في حوار خاص مع صحيفة عدن الغد قال السفير الفلسطيني الأسبق في اوسلو السيد عمر كتمتو أن الجرائم التي يرتكبها الجيش اليمني في الجنوب شبيهة بالمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني . وخلال اللقاء تحدث سعادة السفير عن إمكانية تقديم مرتكبي الجرائم بحق شعب الجنوب الى المحاكم الدولية وعن احتياج شعب الجنوب لممثل يستطيع إيصال قضية الجنوب بالشكل الصحيح للمحافل الدولية حاوره : ماهر درهم
1_تابعتم المجزرة التي ارتكبها الجيش اليمني يوم الجمعة الماضي في مدينة الضالع ماهو تعليقكم عليها ؟ نعم تابعتها والفضل يعود لصديقي اليمني ابن الجنوب الأخ أحمد الدياني مشكورا, وقد صدمتني صور الشهداء الأبرياء أبناء مدينة الضالع الذين حصدت أرواحهم آلة النظام الحربية الفتاكة, وكل ما يمكنني أن أقول فان هذا الأسلوب والنهج الإجرامي التدميري يذكرني بالمذابح التي اقترفها الصهاينة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني على مدى سنوات عديدة نسميها سنين الجمر, إلا أن الفارق هنا أن القاتل هو من يدعي الأخوة, وهنا يحضرني قول الشاعر العربي: وظلم بني القربى أشد ضراوة على المرء من وقع الحسام المهند
2_ باعتقادك هل سنرى من ارتكب الجرائم البشعة بحق شعب الجنوب في المحاكم الدولية ؟ من المفترض ذلك, لأن المحاكم الدولية تم إنشاؤها من قبل المؤسسات الدولية لهذا الغرض, فإذا كنت تقصد محكمة الجنايات الدولية وهي المختصة بهذا الغرض وتم إنشاؤها عام 2002 فهذا ممكن إذا حصل توافق محلي في محاكم الدولة ذاتها على تقديم من ارتكب جرائم إبادة جماعية على تقديمه لهذه المحكمة, خاصة إذا كانت المحاكم المحلية التي تنظر في هذه الجريمة المرتكبة أو تلك غير قادرة هي نفسها على إجراءات الحكم كما هو الحال في قضية رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الراحل رفيق الحريري, ولهذا قد يكون من الأسهل تقديم شخص ما ارتكب جريمة قتل واحدة إلى هذه المحكمة هو أسهل من تقديمه لهذه المحكمة من قتله آلاف الأشخاص, وبنظري ان هذا السبب هو واحد من الأسباب التي تدفع القتلة إلى ارتكاب هذه الجرائم لأنهم يعرفون أنه من المستحيل أن توافق المحاكم المحلية على تسليم قضيتهم إلى محكمة الجنايات الدولية, لأنهم هم السلطة, فلو كان اليمن يتمتع بنظام قضائي ديمقراطي لما كان يجرؤ على ارتكاب هذه الجرائم. فمن حيث المبدأ أجد أنه من الضروري أن يتم تقديم القتلة إلى محكمة الجنايات الدولية, لكن واقع القوانين التي تقيد الأسس التي توصل القتلة إلى القضاء هي التي تجعلني غير متفائل بأننا سنراهم قريبا هناك, وكما تعرفون فمحكمة الجنايات الدولية هي حديثة العهد وقد وقعت ميثاقها 121 دولة في حين بعض الدول العظمة والكبرى لم توقع عليها, ومنه على سبيل الذكر لا الحصر أميركا, روسيا, الصين والهند.
