"مسام" يتلف 4620 قطعة من الذخائر ومخلفات الحرب في ابين    إصابة مواطن برصاص قناص مليشيا الحوثي شرقي تعز    صنعاء : تشييع جثمان شيخ قبلي بحضور رسمي كبير    وزير الاقتصاد يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بالعام الهجري الجديد    مسيرات مليونية بصنعاء مباركة بانتصار ايران وثباتا مع غزة    وزارة الإعلام تنعي الشاعر فؤاد الحميري وتشيد بمناقبه ودوره التنويري    وداعاً بلبل الربيع    رحيل فؤاد الحميري    من يومياتي في أمريكا .. أطرش في زفة    صاروخ بوتين الجديد يخلط أوراق الردع في أوروبا    في ذكرى سقوطه السابعة والأربعين.. هذه اخطاء سالمين.    حواري مع "أبو الهول الصناعي".. رحلة في كهف التقنية بين الحيرة والدهشة    وفاة الشاعر والسياسي فؤاد الحميري بعد صراع مع المرض    ليس للمجرم حرمة ولو تعلق بأستار الكعبة    خبير أثار يكشف عرض 4 قطع أثرية يمنية للبيع بمزاد عالمي    غدا بدء العام الدراسي الجديد    الوزير البكري يزور مسجد عمر بن الخطاب في عدن ويستنكر اقتحامه واعتقال إمامه    روسيا.. استخراج كهرمان بداخله صرصور عمره حوالي 40 مليون سنة    في مساحة الاختلاف.. يبقى الوطن أولاً..    لماذا لن يقمع الانتقالي مظاهرات الجنوب الحقيقية؟    أحزان الكعبة المشرفة.. هدم وحرائق من قبل أمراء مسلمين    خبير دولي يحذر: العد التنازلي للمؤامرة الكبرى على مصر بدأ    مانشستر سيتي ينتظر الهلال السعودي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية    الفزعة الإماراتية.. نخوّة وشجاعة في كل موقف    الهلال السعودي إلى ثمن نهائي كأس العالم    نادي النصر يجديد عقد الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو    الحثالات في الخارج رواتبهم بالدولار ولا يعنيهم انهيار سعر الريال اليمني    عدن تشتعل بالأسعار بعد تجاوز الدولار حاجز 3 آلاف ريال    امتيازات خيالية وأرقام ضخمة بعقد رونالدو الجديد مع النصر السعودي    عراقجي: لا نقبل حاليا زيارة غروسي لطهران    حقيقة "صادمة" وراء تحطم تماثيل أشهر ملكة فرعونية    Fairphone تعود لعالم أندرويد بهاتف منافس    كأس العالم للاندية: السيتي يكتسح اليوفنتوس بخماسية ليخطف الصدارة    التكتل الوطني يحذر من تفاقم الأوضاع ويدعو الرئاسة والحكومة لتحمل مسؤولياتهما    عدن.. انعقاد الورشة التشاورية لصياغة خطط حماية المرأة ضمن برنامج تعزيز الوصول إلى العدالة للنساء والفتيات    عن الهجرة العظيمة ومعانيها    وفاة واحد من ابرز الجيولوجيين اليمنيين    عبده شرف الشامخ بفكره وعلمه ومبادئه    مبابي يتهم باريس سان جيرمان بالتعامل معه بطريقة "غير أخلاقية"    الدولار يسجل مستويات متدنية وسط مخاوف أمريكية    شرطة تعز تلقي القبض على متهم بارتكاب جريمة قتل في مديرية مقبنة    صفقة جديدة تثير الجدل في ليفربول.. ومخاوف من التأثير على دور محمد صلاح    من الماء الدافئ إلى دعامة الركبة.. دراسة: علاجات بسيطة تتفوق على تقنيات متقدمة في تخفيف آلام الركبة    بفاعلية الحقن ودون ألم.. دراسة : الإنسولين المستنشق آمن وفعّال للأطفال المصابين بالسكري    طرق الوقاية من السكتة القلبية المفاجئة    من يومياتي في امريكا .. مرافق بدرجة رجل أعمال    تسجيل هزات أرضية من المياه المجاورة لليمن    من يدير حرب الخدمات وتجويع المواطنين في عدن؟    كيف نطالب بتحسين الأوضاع    استئناف نقل النفط الخام من عقلة شبوة لكهرباء الرئيس    فعالية ثقافية في مديرية السخنة بالحديدة إحياءً لذكرى الهجرة النبوية    العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعام الهجري الجديد    تحذير أممي من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن    عينيك تستحق الاهتمام .. 4 نصائح للوقاية من إجهاد العين في زمن الشاشات والإضاءة الزرقاء    5 مشكلات صحية يمكن أن تتفاقم بسبب موجة الحر    تجارة الجوازات في سفارة اليمن بماليزيا.. ابتزازًا مُمَنهجًا    صنعاء .. البنك المركزي يوقف التعامل مع 9 منشآت وشركات صرافة وبنك وشبكة تحويل أموال خلال يونيو الجاري    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (4)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يا لثارات حضرموت
نشر في عدن الغد يوم 04 - 12 - 2013


