عاشت محافظة تعز منذ منتصف ليلة أمس وحتى ساعات الفجر الأولى من صباح اليوم على دوي انفجارات متقطعة وأصوات مستمرة للرصاص في أماكن متفرقة من المحافظة, حيث سمع تبادل لإطلاق النار من أسلحة متوسطة وثقيلة بالقرب من ساحة الحرية بالمحافظة.. وأفادت مصادر "أخبار اليوم" أن المواجهات التي دارت بين القبائل وقوات الحرس والأمن المتواجدة بساحة الحرية أسفرت عن محاصرة القبائل لهذه القوات التي قامت باستخدام هذه الأسلحة في محاولة لفك الحصار, مشيرة إلى أن هذه المواجهات بين هذه القبائل وقوات السلطة امتدت إلى الجولة القريبة من القصر الجمهوري حيث يقع معسكر الأمن المركزي الذي شهد اشتباكات عنيفة بينه وبين مسلحين قبليين حاولوا اقتحام المعسكر.. في حين سعى مسلحون آخرون لمحاصرة القصر الجمهوري.. وشهدت عدة مناطق مواجهات مسلحة.. حيث سمع لعلعة الرصاص وأصوات انفجارات في كل من مديرية ماوية ومنطقة عصيفرة وبالقرب من مفرق شرعب ومدخل مديرية جبل حبشي.. كما أفاد أهالي قرية الكرباء بمديرية التعزية قيام مدير قسم شرطة 14 أكتوبر مع مسلحين بشن هجوم على قريتهم للمطالبة بتسليم بعض الشباب المعارضين للنظام. وقالت مصادر خاصة ل"أخبار اليوم " إن المسلحين الذين شنوا الهجوم على قوات النظام هم من أقرباء الضحايا الذين سقطوا في محرقة ساحة الحرية أثناء اقتحامها ليلة الاثنين الماضي مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء وأعداد مضاعفة لا يعرف مصيرهم. إلى ذلك استشهد بمحافظة تعز أمس الشاب باسم علي طالب العبسي ( 22 ) عاماً متأثراً بجروحه جراء إصابته بطلقة نارية بالصدر في جولة "ديلوكس" أثناء مشاركته بالتظاهرة السلمية التي شهدتها المحافظة أمس الأول. وكانت مديرية مشرعة وحدنان بمحافظة تعز قد شيعت أمس أيضا 2 من شهدائها الذين سقطوا في الهجوم العنيف الذي شنته قوات السلطة على ساحة الحرية الأحد الماضي ليلة الاثنين وهما فاروق محمد سعيد 24 عاماً ومرتضى مطهر غالب إسماعيل 20 عاماً، حيث شهدت المديرية موكبا جنائزياً مهيباً لم تشهده من قبل، عبر المشيعون عن غضبهم لما أقترف بحق أبنائهم من أعمال قتل وإبادة، متوعدين بالقصاص من القتلة ومحاسبة كل الأطراف التي شاركت في جريمة الإبادة الجماعية التي شهدتها الساحة أثناء اقتحامها. مدينة تعز من جانبها شهدت هي الأخرى تشييع جثمان الشهيد نزيه المقطري بمشاركة مجاميع هائلة من أبناء المحافظة والذي أستشهد هو الآخر في ساحة الحرية عند اقتحامها , ووفقاً لمصادر مقربة من الشهيد، فإن نزيه ظل ينزف حتى الموت لعدم سماح القوات المقتحمة بإسعافه وأكدت المصادر أن بعض الشباب وعلى حين غفلة من هذه القوات تمكنوا من سحب جثمان الشهيد إلى داخل المدرسة المهجورة بساحة الحرية وتغطيته والاتصال بأهله الذين أخذوه في الصباح. على صعيد متصل تكشف معلومات جديدة كل يوم عن الآخر حول محرقة ساحة الحرية التي تم اقتحامها بآلاف الجنود وبمختلف الآليات العسكرية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة , وحسب معلومات مؤكدة فإن اللجنة الطبية في المستشفى الميداني والتي انسحبت عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، فقدت 2 من الشهداء الذين وصلوا إليها علاوة عن 9 جرحى لم يعرف مصيرهم , وفي ذات الشأن أكدت مصادر طبية أن عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفى الميداني حتى الساعة 12 مساء بلغ 11 شهيداً، إضافة إلى مئات المصابين وهناك من كان يعاني من جروح بليغة ولم يعرف مصير بعضهم حتى اللحظة. إلى ذلك أبلغت أسرة الشاب جهاد جمال عبدالله عمر المركز القانوني لمناصرة الثورة بمحافظة تعز عن اختفاء ابنها والذي كان مصاباً بطلقة بالرأس وتم إسعافه إلى مستشفى الصفوة الخاص في الساحة وهو المستشفى الذي تم اقتحامه ومصادرة محتوياته ونقل المصابين الذين كانوا فيه إلى مستشفى الثورة كما يفيد شهود عيان. من جانب أخر ذكرت مصادر مقربة من النائب سلطان السامعي بان قوات من الحرس الجمهوري واللواء 33 قامت باقتحام منزله القريب من ساحة الحرية يوم أمس ونهب كل محتوياته، كما قامت هذه القوات باختطاف مرضى يعانون من السرطان كانوا متواجدين بالداخل، إضافة إلى حراسة المنزل. وعلى صعيد مشابه قامت قوات من الحرس الجمهوري مغرب أمس بمداهمة مطعم عبود بجوار فرزة صنعاء بعد إطلاق النار على المكان والاعتداء بالضرب على صاحب المطعم واحد العاملين واختطافهما إلى أماكن مجهولة بتهمة أن الرجل كان يطبخ الطعام للشباب المعتصمين في ساحة الحرية. من جهة أخرى تعيش الحارات والأحياء المجاورة لساحة الحرية التي تم اقتحامها حالة من الخوف المستمر بسبب تهديدات تصل لقاطني هذه المنازل بالتصفية والاقتحام على ذمة موقفهم المساند للشباب الثورة. ويوم أمس قامت قوات الأمن والحرس الجمهوري بمنع أي تجمعات للمتظاهرين في مدينة تعز وإطلاق النار على أي تجمعات وخاصة في شارع جمال الذي شهد انتشاراً كثيفاً للقوات الجيش وحتى جولة وادي القاضي وتنوع هذه القوات مابين 13 طقماً عسكرياً ومدرعتين و4 ناقلات جند تقوم بمنع أي تجمع مهما كان حجمه كما وأكد شهود عيان عن قيام هذه القوات باعتقال عدد من الشباب. من جانبه أعلن المركز القانوني لمناصرة الثورة بتعز وحدة متابعة المفقودين والمختطفين من الثوار لجميع الأخوة المواطنين، أن عليهم الإبلاغ عن المفقودين والمعتقلين على الرقم 711373704. يذكر أن مشائخ ووجهاء قبائل تعز كانوا قد أقروا في اجتماع عقد لهم أمس الأول حماية شباب ساحة الحرية بالمحافظة بعد الاعتداء السافر الذي طال شباب هذه ساحة السلميين وما ارتكب بحقهم من مجزرة وصفت بالأبشع في تاريخ العالم الحديث.