3_ بعتقادك لماذا يتجاهل المجتمع الدولي حول الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها شعب الجنوب ؟ هناك فرق بين محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية, والمجتمع الدولي لايتجاهل أي حدث دولي بل يهمل ذلك الحدث بعد دراسته والتعرف على مصالحه التي سوف تحددها نتائج التدخل في هذا الشأن أو ذاك, فان رجحت كفة مصالحه فانه يتخل بكل ثقله ويحدد المسار الذي يجب أن يخدم مصلحته وحده أو مصلحته مع شركائه أو أنه لا يتدخل مطلقا, ومثال ليبيا هو تدخل صارخ وبوضوح واختلاف المصالح بين دول حلف الناتو وخاصة الخلاف الواضح بين أميركا من جهة, وفرنسا وبريطانيا من جهة أخرى, كذلك خلاف شيراك مع بوش الابن بشأن العراق بينما تحالف بلير مع بوش الابن في حرب غير مقدسة حولت العراق إلى أكثر من دولة واقعيا وليس عاطفيا.
4_ مع قرب انتهاء مؤتمر الحوار اليمني هل تعتقد ان مخرجاته ستفرض على شعب الجنوب بالقوة ؟ لا أحد يستطيع أن يفرض على أي شعب أمرا ما أو حلا ما إذا كان هذا الشعب مصرا على حقه في تقرير المصير, وهذا قدر شعب الجنوب المناضل.
5_ هل تتوقع إصدار مبادرة خاصة لحل قضية الجنوب ؟ من الممكن صدور أكثر من مذكرة أو مبادرة لأن حل هذه القضية حلا سلميا يمكن أن يكون في مصلحة الطرفين, ولكن من سيصدر مثل هذه المذكرة, ذلك هو السؤال.
6_ أنت مهندس اتفاق اسلو الشهير بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين هل سنرى اتفاق أخر بين الجنوب والشمال وتكون مهندسه ؟ أنا لأدعي أنني كنت مهندس اتفاق إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني, لكنني كنت اقترحت على الرئيس الرمز الراحل ياسر عرفات أن يطلب من النرويجيين أن يكون وسطاء بيننا وهذا ما كان. أما بخصوص اتفاق مثيل بين شمال اليمنوجنوبه فالأمر يختلف, وبرغم المذبحة التي شاهدت صورها في الضالع فشمال اليمن لايمثل بالنسبة لي اسرائيل إلا أنه لابد من التوصل إلى اتفاق بين الشمال والحنوب بما يخدم مبدأ حق تقرير المصير, وإذا كانت قاعدة هذا الاتفاق سوف تقوم على أساس هذا المبدأ عندها يشرفني أن أكون واحدا من المساهمين في صياغة وتنفيذ مثل هذا الاتفاق.
7_ ماهي قرأتك السياسية للمشهد الجنوبي في العام الجديد ؟ انه لم المبكر لأوانه اتضاح صورة المستقبل الذي سيشهده جنوباليمن في العام الجديد, لأن الصراع صراع معقد والقيادات الجنوبية آلية جربها شعب الجنوب لازالت تطرح نفسها بقوة, مع احترامي لها علما بأن شعب الجنوب شعب مليء بالكفاءات السياسية القادرة على قيادة البلاد وقد سعدت كثيرا بعد قراءتي لمقابلة صحفية مع الرئيس السابق لليمن الجنوبي علي ناصر محمد حينما أشار إلى هذه النقطة وأقر بأن دور القيادات السابقة هو دور إرشادي وأن الشباب هم الذين يجب أن يتسلموا الأمانة, ربما لم أكن دقيقا بتحديد كلماته في اللقاء المذكور , ألا أن المبدأ كان واضحا وهو أن يتسلم شباب الجنوب القضية.
8_ كلمة أخيره توجهها لأبناء الجنوب ؟ أقول لشعب الجنوب أولا كل عام وأنتم بخير, وأقول ان قضيتكم قضية عادلة لأن الحرية لا تتجزأ كما أنني لم أكن انفصاليا في حياتي السياسية, ولكني أرضى بأن أستعيد حريتي التي فقدتها بالوحدة, وأقول أيضا ان قضيتكم عادلة لكنكم بحاجة إلى محام قدير حتى ول اضطررتم لتغييره ان لم يكن قادرا على انجاز مهمته.