تجمهرت حشود أثيوبية أمام مبنى السفارة السعودية في الولاياتالمتحدة الأميركية، احتجاجًا على التدابير المشددة، التي اتخذتها السلطات في المملكة، ضد العمالة الأثيوبية المقيمة على أراضيها بشكل غير شرعي. كما حاولوا اقتحام السفارة، لولا تصدي الشرطة الأميركية لهم وردهم على أعقابهم. وكانت الشرطة السعودية شنت حملة تفتيش على عمال من جنسيات مختلفة، أثيوبية وسودانية وبنغالية، مخالفة لنظام العمل والإقامة، من أجل ترحيلها. وكانت هذه الحملة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في حي منفوحة في الرياض، حيث جرت اشتباكات بين العمال المقيمين ورجال الشرطة.
في الحزم وسجل أمس الجمعة انتشار للأثيوبيين في حي الحزم غرب الرياض، حيث خشي السكان من تكرار سيناريو منفوحة، وذلك بعد تخصيص عشر استراحات لإيواء الرجال واستراحة واحدة للسيدات. وآوت الشرطة في هذه الاستراحات عددًا من العمال، غالبيتهم من الأثيوبيين، وزوّدتهم بالمؤونة والفرش والمياه، على أن يتم تسفيرهم خلال أيام.
ونقلت التقارير الصحافية عن بعض العمال الأثيوبيين احترامهم لرغبة السلطات السعودية في مغادرتهم البلاد، مؤكدين أنهم أتوا إلى المملكة للعمل، وليس لافتعال المشاكل، وسلموا أنفسهم للسلطات خوفًا من تكرار ما حدث في منفوحة.
وشكا أثيوبيون عدم تجاوب سفارة بلادهم معهم، ما منعهم من السفر أثناء المهلة التصحيحية التي وفرتها لهم السلطات ليصححوا أوضاع إقامتهم، خصوصًا أن السفارة رفضت الاعتذار عن الشغب الذي افتعله أثيوبيون في منفوحة. إيواء وتسفير ونسبت تقارير صحافية إلى العميد ناصر القحطاني، الناطق الإعلامي في شرطة الرياض، قوله إن السعودية تنفق 750 ألف ريال لتقديم ثلاث وجبات يوميًا إلى الأثيوبيين المخالفين، الذين تم إيواؤهم في الرياض، مؤكدًا أن الشرطة والأجهزة الأمنية راعت حقوق المخالفين الأثيوبيين بمنحهم المستلزمات الأساسية للنوم ومنح الأطفال احتياجاتهم الكاملة من حليب ومواد غذائية بقيمة 200 ألف ريال يوميًا، إضافة إلى توفير 300 باص لنقلهم إلى مواقع الإيواء، و90 استراحة مؤجرة بأسعار مضاعفة، وتوفير عيادتين متنقلتين للمخالفين الأثيوبيين لعلاجهم وللاطمئنان إليهم صحيًا.
وقال: "منحت شرطة الرياض 500 وثيقة سفر للأثيوبيين استعدادًا لترحيلهم في الأيام المقبلة، بعدما قدمت إلى السفارة الأثيوبية قائمة بأسماء بعض رعاياها المخالفين، وتستكمل الشرطة منح الوثائق في الأيام المقبلة".