إرهاب من نوع جديد نقاسي منه في الجنوب،لا الخطف"على الهوية" ولا "القتل والتصفية الفورية"،إنه إرهاب الصور المزيفة،إرهاب الورق المطبوع،كذب وخداع وتزوير وتدليس ودجل يمارسه بعض من رواد الإعلام الجديد"الفيس بوك - والمواقع الإخبارية". يتم استيراد صور من حروب سبق وأن حدثت في مكان ما بالعالم،ويتم استخدامها لتُحاكي واقع الجنوب ومايجري فيه من أحداث...كل هذا لا يمكن تفسيره سوى أن عين السخط تنظر من زاوية دكنة،فهي تعمى عن الفضائل وتضخم الرذائل،وقد يذهب بها الحقد إلى التحليل وافتراض الأكاذيب،وذلك مايسخطه الإسلام،ويحذر من وقوعه،ويرى أن منعه أفضل القربات. ربما يعجز الشيطان أن يجعل الرجل العاقل عابد صنم،لكنه قد ينجح في إغواء البعض،وإيرادهم المهالك،من خلال إبداع يتخطى المعقول في كيفية الكذب والتزوير وعكس الحقائق. الصور المستوردة من حرب العراق وأفغانستان،أو حتى من دول الربيع العربي ك تونس أو مصر أو ليبيا تفترس المواقع،ويتم تلفيقها وفبركتها لتغطية مايجري في الجنوب. داخل رأسي يقطن الذهول،ينهض من قبور النسيان ليتابع حكايات الكذب والخداع،يقرع أبواب صدري ليُملي على أصابعي كي تكتب من جديد عن جرائم ممنهجة وباحترافية عالية،تمارسها بعض الإيادي الخفية المحسوبة على الجنوب،وهذا مايحز في النفس. كيف يستطيع ان يرى وطنه يحترق وفي نفس الوقت يقدم تلك الأكاذيب في قالب مسلي ومضحك...تراني بحاجة للتذكير بما عرفته من أبجديات الرجولة:أن أبرز علامات الرجولة أن تخالف امرءا في تفكيره،أو تعارضه في أحكامه،ومع ذلك تطوي فؤادك على محبته،وتأبي كل الإباء أن تجرحه أو تشوه من صورته. كدت أنسى في غمرة الكذب والخداع الإعلامي أن أقول شكراَ للأعداء،فلقد استفدنا منكم بقدر ما استفدنا من أصدقائنا،لإن العاقل يسمع مايقوله اعداؤه عنه،فإذا كان باطلا أهمله ولم يبال به،وإن كان غير ذلك تروى في طريق الاستفادة منه،فأعداء الإنسان يفتشون بدقة ،وقد يقفون على أبسط الامور التي نغفل عنها. منذ انطلاقة الحراك نلاحظ كثرة الحملات التي من شأنها تشويه ثورة الحراك السلمية، يحاولون النيل منها بشتى الوسائل،حتى لو فقدوا مهنيتهم وأخلاقهم،إلا أن إصرارهم واضح وهجمتهم الشرسة تزداد يوما عن يوم،فالنفوس الصغيرة تضل صغيرة حتى وإن كانت في أبراج،بينما النفوس العظيمة تضل عظيمة وشامخة....همسة في آذان الصحافة المستقلة،التي تقدم إعلام حقيقي غير مفبرك: ليكن أفقكم واسعا،وليكن خلقكم أوسع.