصة الذين تم نشرهم فوق بعض العمارات المحيطة بالساحة من الجهة الغربية, عندما أقدمت هذه القوات بعد الظهر على اقتحام منصة ساحة الحرية عندما كان يتواجد فيها بعض الجماهير المشاركة في ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي(السادسة), مستخدمةً أسلحة خفيفة ومتوسطة والقنابل السامة المسيلة للدموع وخراطيم المياه الحارقة بهدف اقتحام المنصة وطرد من كان فيها.
مشهد الاقتحام لتلك القوات المعززة بالأطقم والعربات المصفحة كأنها في مواجهة حربية مع قوات مماثلة لها بالقوة والعتاد وليس مع أناس عزل من السلاح وما يحمل بعضهم الا أعلام الجنوب وصور الرئيس البيض والزعيم باعوم. كان شكيب سليمان أول من سقط في المنصة فقد اخترقت إحدى الرصاص رأس شكيب, لم يستطيع احد إسعافه فالساحة والمنصة بالذات كانت ساحة حرب حقيقية ولكن من جانب واحد (قوات الأمن المركزي).
بعد اقتحام المنصة من قبل قوات الأمن كان شكيب لم يمت حينها رغم فقدانه لكميات كبيرة من دمه والإصابة القاتلة بالرأس وليس في اي مكان أخر اي ان من أطلق النار كان بهدف القتل وليس للإخافة أو عشوائياً!!. نفس من أقدم على إطلاق النار هو من قام بنقل شكيب إلى مستشفى الجمهورية وتحديداً قسم الحوادث.. في هذا القسم تم قتل شكيب برصاص الرحمة عفواًً(الإهمال)!!.
لقد كان تعامل ملائكة الرحمة عفواً (العذاب) في قسم الحوادث لايختلف عن من أطلق النار على شكيب وآخرون من سقطوا شهداء وجرحى برصاص الأمن في ساحة الحرية (العروض سابقاً) في مجزرة الجمعة الدامية. لقد وجدت جثة شكيب بعد ساعتين من نقله إلى قسم الحوادث (الساعة الرابعة عصراً), وهو مازال حياً (يحتضر), الإجراءات الطبية اللازمة في حالات مماثلة لم يقدمها الكادر الطبي المناوب في تلك اللحظة بالقسم. تصوروا المصاب ملقي على سرير النقل للمرضى وسط الممر _ نعم وسط الممر !!.. لم يكن حتى داخل اي غرفة من غرف القسم !!.. تصوروا بعد ساعتين من وصوله إلى القسم وهو مرمي فوق سرير النقل ووسط الممر!!.. لم يكن في غرفة العمليات والطاقم الطبي المتكامل يجري له العمليات المطلوبة كمحاولة لإنقاذ حياته!!.
الصورة التي التقطتها للشهيد شكيب في ممر قسم الحوادث اكبر برهان على مدى الاستهتار بحياة المواطن الجنوبي حتى في المستشفيات الحكومية وبين من يسمونهم يهتاناً ( ملائكة الرحمة)؟!
الغريب ان المسئول الأمني المتواجد داخل قسم الحوادث لم ينزعج من ذلك المشهد كما انزعج من قيامي بتصوير جثمان الشهيد شكيب الذي لم يكن حينها قاد فارق الحياة؟!!!.