كتب/ سالم عمر مسهور
مقدمة
تبدأ نهاية حياتنا في اليوم الذي نصمت فيه عن الأشياء ذات الأهمية ( مارتن لوثر كينج )


أن صورة الشهيد سعد بن حبريش والتي تناقلتها وسائل الإعلام هي الصورة الأكثر حقيقة لحال حضرموت والجنوب في ظل دولة الاحتلال ، صورة تختزل سنوات طويلة من القهر والذل ، هي صورة حضرمي قبيلي مشدودة عمامته على رأسه ساقطاً على الأرض يسيل دمه بتهمة انتمائه إلى وطنه الحضرمي الجنوبي المحتل ، هذه هي التهمة ، وتلك هي الجريمة العظمى ..

الموت .. أو .. الوحدة
لست معنياً ببث مشاعر الحزن ، واستلاب تلك المشاعر المضطربة بين الغضب والقهر من صدر أحد ما في طول بلادنا وعرضها ، هذه ليست غاية تحت بند تفريغ شحنات من ألم النفوس المكلومة ، بل لتبقى تلك الأنفس في ضيق ما بها فالحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ، فلقد أكلنا يوم أٌكل الثور الأبيض ، وثورنا الأبيض هو وطننا الذي لم نعرف حقيقة قيمته يوم فرطنا فيه تحت تلك التواريخ السقيمة التي لطالما كذبت في تدوين الثورات والانتفاضات ، عندما يغيب العقل ويتوارى الحكماء تطل هذه التواريخ المعصوبة بكثير من اشتداد الخطايا فنردد الشعارات الزائفة ونورث لمن هم وراءنا أكاذيب الانتصارات الخاطئة .


أن حقيقة واحدة اليوم تتمثل في صورة الشهيد بن حبريش وهو ملقى على الطريق تماماً كما هو الوطن ملقى على قارعة الطريق لا ينظر إليه القاتل وهو من صنعاء ، ولا شهود الزور وعلى رأسهم المبعوث الأممي جمال بن عمر ولن يلتفت إليه أمراء الخليج رعاة المبادرة الخليجية ، كل الشهود والمجرمين في الجريمة متوافقين ، متراصين ، مرتبطين يتكلمون بلسان واحد ، وبجملة واحدة ، الموت أو هي الوحدة ، خياراتنا محددة موت أو وحدة ، خيارات عسيرة صعبة تحتاج إلى قرار .


ما يقع وسيقع يأتي تحت بند التفريط في حقنا في الحياة ، لسنا عبيداً ليأتي جمال بن عمر أو حتى كبير مجلس الأمن الدولي ليخيرنا بين موت أو وحدة ، خيارنا هو استقلال وتحرير وكرامة وحرية وعدالة ، خيارنا لن نتنازل عنه فما بعد قهر الرجال من قهر تقهر به الأمم والشعوب ..

