إليك أخي تلك الكلمات في موضوع كثير من النّاس ينساه في زحمة الحياة ،بالرغم من أنّهم مقدمون عليه ، ولا بد أن يتجرعون كأسه ، إنّه ‘‘ الموت‘‘ لا يعرف الصغير ولا يميز بين الوضيع والوزير ولا يحابي صاحب المنصب الكبير أو المتسيد الجهول.
فهل خلوت يوما بنفسك فقلت لها يا نفس إنّك " شيء " ، وقد قال تعالى { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } هادم اللذات ، دعاك النبي صلى الله عليه وسلم إلى كثرة تذكره إذ يقول صلى الله عليه وسلم : « أكثروا ذكر هادم اللذات » [ رواه الترمذي والنسائي/ صحيح النسائي: 1823] .
كل يوم ونحن نودع ميتاً ثم لا يحرك ذلك قلباً ولا يثير خوفاً أو فزعاً إلا من رحم الله ، كأنّ الموت مكتوب على هذا المشيّع وحده ، إنها قسوة القلوب وعماها { فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } فإذا شغلتنا الدنيا بزينتها وزخرفها وبهجتها لابد من سوط نؤدب بها نفوسنا بتذكر الموت ، ويوم مصرعها وانتقالها من موضعها الذي ينتظرها ، فهل تفكرنا يومنا الذي لا مفر منه وخاننا الصاحب ورفيق السوء الذي يعيننا على ظلم المساكين وقهرهم بسبب غرور الجاه والمناصب والتنفّذ ، والنياشين العسكرية المزيفة والتي هي في زماننا في زماننا بواسطة القرابات والواسطات ، تذكر قبل أن تنهب وتسلب وتتنفذ وتظلم المساكين فتفتك بهم وتقتلهم وتأسر منهم ، هل تذكرت مصيرك أم أنك لا إحساس لك ، فإن تكن بلا إحساس تذكر النار وتحسس بها لتكبح ظلمك أم أنك ستكون هناك متنفذ ؟ وظالم ؟ فإن الله سبحانه يغفر الذنوب جميعا إلا حقوق الغير والتعدي عليها فكم هلكت من أجيال وأمم بسببك ، فعلينا أن نسأل أنفسنا ؟ كم مرة حدثنا أنفسنا أننا قد نموت اليوم أو غداً !
يا رعاك الله : كن على حذر ! وما بقي لك غير العمل الصالح فهو خير زاد ، وخير رفيق يوم المعاد ، وأنيسك إذا تفرق عن قبرك العباد . وأخيرا خاطرة قرأتها على الفيسبوك وما أكثر الخواطر فكتبتها للعبرة وما أكثر العبر ، لعل وعسى أن تلقى قلوبا صادقة وتنفعها وتستفيد منها وتستفيق من غفلتها فمجرد صلاح النية والاستعانة بالله ، يرد الكثير منا عن الظلم ، نسأل الله أن يردنا الى دينه ردا جميلا وأن ينفعنا بها ويحسن خلاصنا . والحمد لله رب العالمين .