سيظل الشعب الجنوبي هو الحامي لعرين الثورة التحررية وستبقى دماء الشهداء محفوظة ما بقيت الأنفاس في جسد كل جنوبي , وحفظ دماء الشهداء لا يكون الا بالسير على أهدافهم الذين بذلوا من اجلها اغلي ما في الحياة , وهذا هو ما يطمن الكثيرين من الذين يشاهدون بعين الشفقة حال القيادات المتفككة والتي أصبحت لا تستطيع العيش بعيدا عن الخلاف والتناحر , وعلى ما يبدوا فإنها قد طوت صفحة التنازل والمصالحة والى الأبد , غير عابهه بنداء الذين أثقلت كاهلهم ظروف الحياة التي فرضها المحتل , والذين يصنعون او يسعون جاهدين الى صناعة التحرر والانعتاق . الشعب الجنوبي شعب مثالي ولديه من الحس والشعور الوطني ما لا يملكه شعب آخر والأدلة على ذلك أكثر من ان نعدّها وعلى سبيل المثال لا الحصر انه عندما بداء بدحرجة الكرة نحو التحرير في 2007 وأقام مهرجان التصالح والتسامح , ودعاء كل القيادات بدون استثنا إلى الانضمام والمشاركة بالثورة مع البقاء على حفظ أسماءهم ورتبهم السياسية والعسكرية متحاملا بذلك على كل جراحة والآمة التي كانوا سببا رئيسيا من أسبابها المتعددة , فُرفعت صور الرئيس والوزير والعقيد والعميد والدكتور وحتى الزعيم , كل ذلك كان حباً للتوافق وتوحيد الصف إضافة الى إعادة الروح الى نفسياتهم والتي كانت قد أصابها الضمور بعد توقف عن الظهور او ممارسة العمل السياسي لأكثر من 13 عام كانت قد أخذت من أعمارهم زهرة العطاء .
ولكن وللتاريخ نقولها فان أكثر هولا القادة كانوا جاحدين لصنيع الشعب الجنوبي , ولم يعطوه مقابل ما أعطاهم من التشريف والتوقير , فقد عادوا بعقلياتهم القديمة وكأنها قد توقفت يوم ان غادروا ولم تعاود العمل الا يوم دعاهم الشعب للعودة , واذا لم يخونني الضن فأنهم قد أصابهم اليأس بعد حرب 94 وقرروا عدم العودة الى عالم السياسة , فغابوا عن المشهد غياب كلي حتى أنهم قد سلموا بان الجنوب قد أصبحت جزء من الماضي ,بل ان بعضهم كان قد تيقن بان كل شيء انتهى والى الأبد , إلا ان الشعب الجنوبي قد فاجئهم كما فاجا العالم كله بحراكه السلمي الذي قام به وقدم إزاء ذلك قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى ولا يزال حتى الساعة .
خلاصة القول ان التاريخ لن يرحم كل الذين تخاذلوا او تسببوا في خذلان شعب يقدم الدماء والأرواح من اجل نيل مطالبة , وان الخاتمة ستكون للمحسنين فالثورة الجنوبية ستنتصر لان مطالبها عادلة وسيبقى المجد والخلود لكل الذين لم يبخلوا وأجادوا بكل غالي ونفيس من اجل حياة كريمة لأبنائهم , فالأيام تمضي ولن يبقى منها الا ما سطره التاريخ , غفل عن ذلك من غفل ووعى له من وعى , وبوركت يا شعب تناضل على كل الجبهات , ولم تسلم من ضربات العداء والأصدقاء على حد سواء .