الحموم .. في مواجهة الدم الأحمر
في تاريخنا الحضرمي العظيم ، نعم نكررها أخرى .. في تاريخنا الحضرمي العظيم أن حضرموت دخلت في العام 1937م في صلح قبائلها ، فتصالحوا وحقنوا الدم الحرام ، وحفظوا الأرض والعرض ، وثبتوا على ما تعاهدوا عليه برغم ما مر بهم من جوع وفقر وقلة الحاجة وضعف الحال والمحال ، رجال كلما اشتدت أحوالهم ما ترى في عيونهم غير نظرة الكرامة والشرف ، لا يضامون ولا يقهرون ، وكانوا الحموم هم آخر من دخلوا تحت صلح قبائل حضرموت ، كانوا أشداء على عصا انجرامس فلطالما كسروها ، ولطالما وضعوها تحت أقدامهم ، ولطالما كانوا قوماً جبارين ، هؤلاء الحموم كانوا آخر من عاهد وصالح .


اليوم في القرن الحادي والعشرين ، تشاء الأقدار أن يكون الحموم على أعتاب النفور أولاً من صلح القبائل العتيق ، ولعله قدر التاريخ أن يأتي مرة أخرى بحضرموت لتكون في مواجهة الظلم الآتي شمالاً ، ونحن في تاريخ ليس هو الأول نحن في عصر الدول والمواثيق والقوانين والنظم ، نحن في زمن يقول أن الحموم كما غيرهم في نسيج الوطن المحتل تحت بند الاحتلال اليمني لبلادنا ، فالحق المصادر هو حق واحد ، فكلنا عند إبليس مؤمنين .


ليس من المهم الآن الإفراط في تسيير المسوغات للرد ، فالحموم سيأخذون بحقهم وفق العرف القبلي بطريقتهم ، ولكن حق الوطن كيف ينتزع والموت يوزع بين الناس عدلاً ، والقهر يوزع عدلاً ، والظلم يوزع عدلاً ، الفكرة اليوم هي في الوطن وليس في القبيلة ، وليس في اجترار تلك التواريخ السقيمة بمقدار أن نتأمل في التاريخ ونقرر أن الانتماء للوطن المحتل هو الحقيقة ومنه يأتي قرار انتزاع الحرية ..

الوطن ثم الوطن
كعادة الأحداث تتابع البيانات فيها والخطب ، عادة من عادتنا ، ومن موروثاتنا أيضاً ، ومع هذه البيانات الآتية من القلوب الغاضبة ، نحتاج إلى الوطن ، سؤال يأتي : هل وطننا الآتي قادر على حقن دماء الناس ..؟؟ ، وهل وطننا الآتي قادر على تحويل الكابوس إلى مستقبل حالم ؟؟ ، أسئلة تتقافز ليأتي من يجيب أن الوطن أن جاء فسيعود الاشتراكي ليقتل ويسحل ، ويأتي آخر يبحث بين القبور عن حكايات طويت وانتهت ، وأن جاءك أحمق ليقول لنصلحها وحدة ونعزل حكام صنعاء ومن ظلموا ، ويأتي شاب قد فقد حذاءه في مليونية الخلاص ليقول ليأتي الوطن أولاً ثم أولاً ثم أولاً فلقد فقدت في طريق الحراك منذ سنوات مضت كثير من رفقاء النضال ، وفقدت كل شيء من أجل هذا الوطن ، فلمن نستمع وننصت ..

هو الوطن الذي يختزل الحل الأوحد ، الاستقلال ليس هو غاية ومقصد ، الاستقلال هو مضمون العدالة والبناء والكرامة للإنسان ، الخروج من الأزمات يبدأ بالوطن ، حضور الوطن هو حضور الإنسان ، حان الوقت الأخير لتنفض عن وطننا الكثير من تلكم التواريخ ، ومن تلكم الكوابيس ، ولننتصر للوطن .


الوطن سيأتي بوعي ، ويأتي بعزم ، وسيأتي بحق ، أن الجراحات في طريق الحرية هي طبيعية ويجب أن تبذل للخلاص من صنعاء ومن حكمها وظلمها ، حان لمن مازال خاضعاً لصنعاء أن يتأمل إنسانياً في صورة بن حبريش ويستعيد صور ألوف سبقوه قتلوا بتهمة غياب الوطن ، أنه قدرنا في طريق النضال إلى الحرية ، فلسنا هنا أو هناك لنسلب من أحد مشاعر الغضب والقهر والحزن بمقدار أن نشيع مشاعر الانتماء إلى الوطن ..



شيء للوطن .. يالثارات حضرموت ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.