طالعتنا الغراء " الأولى " في عددها " 821" على صفحتها الأخيرة والثانية بمقاله للسيد علي البخيتي عضو مؤتمر الحوار بعنوان " رئيس من أجل المرحلة أم مرحلة من أجل الرئيس" وبشفافية واحترام نقول:- أولاً : إذا كان " تحديد الأهداف للمرحلة التأسيسية هو الأهم " عند علي البخيتي ، والأهم عند الآخرين كما يقول " أما البحث عن مرحلة للرئيس هادي بدلاً من رئيس للمرحلة وأما العزم والتهيئة للانفصال " ... فإن الأهم لنا كجنوبيين وكشعب وكثورة وفي المقام الأول على الإطلاق وعلى وجه الخصوص هو : تحديد الحق وأصحابه الأصليين والحقيقيين وليس الأهم الذي تتحدث عنه يا عزيزي للتعميم وردم الحقيقة والحق بهدف إخفائه أو انتزاعه من أصحابه أو لرميهم بهدف ابتزازهم سياسياً ... وبالتالي يمكن التساؤل من هو الذي لا يملك الشجاعة والجرءه ليدعو إلى كلمة سواء أو لقول كلمة حق بما هو سافر وفاضح وخطيئة بكل المقاييس على أرض الجنوب وأهله ويستحيل تبريره وليس دحضه ولا يمكن لعقل أن يقبله أو يصدقه - نحن أم أنتم ؟ .
ثانياً :- وطالما و الأخ البخيتي لازال في حيرة من أمره حتى اللحظة فله أن يعرف أن الثابت والأصل هو الحق وأصحابه ( الشعوب) وأما الدولة وشكلها فحامية لهما وتعبير عنهما ومتغير سياسي لا أقل ولا أكثر وعندئذ فالأهم الأهم هو تحديد الحق ومالكه والإقرار والاعتراف به صراحةً وتثبيته وما عداه ثانوي .. وبدون تكلف فالحق لديكم في الشمال محدد وبيد أهله الأصليين ولا خطأ أو عتب في ذلك بينما حق الجنوبيين مستباح لكم وكفر وحرام على أهله الأصليين – فهل يستقيم منطق أمام هكذا قبح وخطيئة قبل أن نقول مع فحوى وجوهر كافة الشرائع السماوية والإنسانية ، وهل الجنوب لأهله أم مباح ومشاع لغيرهم ؟ .
ثالثا:- و يا بختك يا علي ترى وتتحدث عن "تهيئة وعزم الجنوبيين على فك الارتباط أو الانفصال "بينما كان الأولى أن ترى وتتحدث عن الانفصال وفك الارتباط الحقيقي القائم والمكرس على امتداد أرض الجنوب والمحتقن في النفوس عن بكرة أبيها منذ صيف 94م وحتى اليوم أو على أقل تقدير تدينوه صراحةً أو تتساءلون إن كنتم لا تعلمون : من الذي زرع وكرس الانفصال في واقع الجنوب ونفوس شعبه ليجبرهم على الثورة والعودة إلى وطنهم الأصلي ووضعهم السابق الطبيعي والشرعي وبالتالي لا حرج ولا عيب أو عتب عليهم في ذلك وإنما العار كل العار على من فعل وكرس ذلك ومن سكت عنه ويتوجب وصمه بالانفصالي وإلا فلا داعي للحوار والحديث وهدر الوقت من عدمه بدلاً من رمي الجنوبيين بدون وجه حق وبما ليس بهم ولم يفعلوا .
رابعاً : ليس من الحكمة بشيء أن نسمع الناس تتحدث في مؤتمر الحوار بدون هدى عن واحدية – اسطورية مجافية للحقيقة ومنافية للواقع ويصرون عبثاً وعدماً على وحدة الواحد ، والوحدة مع الواحد وبالمحصلة فإن الواحد يظل واحد ومن سابع المستحيل أن يتوحد أو يتحد مع ذاته بينما نحن نتحدث عن حقائق ووقائع وأحداث ومعطيات ثابت على الأرض ودامغة وعن واقع طبيعي ومعاش منذ ألاف السنين وعن حال وواقع مؤلم ومأساوي ووضع قائم وغير طبيعي من عدمه من الوجهة الشرعية والقانونية والأخلاقية والإنسانية منذ 7 يوليو 94 وحتى اليوم وتلك هي المأساة وأم المصايب بعينها.
وأخيراً : إذا كان كل ما قدمه وطرحه الجنوبيين في مؤتمر الحوار من حقائق ووقائع بالأرقام والأدلة القاطعة وبذلك الكم الهائل وبما فعلته وأقدمت عليه صنعاء على مدى عقدين في الجنوب من خراب ودمار وقتل وامتهان وظيم وطغيان يندى له الجبين وتبراءت منه السماء والأرض ولم تقتنعوا فمن الواجب على صنعاء وعليكم أن تقنعوا الأطراف المشرفة والراعية والجنوبيين جميعاً أولاً بأن هذه وحدة ، وأن الوضع القائم في الجنوب منذ 7 يوليو 94 طبيعي من عدمه ، وثانياً بما فعلته صنعاء بهم وبوطنهم وشعبهم وبحقهم الطبيعي والشرعي جائز شرعاً وقانوناً واخلاقياً وإنسانياً ، ولماذا فعلت ذلك أصلاً ، وماذا كسبوا من وراءه ؟ وكفى المؤمنين شر البلاء .