كما هي بقية العلوم فإن الأصل ثابت ولكن مع الزمن قد يضمحل أو يتطور ، ومن هذا المنطلق أحببت أن أداعب أناملي فكتبت هذا الموضوع وكلي أمل بأن تصبح تراكمات تلك الدروس والمواضيع مادة علمية تدرس في أحد المراحل الدراسية.. يقول الله في محكم التنزيل "إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وأبائكم ما أنزل الله بها من سلطان" النجم23. تسمية الأسماء لفظية ومعنوية ، الأولى باختصار الأعلام المذكرة والمؤنثة ، بينما الأخرى وهي ما أعني فهي جميع الصفات والطباع السلوكية التي يتعلمها الطفل منذ ولادته حتى مماته ، يذكر أحد الفلاسفة:أن كل مانرى من صفحات الكون متفرقا من أسماء النبات والحيوان والجماد نجده مجتمعا في كتاب إسمه الإنسان.ولذا أسجد الله الملائكة لهذا الإنسان وسخر له السماوات والأرضون بل جعله خليفة له في الأرض،"وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر" علي بن أبي طالب.
أزعم بأن جميع البشر لهم حظ ونصيب من تلك الأسماء إلا صفوة الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم فله من أسماء الله الحسنى، فنجد هذا قد سمي بالأسد لشجاعته أو الثعلب لمكره والكلب لوفاءه أوالغزال لرقته والحمار لتحمله والجدار لقسوته والأسماء كثيرة..الجدير بالذكر أن الأسماء المعنوية قابلة للتغيير والإختلاف من إسم لضاده فقد يكون إسمه نعامة فيتغير إلى أسد والعكس صحيح بشرط متى ماوجدت النية الفعلية والإدراك العقلي الحقيقي للتغيير.
بإمكاننا للحظات تدوم من ساعات لسنوات أن نستعير أسماء أخرى تضيف الطابع الجمالي للشخصية لإستكمال حدة النقص المتفاوت بين البشر ولاسيما من المقبلين على الزواج فالحب قبل الزواج هو حب كما أريد ولكن بعد الزواج هو حب كما أنت فعندما نفهم هذا المعنى سنتجنب السلوكيات المستهلكة المعنية بحب الذات ، وهذا كله يعتمد على مبدأ وفن التمثيل الذي لابد ولابيد منه أن ينكشف ويضمحل مع مرور الوقت.لنتقبل أنفسنا وذواتنا كما هي بل على العكس لنسعى جاهدين لنرقى في أسمائنا وصفاتنا وأفعالنا من معلم الأدب والأخلاق المعلم الراقي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.