الفكرة التي أعلن عنها الأمين العام للإتحاد الاماراتي لكرة القدم يوسف عبدالله، حول آلية تبادل الحكام بين الدوريات الخليجية وضمان حضور أفضل للاحتكاك وتبادل الخبرات، من الهام جدا أن يضعها صناع القرار على مستوى الاتحادات الخليجية الكروية ضمن أجندتهم في القريب العاجل على أمل مناقشتها بأكثر دقة وشفافية، للوقوف على المكتسبات التي يمكن أن تقدمها التجربة سعيا للارتقاء بمستويات الحكام، وخلق بيئة تطيويرية أخرى، تكون مرافقة للبيئة التطويرية التي تعتمدها الاتحادات الخليجية لحظة مشاركة الحكام في المنافسات القارية، ان كان على مستوى المنتخبات، أو حتى الأندية. وطالما أن الحكام الخليجيين يعانون وبصورة تصاعدية من حجم الضغوط التي ترافقهم على المستوى المحلي، وما يمكن أن ينعكس من خلالها على ما يقدمونه من مستويات وظهور في المباريات الحساسة، فأعتقد أن الفكرة التي يحاول أمين عام الاتحاد الاماراتي إيصالها لمن يعنيهم أمر وقرار التحكيم، من شأنها أن تخفف الكثير من التوتر، وحالات الاحتقان التي بدت أكثر ظهورا في الدوريات الخليجية عامة خاصة المحترفة منها، مما يعني أن المشاركة في تلك الآلية والتنظيم الجديد من شأنه أن يعود على التحكيم الخليجي واتحادات اللعبة بالكثير من المكاسب،اذا ما تم الاتفاق والاقتناع بما يمكن أن يسهل من عملية التبادل ويضعها في الاطار الصحيح على مستوى التعاطي بين الحكام وجميع الأطراف المختصة.
إن ما يظهر عليه غالبية الحكام الخليجيين من أداء عالي وتميز لحظة مشاركتهم في إدارة المباريات خارج نطاق دولهم، يتأكد من خلاله أن الضغوط التي يعانون منها محليا، من شأنها أن تضعهم أمام خيارات ضيقة قبل التفكير في تطوير مستوياتهم والصعود بها بما يتناسب الأهداف والطموحات القارية والدولية، وبالتالي ستكون الفرصة الخليجية للتبادل والاحتكاك، بمثابة المتنفس الجديد للحكم الخليجي، حتى لا يظل طويلا في انتظار تكليفات آسيوية ودولية، للإبتعاد عن أجواء ملتهبة محليا، وغليان من الانتقادات والتصريحات لا يمكن أن تدفعه لتقديم الجديد المنتظر، بقدر تأثيراتها السلبية وايصالها للحكم الى حالة من التوتر والارتباك والجاهزية لارتكاب السهل من الأخطاء والقرارات الغير دقيقة.
وبما أننا اليوم وكما نتابع أمام جهود حثيثة من لجان الحكام بالاتحادات الخليجية لتطوير حكامهم والعمل على ايصالهم الى القيمة الكبيرة، فأعتقد أن المبادرة من الضروري أن تكون من رؤساء لجان الحكام، لتبني الفكرة والسعي لمناقشتها وبلورتها في إطار جديد يضمن تفعيلها في أقرب فرصة ممكنة، والاستفادة من مؤشرات أراها إيجابية اذا ما استفاد الحكام من احتكاك خليجي من شأنه أن يضعهم أمام حافز جديد ومستمر خلال الموسم ويقدمهم أمام المزيد من التحديات الايجابية التي لها أن تخدم في الغالب الكرة الخليجية دون استثناء.! ** نقلا عن الأيام البحرينية