ظل مغلق لأكثر من 19 عام و لم يسمح لأي وسيلة إعلامية الخوض فيه( عدن الغد ) فتحت ملف اقتحام منزل الشيخ محمد هادي بن شوبة الكازمي وهو احد المشائخ القبليين بمديرية المحفد محافظة أبين حيث شهدت أسرة الشيخ الكازمي ليلة عصيبة دامية بمنزلها الكائن في مديرية دار سعد محافظة عدن عشية يوم 8 / 7 / 1994 م . و قبل الخوض في تفاصيل ما حدث في ذاك اليوم الدامي نتطرق إلى بعضا من حياة الشيخ المتواضع بن شوبة الكازمي فهو من احد شيوخ القبائل البارزين بمديرية المحفد محافظة أبين و من الشخصيات الجنوبية المدافعة عن الجنوب شغل عدة مناصب قبلية و إدارية و سياسية في الحراك الجنوبي وحاليآ عضوآ بمؤتمر الحوار الوطني بالإضافة إلى انه كان احد مناضلي ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة . و إليكم تفاصيل القصة الدامية التي رواها الشيخ بن شوبة الكازمي و إذن بنشرها حصريآ في صحيفة عدن الغد قائلآ :" عقب يوم واحد من اجتياح عاصمة الجنوب عدن فوجئت انا و أفراد أسرتي بقيام قوة كبيرة من الجيش اليمني بمهاجمة منزلي الكائن في مديرية دار سعد مدينة عدن شارع الضياء تحديدا عند الساعة الحادية عشر و النصف من مساء يوم 8 / 7 / 1994 م . و باشرت بإطلاق نيران أسلحتها صوب المنزل و أحدثت حالة من الهلع و الخوف بين أوساط السكان ما دفعني إلى الخروج لاستطلاع و تهدئة الموقف و أخبرتهم بأنني انا صاحب المنزل و بان عليهم إيقاف إطلاق النار لوجود أكثر من 20 شخص اعزل بداخل المنزل معظمهم أطفال و نساء إلا أنهم لم يبالوا و باشروا بإطلاق عدة أعيرة نارية صوبي أصابتني شظية احداها في ركبتي اليمنى سببت لي نزيف شديد . و باشر الجنود بضربي بأعقاب البنادق في وجهي مما أدى إلى كسر في عظم الأنف و قامت فرقة آخري بمهاجمة و اقتحام المنزل بالقوة وأطلقت وابل من النيران و كسرت الباب الرئيسي و كانت أصوات الأطفال و النساء تتعالى طالبين النجدة . و انتقلت أسرتي عبر الدرج من الدور الأرضي إلى الدور الثاني و كان الجنود يطاردونها و يطلقون النار بصورة عشوائية في أروقة المنزل محولينه الى أشبه بحرب عصابات إجرامية ..
و استمرت المطاردة وصولا إلى سطح المنزل حيث أصيبت إحدى شقيقاتي تدعى قبلة هادي شوبة 50 عاما بطلقة نارية قاتلة استشهدت على أثرها في الحال تاركة خلفها 3 بنات و 6 أولاد . و لم يكتفوا بذلك بل قامت تلك القوة العسكرية بتفتيش منزلي و أحدثت فوضى و خراب كبير رافقه سلب و نهب جميع ممتلكاتي و ممتلكات أسرتي من ذهب و نقود و أمانات وصولا إلى نزع و سرقة المكيفات و الزينة من الجدران ناهيك عن ترويع الأطفال و قتل النساء .
و استطرد الشيخ بن شوبة قائلآ لقد كانت تلك القوات مشحونة بفكر خاطئ و يصعب التفاهم معها .
و تابع حديثه بالقول تم اقتيادي و انا انزف إلى محافظة لحج و في الطريق تم ضربي و تعذيبي حتى فقدت الوعي و بقيت أسير بأحد سجونهم بمنطقة المحلة بمحافظة لحج . و في اليوم التالي زارني ضابط عسكري يدعى احمد الحاشدي و أخبرته بأنني لا اعلم سبب اعتقالي و اتصل بالقيادة في العند التي كانت حينها تحت إمرة عبدربه منصور هادي و علي محسن الأحمر اللذان امرا بإطلاق سراحي فورا . و ذهبت إلى مستشفى باصهيب العسكري لتلقي العلاج و تم ترقيدي فيه لسوء حالتي الصحية و زارني بالمستشفى الأخ عبدربه منصور هادي الذي كان حينها وزيرا للدفاع و اطلع على قصتي. و بعد خروجي من المستشفى عدت إلى منزلي و مكثت فترة ثم عاودت نشاطي إلى جانب إخواني في المجلس الوطني و كان يتألف حينها من 102 عضو . و استمرينا مع كل الخيرين و تفاعلنا بل تجاوبنا مع بيان و حركة العقيد متقاعد سعيد صالح الشحتور التي أعلنها في 25 /6/ 2006 م ووجدنا فيها ضالتنا والتي جأت في وقتها المناسب مثل الكية على الوجع أعطتنا دافع قوي و كسرت حاجز الخوف ثم واصلنا نشاطنا مع جمعيات المتقاعدين العسكريين وصولا إلى الحركة الشعبية التحررية المطالبة بالاستقلال و استعادة الدولة الجنوبية و لانزال نسير على هذا الدرب حتى اللحظة . و أسوق إليكم بعضا من التحديات التي واجهتنا بل زادتنا اصرارآ و قوة ففي تاريخ 27/4/2009 م أمر المدعو قيران باعتقالي و قامت قوة أمنية بمحاصرة منزلي لمدة أسبوع منذ ذلك التاريخ حتى 3 / 5/ 2009 م و تمكنت من الهرب و الذهاب إلى مسقط راسي مديرية المحفد بمحافظة أبين . و مكثت هناك قرابة الشهر ثم اتصل بي الأخ محمد ناصر احمد وزير الدفاع و عدت إلى محافظة عدن و عاودت نشاطي في الحراك السلمي الجنوبي . و شاركت بجميع فعاليات الحراك بعموم محافظات الجنوب و في احد المرات و أثناء عودتي من احد الفعاليات الجنوبية تم إيقافي من قبل نقطة أمنية بمنطقة أبو حربة و اقتادوني إلى شرطة المنصورة و مكثت في السجن 13 يوم من تاريخ 12 / 1/ 2010 م إلى 25 / 1 / 2010 م على ذمة فعالياتنا الجنوبية السلمية و تم إطلاق سراحي عقب وساطة تقدم بها المحافظ الجفري . تلا ذلك بفترة قصيرة اصدر المذكور قيران أمر آخر بالقبض علي و قد تفاديته عقب تدخل الأخ محمد ناصر احمد وزير الدفاع و كان المدعو قيران يضغط باتجاه إيقاف نشاطي السياسي و كذا إيقاف تحركاتي المساندة لملف قضية مجزرة المعجلة . ختاما نؤكد للقاصي و الداني بأننا صامدون بعزيمة و إرادة لا تقهر و لا تلين ماضون في ميادين الجنوب صوب الاستقلال و استعادة الدولة الجنوبية و لا داعي للمزايدات أو المناكفات و لا داعي للتغريدات أو الخطابات المسيئة إلى التصالح و التسامح الجنوبي البعيدة عن معاناة شعب الجنوب و تحياتي لأسرة صحيفة عدن الغد ولكل أبناء الجنوب .