قال السياسي الجنوبي البارز محمد حيدرة مسدوس ان وثيقة العهد والاتفاق التي تمت في العام 1993م بين الرئيسين الجنوبي علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح في العاصمة الأردنية عمان ومؤتمر الحوار اليمني الذي يجري حاليا في العاصمة اليمنية صنعاء كان ولا يزال الغرض منهما طمس الهوية الجنوبية. وأكد مسدوس "ان هناك مؤامرة على الارض الجنوبية وعلى الهوية الجنوبية" وهي كما قال "مؤامرة محلية وإقليمية ودولية ".. مشيراً الى انه ليس بجديد على كل الزعماء السياسيين في الاردن الذين حضروا توقيع وثيقة العهد والاتفاق, لأن هذه الوثيقة لو فكرنا نجد ان الوثيقة نفسها ما يتم التحضير له".. موضحاً أنه "مثل ما نصت وثيقة العهد والاتفاق على ما اسمته ب(المخاليف) سابقا, وما يتم الترويج له في مؤتمر حوار صنعاء عن مشروع الاقاليم حاليا الغرض منها هو طمس الهوية الجنوبية".. مشيراً الى انه "عندما يتحول الجنوب الى اقاليم والشمال ايضاً الى اقاليم سيظل اليمن هو اليمن, لكن لا شيء اسمه (الجنوب) ولا شيء اسمه الشمال, يمن وبس!!, وفي هذه الحالة يتم طمس هوية الجنوب وهوية الشمال".
وقال مسدوس خلال محاضرة اقامها ائتلاف قوى الثورة الجنوبية في مدينة المعلا مساء أمس الأول أن "وثيقة العهد والاتفاق والاقاليم حاليا هدفها الرئيسي طمس الهوية الجنوبية".. مؤكداً "اذا طمست الهوية الجنوبية انتهى مستقبل شعب الجنوب". لذا يقول مسدوس "علينا ان نرفض ونقاوم مقاومة سلمية حلولا تنتقص من سيادة شعب الجنوب على ارضه, وهذا حق مشروع تكفله كل الشرائع السماوية والوضعية وقوانين الاممالمتحدة".
وأكد محمد حيدرة مسدوس "ان مؤتمر الحوار اليمني الذي يدور في صنعاء هو صمم لدفن القضية الجنوبية".. موضحاً " ان المبادرة الخليجية لم تقل لهذا الحوار الوطني وانما اكدت على نقل السلطة وحل المشكلة بين حمران السلطة وحمران المعارضة".. مؤكداً أن "المبادرة الخليجية جاءت لهذا الغرض فقط".. مضيفاً "بعد ذلك جاءت الشطارة السياسية وطوروا المسألة وعملوا لها آلية تنفيذية ودخلوا فيها القضية الجنوبية".. لافتاً الى ان " في القانون الوضعي وحتى السماوي ان اي شيء يخرج عن الاصل فهو باطل".. موضحاً أن "الاصل هي المبادرة الخليجية والالية هي تمثيل للأصل وبالتالي ما هو زائد في الالية باطل, وادخال القضية في الالية باطل".
وقال مخاطبا الحضور في الندوة "يريدون ان يجروننا لنسير في طريق الباطل, لكن شعب الجنوب رفض".. مشيراً الى ان "مجموعة من اخواننا ذهبوا الى هناك تحت وهم وربما وعود دولية او اقليمية بحل القضية, لكن وصلوا الى الحقيقية التي حذرناهم من الوصول اليها قبل ان يدخلوا الحوار فاعلنوا الانسحاب, وباقي مجموعة لا نستطيع ان ننكرهم, لكن لا الحراك ولا الشعب فوضهم ان يتكلموا باسم الجنوب".. قائلاً ان "ما يقومون به اجتهاد اي شيء يتفقوا عليه مع الاطراف الاخرى في صنعاء فهو يعتبر عن رأي شخصي لهم ولا يعبر عن ارادة شعب الجنوب , يبدو لي المؤتمر فاشل لأنه صمم لدفن القضية الجنوبية ".. مؤكداً ان "مؤتمر حوار صنعاء وصل الى نقطة العجز عن دفن القضية وبالتالي اصبح بالنسبة للشماليين وخاصة قبائل الشمال لا داعي له طالما لم يصل الى الغرض الذي صمم له واكيد هو فاشل قد يغامرون لكنها غير قابلة للتطبيق على الارض , ليس هناك من مفر للأخوة في الشمال من الاعتراف بالحوار الندي بين الشمال والجنوب وتحت اشراف دولي ليس لهم اي مفر, فقط بايضيعوا الوقت وبايعقدوا القضية أكثر".