خرجت بعد ظهر اليوم الجمعة 20 ديسمبر 2013م حشود هائلة من الجماهير جابت شوارع مدينة المكلا ومدن ومناطق محافظة حضرموت ، ايذاناً ببدء الهبّة الشعبية الذي كان قد أعلنها مؤتمر تحالف قبائل حضرموت المنعقد في 10ديسمبر في وادي نحب لبحث تداعيات اغتيال الشهيد البطل الشيخ سعد بن حمد بن حبريش مقدم بيت العليي وطائلة قبائل الحموم ورئيس مجلس تحالف قبائل حضرموت ، ومرافقيه برصاص افراد الجيش عند مدخل مدينة سيئون مؤخراً . وقد رددت المسيرات شعارات تندد بالجرائم التي ارتكبتها قوات الجيش والأمن بحق أبناء حضرموت والجنوب منذ اجتياح القوات الشمالية للجنوب صيف 94م ، وعكست هول الآلام والمآسي التي عانت منها حضرموت والجنوب أرضاً وإنساناً منذاك .
وفيما خلت المدينة من أي مظاهر عسكرية الاّ فيما نذر، شهدت احياءها ومراكز الامن غياباً ملحوظاً لافراد الامن ما اعتبره المراقبون تخلي من سلطات الامن لواجب حماية المسيرات وامن الناس مما سمح لبعض المندسين في تلك المسيرات للخروج عن سلمية الهبّة الشعبية التي اعلنت وشددت على طابعها الهيئة التنسيقية لقوى الثورة التحررية والمدنية .
وشهدت المكلا حالة شلل شبه تام في حركة السيارات والاسواق التجارية كما شهدت المدينة ونواحي حضرموت ومحافظات الجنوب انقطاع خدمات الاتصالات بكافة انواعها وخدمة الانترنت منذ فجر الجمعة ولم تعد الاّ في المساء مما خلق استياءاً لدى الناس ورجال الاعلام.
وقد استمرت المسيرات حتى حلول المساء ، وقبيل حلول العصر وفي سوق كورنيش العمودي بحي العمال اطلق مسلحون ملثمون ينتمون الى المحافظات الشمالية النار جهة لفيف من الشباب اصيب على اثرها الشاب عمر علي بازنبور طالب في المستوى الرابع بكلية الحقوق جامعة عدن باصابة بليغة في رأسه وتم اسعافه إلى مستشفى ابن سيناء الاّ انه استشهد بعد ساعات .
وكان قد اصيب الى جانبه ثلاثة اخرين وهم:علاء علوي شائف السعدي وحمدي علي باحاج وسعيد عمر باداس.
هذا وقد صدر مساء اليوم بيان عن الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية للقوى الثورية التحررية والمدنية في حضرموت فيما يلي نصه :
بيان صادر عن الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية للقوى الثورية التحررية والمدنية في حضرموت
لقد بدأت الهبة الشعبية في حواضر حضرموت وبواديها في موعدها المحدد هذا اليوم الجمعة: ال20 ديسمبر 2013م، بحسب ما حددته بيان مؤتمر حلف قبائل حضرموت في وادي نحب في ال 10 من ديسمبر الجاري، لمناقشة قضية اغتيال الممقدم الشهيد سعد بن حمد بن حبريش ومرافقيه، حيث شهدت حضرموت من أقصاها إلى أقصاها هبة شعبية شاملة منضبطة عبرت عن مستوى حضاري تحلت به جماهير شعبنا، إذ غصت الشوارع بالآلاف من المواطنين الأحرار في مشهد تاريخي مشهود هو جزء من لحظة تاريخية يشترك الجميع في صنعها في مسار تحولات الثورة السلمية التحررية من المهرة إلى باب المندب ضد المحتل اليمني.
وقد دشنت الهبة الشعبية أعمالها بإسقاط مراكز الأمن والنقاط الأمنية ورفع علم الجنوب عليها، في كل من المكلا وسيئون والشحر وغيل بن يمين والقطن وغيل باوزير والديس الشرقية والريدة وقصيعر ودوعن ووادي عمد ورخية وجزيرة سقطرى، كما سيطر أبناء القبائل على معظم النقاط العسكرية في مناطق شركات وحقول النفط.
ولقد استشهد بالرصاص الغادر الشاب البطل عمر علي بازنبور بطلقة في الرأس، كما جُرح كل من الشباب الأبطال : علاء علوي شايف السعدي بطلقة في المعدة، وحمدي عمر باحاج بطلقة في اليد، وسعيد عمر باداس بطلقة سطحية.
وإذ تشيد الهيئة التنسيقية بالمشاركة الواسعة لجماهير المحافظة وما أتحلت به من ثبات وانضباط في الموقف في الحواضر والبوادي، فإنها تدين بعض الاختراقات والممارسات الخارجة على الضوابط والتوجيهات، وتحمل سلطات الاحتلال مسؤولية العبث ومحاولات تشويه الهبة الشعبية، وتؤكد الهيئة التنسيقية في الوقت نفسه على ضرورة أن يلتزم الجميع التزاماً صارماً بعدم المساس بمصالح المواطنين والمقيمين في حضرموت وعدم التعدّي على الممتلكات العامة والخاصة، وتكثيف الجهود ضمن الحراسات الشعبية في الأحياء والتجمعات السكنية والتجارية، وهو ما سبق للهيئة التنسيقية أن أكدت عليه في توجيهاتها وإرشاداتها ضمن بلاغها الأول.
كما تدين الهيئة التنسيقية محاولات سلطات الاحتلال ضرب الهبة الشعبية من خلال قطع الاتصالات والانترنت منذ فجر الجمعة عن مناطق حضرموت خاصة والجنوب عامة، لكن ذلك لم يحل دون اندفاع الجماهير المؤمنة بقضيتها العادلة في هبة شعبية شاملة لم يسبق لها مثيل، وأذهلت قوى المحتل وأعوانه.
وتهيب الهيئة التنسيقية بجماهير شعبنا الأحرار إلى الحفاظ على ما حققته الهبة في يومها الأول، ورفع درجة الانضباط، والمساهمة الفاعلة في الدفع بالهبة الشعبية لتحقيق كامل أهدافها بروح تضامنية عالياً.