ما حصل ويحصل في سوريا من اقتتال وصراع منذ ما يقارب الثلاث سنوات شي يندى له الجبين وتدمع منه العين ويتفطر له القلب بعد وصول الحرب الدائرة هناك إلى حرب أهلية وطائفية نعم هي كذلك حرب أهلية وطائفية ومن يقول غير ذلك لا يفقه كثيرا في تطورات ومستجدات الحرب والأحداث الدائرة في سوريا... ما نحب إن نشير إليه هوان الحرب الطائفية التي وان اندلعت في بلد ما تدمره ببط وقسوة ودون رحمة وتحيل أبنائه إلى فرق ومجموعات تتقاتل قتالا ضاريا مستمرا يفوق في وحشيته ودمويته وضراوته قتال الحيوانات المفترسة كما إن من الأشياء المسلم بها انه عند اندلاع الحرب الطائفية تتضاءل فرص إحلال السلم والسلام وإيقاف دوي المدافع ولعلعلة الرصاص ولا تنتهي هذه الحرب إلا في حالة إنهاء هذا الطرف لذاك و حتى بعد ذلك تضل الأحقاد والضغائن في القلوب ويدخل البلد أو المجتمع في حسابات معقدة وصراعات دموية وخذوا ما شئتم من الأمثلة والدلائل الدامغة.
دعونا هنا نتطرق ونستعرض ما حصل ويحصل في دماج ففي وقت يرى الكثيرين بان ما يحصل في دماج مجرد حرب عابرة محدودة المكان والزمان يرى آخرين بأنها ليست كذلك بل إن هذه الحرب التي طرفاها السلفيين والحوثيين لها إبعاد خطيرة وانعكاسات كبيره ولعلي مع الرأي الذي يقول بان هذه الحرب التي اندلعت في هذا التوقيت بالذات خطيرة جدا جدا وتمثل بذرة يراد لها إذكاء الصراع الطائفي في اليمن .
نعم هي حرب فيما تظهر عليه ولكنها فتنه وفتنه كبيره وخطيرة ولعل ما يدعم هذا الرأي والحقيقة التي نقولها ما تجده في الساحة اليمنية من اختلافات الآراء حول هذه الحرب..تجد هناك من يقول بان الجنوبيين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب وتجد في المقابل من يقول بان القتال مع السلفيين ضد الحوثيون واجب شرعي باعتبار إن الحوثيين من الشيعة"الرافضة" وهناك من الشباب من ذهبوا ويذهبوا من الجنوب إلى دماج.
وتجد رأي آخر يقول بان الطرفين المتقاتلان مسلمان ولا يجوز شرعا تقاتلهما أو نصرة طرف على أخر والى أخره من الآراء الكثيرة والمتعددة ومن الأمور المهمة الذي نجد من الواجب علينا قولها هنا فنقول وبالمختصر المفيد هذه الحرب لها أهداف بعيدة المدى وخطيرة النتائج في الوقت نفسه كما إن هناك خلط للأوراق وأعادة بناء تحالفات جديدة سواء ظهر من هذه التحالفات ما ظهر أو اخفي ما اخفي .
هناك قوى نفوذ داخلية وإقليمية وربما دولية تسعى إلى صب الزيت على النار واستمرار نزيف الدم في دماج ليس حبا لليمن وأبناءه بل خدمة لمصالح وأهداف قذرة ودنيئة..أوقفوا حرب دماج واحقنوا الدماء يا عقلاء اليمن هذه الحرب عبثية وقد تكون لعبة سياسية وما أكثر الألعاب السياسية في يمن ألحكمة .
اليمن وطوال فترات زمنية لم يعرف الحرب الطائفية التي شبهها احد الفلاسفة بالسرطان الخبيث الذي إذا انتشر واستشرى يصعب معه أي علاج أو كما قال احد المفكرين عن الحرب الطائفية "في الحرب الطائفية لا يوجد قاتل ومقتول بل يوجد قتيلان" اليوم سمعنا وقرانا عن انضمام القاعدة للسلفيين في الحرب ضد الحوثيين وهذا مؤشر يفهمه المحلليين والمراقبين .
أوقفوا هذه الحرب العبثية وليكن الحوار هو اللغة السائدة ..يكفي اليمن ما فيه ...أوقفوا هذه الحرب المجنونة وليكن المخرج الوحيد لليمن ومشاكل وقضايا وخلافات اليمن الحوار ولاشي غير الحوار .
النموذج السوري مثالا ومن لا يصدق ما نقوله عليه إن يتابع مايحدث في سوريا جراء الحرب الطائفية الدموية وان كان هناك من يؤكد بان ما يحدث في سوريا صراعا لقوى إقليمية فكذلك هو الحال في ما حدث ويحدث في دماج وغير دماج واللهم أحفظ اليمن وأهلها من كل سوء ..اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ...اللهم ألطف باليمنيين واجعل الفرج والمخرج من عندك وبما ترضاه يا ارحم الراحمين.