استذكرت أمس ،وخلال احتفالية "يوم العَلَم" التي عمت أرجاء الإمارات وشاركت بها كافة الجهات المعنية من القطاعين الحكومي والخاص ، تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ،رئيس مجلس الوزراء ،حاكم دبي رعاه الله لرفع العلم يوم الأربعاء الفائت في السادس من نوفمبر إيذانا ببدء الاحتفالات باليوم الوطني ال42 للإتحاد الإماراتي، لتبقى راية الإمارات خفاقة فوق المباني الحكومية والمؤسسات وكافة مرافق الدولة الحيوية تأكيدا على قوتها وشموخها.
وللتعبير عن الحب والولاء لقيادة الدولة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله" ،وتأكيد على شموخ الإمارات وعزتها وهيبتها برفع راياتها خفاقة فوق القمم ،إستذكرت الماضي التليد من تاريخنا العربي الإسلامي ،في معركة خالدة خلود الإسلام حين جسد فيها ثلاثة أبطال مسلمين قصة الراية ورمزها، وأكدوا على أهميتها للتأكيد على النصر والسيادة كما "يوم العلم"،بالأمس القريب ، قصة الراية التي حملها ثلاثة أبطال في معركة مؤتة الخالدة التي وقعت جنوبالأردن في قرية مؤتة قرب مدينة الكرك الأردنية وهم زيد بن حارثة،,جعفر بن أبي طالب ،وعبد الله بن رواحه ،حين أوصاهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بدعوة شرحبيل وأهله للإسلام ،ووقعت المعركة مع الروم أصحاب السيادة في تلك المنطقة حينها ، فأصيبوا في القتال واستشهدوا جميعا فاستلم الراية ثابت بن أقوم وحملها إلى خالد بن الوليد ولكنه أستثقل عليه الأمر وهو جديد العهد بالإسلام بعد استشهاد القادة الثلاث وفي الجيش العديد من المهاجرين والأنصار والسابقين في الإسلام ،فتمنع إلا أن ثابت أقنعه بجدارته لهذه القيادة وهو الأدرى بالقتال وفنونه ،وهكذا استلم خالد بن الوليد القيادة وأصبحت المعركة بقيادته بين المسلمين والروم آن ذاك .
إن القيمة العظمى والعبرة منها حين حملها جعفر بن أبي طالب في معركة مؤتة كي لا تسقط راية المسلمين في الحرب الضارية مع الكفر ،وكم كانت بطولة وتضحية جعفر بن أبي طالب وحرصه عليها كي لا تسقط وقطعت يداه وسماه الرسول صلى الله عليه وسلم "بجعفر الطيار" بعد قطع يديه من الكتف وأكد أنه يوم البعث سيكون بجناحين في الجنة إن شاء الله ،وما قام به جعفر بن أبي طالب بالتضحية بروحه وبافتدائه الراية بكل طاقاته وروحه تجسيد عظيم لأهمية الراية التي يجب أن تبقى خفاقة فوق الرؤوس لترمز للقوة والسيادة والسؤدد وهي رمز للفداء والتضحية من أجل الوطن ،وهذا ما أرادته القيادة أن تزرعه في نفوس أبناء هذا الوطن البارين له المنتمين والذين يؤكدون ولاءهم في كافة المناسبات ليؤكدوا التفافهم حول راية الإتحاد العظيم بقيادة رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله ويعكسون الحب للأرض والإنسان في الإمارات بأجمل صور تاريخية توثق بسجلات من نور وفخار تلك الهبة الوطنية التي جسدها الجميع بهبة رجل واحد للتأكيد على ذلك .