يقولون إن الأهلي بالرغم من انتصاراته، وتحقيقه العلامة الكاملة «15 من 15»، ليس مقنعاً، وأتساءل: ماذا لو كان مقنعاً؟.. ماذا لو رافق النتائج ما ينشده محبوه أو حتى منافسوه من فورة فنية؟.. أعتقد أنه ليس بعد العلامة الكاملة من دليل على أن «الأحمر» ينسج موسمه كما يريد، ويحقق حتى الآن كل ما يريد. ليس الجميع يراودهم هذا التساؤل، فهناك من يرونه بالطبع كامل الأوصاف، لكن من يستكثرون عليه ما حققه حتى الآن، هم ممن ينشدون كبوته حتى تتقدم فرقهم للأمام، ولو أن الأمور تسير وفق السياق، لكفتهم فرقهم عن التفكير في البقية ولتساءلوا أفضل عن السر في خسارة منافسيه أو تعادلهم والهدايا المجانية التي يقدمونها للمتصدر حتى الآن.
من وجهة نظري الخاصة، فإنه بتجزئة ما يقدمه الأهلي في مبارياته، قد يمكن النظر إليه في بعض الأوقات هذه النظرة، وأنه ليس مقنعاً بالفعل، أما بالنظر للمجمل وللحصاد، فالفريق يحقق ما يريد دون أن يلتفت لأحد وبالطريقة التي يريدها، وكفاه أن يكون مقنعاً لنفسه، وكفاه الغلة التي حققها حتى الآن، فهو المتصدر بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه، بعد خسارة الشباب من الشعب، وسبع نقاط عن بني ياس الذي خسر من النصر وبالفارق نفسه عن الوحدة الذي تعادل مع العين، فلا استفاد أحدهما ولا أفاد غيره.
الأهلي ليس هيناً هذا الموسم، وبعض مما يحققه يعود إلى تراجع المنافسين، وتلك غالباً هي المعادلة في كرة القدم، كما أن «الفرسان» أكثر من استفادوا من مرحلة الإعداد والتجهيز للموسم ودعم الصفوف، بلاعبين من العيار الثقيل جلبهما من الشباب، هما سياو ووليد عباس، ومدرب ساهم كثيراً في التفوق الأحمر حتى الآن، هو الروماني أولاريو كوزمين، حيث استفاد من إمكاناته، واستفاد أيضاً من خبراته بفرق الدوري قاطبة.
ولم يكن الفوز الأخير الذي حققه الأهلي على الإمارات، وحول به تأخره بهدف إلى فوز رباعي، سوى حلقة في مسيرة الفريق، الذي يمتاز في كل أحواله هذا الموسم بالتركيز، على حسب ظن مدربه، وأتفق تماماً مع كوزمين في ذلك، كما أتفق معه في أن فوزه لم يأت بالحظ، وأنهم وإن كانوا محظوظين أحياناً إلا أن الحظ السعيد لا يأتي مصادفة؛ لأنهم يقاتلون ويتعبون بعرق واجتهاد من أجل الفوز.
المعادلة في الفوز وحتى في الخسارة متشعبة.. هي لا ترتبط بطرف واحد، وإنما بأطراف عدة، لكن قيادها يظل دائماً في يد البطل الرئيسي في سيناريو الأداء، والأهلي لا يزال يمسك بدفة الأحداث يوجهها كما يريد، ولدي قناعة كبيرة بأنه استفاد كثيراً من دروس المواسم السابقة منذ أول لقب حققه في دوري المحترفين، حين كانت تعتريه تلك القناعة ويغيب عنه الفوز، ولذا يلعب هذا الموسم، وكأنه في ختام المسابقة.. يريد أن يحسم الأمور بقدر الإمكان من البداية، وهي فلسفة ناجحة، ليس الجميع قادرون على تطبيقها مثلما يجيد الأهلي.
كلمة أخيرة:
الحظ لا يساند الضعفاء والقناعة الحقيقية تنبع من ذاتك ** نقلا عن صحيفة الإتحاد الإماراتية