قال مكتب عبد الملك الحوثي , زعيم الحوثيين , انه تم الاتفاق مع محافظ محافظة صعدة بمبادرة تضمنت تطبيع الأوضاع وعودة الحياة الى طبيعتها قبل المشكلة الأخيرة , التي أدت الى مقتل وجرح العشرات في دماج . وأكد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي , تلقى " التغيير " نسخة منه , انه " حرصاً منا على تجنيب البلاد من شبح الحروب الطائفية والمذهبية التي بدأت تظهر على الساحة عبر مشكلة دماج حيث تحركت تلك الأطراف بكافة و سائلها الميدانية والإعلامية والسياسية لإدخالنا ضمن صراع طائفي ومذهبي ليس ذلك حرصاً منهم على حل مشكلة دماج وإنما بهدف استغلالها وجعلها بوابة للدخول إلى مربع الصراع الطائفي الذي لا يخدم التعايش السلمي في البلاد والتي يُراد منها أن تكون بوابة لتآمر خطير يمس بسيادة الوطن ويضر بمصلحة الجميع". وأكد البيان ان المبادرة التي قدمت لمحافظ صعدة فارس مناع, تضمن " التعايش السلمي بين الجميع، وبناء على طلبه فقد تم تفويضه النظر في المواقع العسكرية المختلف عليها بما يضمن الحلول العادلة والمنصفة للجميع والتي تمنع عودة المشكلة من جديد" .. وأهاب البيان " بوسائل الإعلام تحري المصداقية في النقل والتعاطي مع كل حدث بمسئولية ومهنية بعيداً عن التأجيج المذهبي والطائفي والذي حاول البعض إعطاء المشكلة بُعداً مذهبياً وطائفياً وهذا غير صحيح ولا منصف بل يدخل ضمن التآمر المكشوف" . وفي ذات السياق , قال محمد عبد السلام الناطق باسم مكتب زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي لوكالة فرانس برس "نعلن حل المشكلة في دماج بموجب مبادرة الوساطة التي يقودها محافظ صعدة" فارس مناع. واكد عبد السلام انه "لم يعد هناك اشتباكات، وستفتح الطرقات" المؤدية الى بلدة دماج التي فيها الاف السلفيين المنتسبين الى "معهد دار الحديث". ويفرض الحوثيون حصارا منذ اسابيع على المنطقة. وقد اسفرت اعمال العنف في المنطقة عن مقتل 26 شخصا من السلفيين بحسب مصادر من التيار السلفي بينهم اميركيان وفرنسي وروسي وعدد من الاندونيسيين والماليزيين. كما اكد الحوثيون سقوط ضحايا في صفوفهم. وقال عبد السلام "قبلنا مبادرة المحافظ وبالتالي قبلنا تطبيع الاوضاع بما يضمن تعايشا سلميا بين الفئات، وفوضنا المحافظ بالنظر في المواقع العسكرية المختلف عليها بما يضمن حلولا عادلة". واوضح في هذا السياق ان المواقع المعنية هي مواقع استولى عليها السلفيون في الفترة الاخيرة "وحولوها الى متاريس" بحسب عبد السلام الذي جدد التاكيد بان السلفيين في دماج مسلحون ومدربون على القتال، بما في ذلك الاجانب الذين يقولون انهم طلاب في المعهد. وبحسب المبادرة، سيتم تسليم هذه المواقع الى قوات حكومية او الى مسلحين قبليين محايدين. واكد المتحدث الحوثي ان "هذا الموقف ياتي حرصا منا على تجنيب البلاد الفتنة الطائفية". وكان التيار السلفي في اليمن تحرك للدعوة الى "نصرة المحاصرين في دماج"، وقدرت اوساط التيار عدد المحاصرين في هذه المنطقة من قبل الحوثيين بسبعة الاف شخص بينهم نساء واطفال. كما اتهم السلفيون الحوثيين بمنع دخول الغذاء والادوية وحليب الاطفال الى دماج، الامر الذي نفاه المتمردون. واحتدم منذ اسابيع الصراع في شمال اليمن بين الحوثيين والتيار السلفي بما يتجاوز دماج. الا ان دماج هي رمز هذا الصراع، اذ انها تحتضن منذ عقود مقر معهد "دار الحديث" الذي يتزعمه حاليا الشيخ السلفي يحيى بن علي الحجوري والذي يعيش فيه "الطلاب" مع عائلاتهم، بما في ذلك اميركيون وفرنسيون وروس واندونيسيون وماليزيون بحسب مصادر التيار السلفي. ودعا الشيخ الحجوري اتباع التيار في اليمن الى "الجهاد" ضد الحوثيين معتبرا في فتوى خاصة ان "قتال الرافضة الحوثيين من اعظم الواجبات ومن اعظم المقربات الى ربنا لانهم بغاة علينا وزنادقة"، ما اثار مخاوف من نزاع طائفي على مستوى اوسع في البلاد. وكان الخالد المداني المسؤول عن الشباب الحوثيين المشاركين في الحركة الاحتجاجية في اليمن اعلن لوكالة فرانس برس السبت ان "هؤلاء مجموعة قاموا بتكفيرنا ودعوا الى الجهاد ضدنا"، مشيرا الى ان الجماعة نفسها اصدرت فتوى خلال الحركة الاحتجاجية حرمت التظاهر ضد الرئيس علي عبدالله صالح اذ اعتبرت ذلك "خروجا عن طاعة ولي الامر".