أتحدى وزير خارجية اليمن ابوبكر القربي ان يركز في شأن مهام منصبه ويتجاهل ولو لمرة واحدة فقط شعارات زعيمه صالح أثناء حديثه مع وسائل الإعلام , كما أتحدى إي بني آدم ان ينافس الوزير القربي في ( تسميع ) شعارات زعيمه صالح عن ظهر قلب بالطريقة نفسها التي يظهر بها الوزير القربي في وسائل الإعلام والمناسبات الوطنية ,, فمن شعار ( الوحدة ما هي شور وقول ) ومرورا بشعارات مملة أخرى حتى شعار ( الوحدة من الثوابت الوطنية ) وغيرها ( سمّعها ) الوزير القربي لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في حوار أجرته معه مؤخرا يوم الاثنين الماضي ,, الرجل يجد في شعارات زعيمه صالح مرجعية للتأكيد على مصداقية السياسة الخارجية في التعاطي مع الموروث الوحدوي الذي يفتح المجال واسعا للنصب على دول المنطقة والعالم في قضايا عديدة من بينها أسباب وتداعيات احتلال الشمال للجنوب بشكل عام وما يتعلق بقضية الجنوب بشكل خاص كما أنها تؤمن الحق الشخصي في الطموح المنبطح ,, تقول الأساطير عن وزير خارجية اليمن الدكتور ابوبكر القربي انه كان ممتلئا وفارعا حتى خضع لعملية جراحية فأصبح قصيرا وفارغا من كل شيء ولأنه كذلك فكان يتعين عليه ان يملأ هذا الفراغ حتى تحظى إمكانياته الشخصية وشهادته العلمية بوظيفة مرموقة في عهد الوحدة أو الموت فلم يجد شيئا يملي هذا الفراغ أفضل من شعارات زعيمه صالح فابهر الناس بذاكرته الأرشيفية الممغنطة التي استطاعت ان تستوعب في فترة زمنية محدودة شعارات عهد صالح الذي امتد أكثر من 30 عاما ليس هذا فقط وإنما اثبت قدرة فائقة على تجديدها وتطويرها وتطويعها حتى تواكب مراحل مختلفة زمنيا ومتباينة فكريا ,, من الشعارات المنشغل بها هذه الأيام ويحرص ان يقولها قبل ان يخلد إلى النوم ولمن يلتقي به نهار اليوم شعار (ان الأمن والاستقرار في وحدة اليمن ),, مع انه يدرك ان العالم كله قد أدار للوحدة ظهره بسبب صراعاتها وأزماتها وذهب يبحث عن معالجات أخرى بديلة تضع حدا لوحدة الحرب والاحتلال إلا ان الرجل مازال يعيش تحت جلباب شعارات زعيمه صالح ,,, وأتذكر إنني نصحته أخر مرة وهو في طريقه لإلقاء كلمة في لقاء شبابي عقده مؤخرا في إحدى الدول الأجنبية بان ينسى شعارات زعيمه صالح لاعتبارات اللقاء والحاضرين ووعدني بذلك ,ولان الرجل مبرمج وجد نفسه يقول شعارا بعد آخر قوبلت بالتصفيق من الحاضرين حينها همس في إذني وقال لا احد معقدا من الشعارات غيرك ,,قلت له اسألهم عن سبب تصفيقهم فوجه خطابه لهم قائلا شكرا على تفاعلكم فردوا عليه نشكر لك تذكيرك لنا بالهرطقات والمسماخات.
