يتظاهر عشرات الآلاف من أتباع الحراك الجنوبي وقبائل جنوبية الجمعة في عدة مدن جنوبي اليمن احتجاجا على مقتل زعيم قبلي قبل أيام في اشتباكات مع نقطة تابعة لقوات الجيش. ويقول مراسل بي بي سي في اليمن عبد الله غراب إن توترا شديدا يسود محافظات اليمن الجنوبية بعد إعلان ناشطي الحراك الجنوبي عما سموها "بالهبّة الشعبية" التي تنادي بطرد القوات الحكومية من محافظات الجنوب وانتشرت قوات الجيش والأمن بشكل كثيف في عدة مدن جنوبية. ورغم أن مصادر الحراك الجنوبي تحدثت عن سيطرة المحتجين على قسم للشرطة في محافظة حضرموت، فإن السلطة المحلية نفت تلك الأنباء، قائلة إن الوضع اعتيادي لكنها حذرت مما سمتها أعمال العنف والتخريب وضرورة الالتزام بالتعبير السلمي عن المطالب. وتقول مصادر الحراك الجنوبي إن السلطات قطعت خدمتي الاتصالات والإنترنت عن بعض المحافظات الجنوبية. لكن وزارة الاتصالات أصدرت بيانا ذكرت فيه أن شبكات الاتصالات الأرضية النحاسية تعرضت لأعمال تخريبية، ما أدى الى انقطاع الاتصالات عن أكثر من محافظة يمنية. وأكدت منظمات حقوقية يمنية مستقلة ومصادر أمنية وشهود عيان لبي بي سي مقتل بائع متجول شمالي في محافظة حضرموت الجنوبية وتعرض شماليين آخرين للضرب والطرد من محلاتهم التجارية. تفكيك كما أحرق ناشطو الحراك الجنوبي الخميس والجمعة محالا وبضائع تجارية يملكها تجار وباعة متجولون شماليون في أكثر من مدينة جنوبية ووزعوا منشورات تطالب الشماليين المقيمين في مدن الجنوب بمغادرتها فورا. وتقول مصادر في الحراك الجنوبي إن ناشطا جنوبيا قتل على يد قوات الأمن في وقت متأخر من مساء الخميس. وشهدت مدينة عدن فجر الجمعة وفقا لمصادر أمنية انفجار عبوة ناسفة دون وقوع ضحايا فيما فككت قوات الأمن عبوة ناسفة زرعت في طريق عام بمدينة عدن. كما هاجم مسلحون مجهولون سجن المنصورة في محاولة لتحرير سجناء لكن حراس السجن تصدوا لهم وأصابوا اثنين منهم، بحسب المصادر الأمنية. وأطلقت شخصيات سياسية ودينية جنوبية توصف بالاعتدال دعوات لنشطاء الحراك الجنوبي بالتوقف عن ممارسة أعمال العنف ومهاجمة المواطنيين الشماليين الموجودين في المدن الجنوبية ووقف عمليات نهب ممتلكاتهم الخاصة فيما عززت قوات الجيش والأمن من انتشارها في مختلف المدن الجنوبية. تحريض كما دان ما يعرف بالحراك الشمالي ما وصفها بموجة الكراهية المنظمة ضد الشماليين في محافظات الجنوب، داعيا الحكومة لحماية المواطنيين الشماليين هناك وتأمين ممتلكاتهم. لكن قيادات في الحراك الجنوبي نفت أن تكون قد تورطت في التحريض على قتل الشماليين في الجنوب واتهمت شخصيات جنوبية موالية للنظام السابق بتأجيج الوضع في الجنوب. كما اتُهِّمَتْ وسائل إعلام تابعة للنظام السابق بشن حملة تحريض واسعة تهدف بحسب قيادات الحراك لخلط الأوراق وتشويه الحراك الجنوبي. وكان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي والحكومة طالبوا قيادات الحراك الجنوبي بالتوقف عن إثارة ما وصفت بأعمال العنف والفوضى في الجنوب، وأبدى الرئيس هادي استعداده لتلبية مطالب حقوقية لمواطني الجنوب. ويتهم مسؤولون حكوميون أنصار الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، وأتباع القيادي الجنوبي، علي سالم البيض، بتحريض المواطنين الجنوبيين على ارتكاب أعمال عنف ضد الشماليين الموجودين في الجنوب ومهاجمة القوات الحكومية بهدف إفشال مؤتمر الحوار الوطني واستغلال حالة الخلاف القائم بين ممثلي الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني وأطراف سياسية أخرى حول شكل الدولة الاتحادية ومطالب الانفصال لإحداث حالة من الاحتقان في المحافظات الجنوبية.