عام مضى وعام جديد أطل وشعوبنا في جروح لم تندمل،ثلاثة أعوام متلاحقة من الدمار والخراب يسمونه الربيع ، ولكننا لا نرى فيه الأ أوطان تتساقط كأوراق الخريف . ثلاثة أعوام بحسابات البناء والتعمير ولكنها دهور بحسابات الهدم والتدمير . ثلاثة أعوام عجاف تستنزف الطاقات ، وتهدم الأخلاق وتسحق السجايا النيرة ، وتصنع الأحقاد وتسكب الدماء في غير احواضها ، حروبا تجري على اوطاننا بجيوشها ، وشعوبا تدمر أوطانها بلا حساب ، ومذابح وجرائم يرتكبها الأعداء بمعول الوطن .
لغز الربيع لم تتضح طلاسمه بعد، لم نرى فيه الا صواعق الصيف وأعاصير الخريف، أوطاننا في نكسة رهيبة وعنفوان لم يبلغ فيه المدى ، في الماضي كان العدو معروف والأهداف محددة لكن اليوم عدونا هو الوطن ومنجزاته ومستقبله !
أحرقنا الربيع جميعا ولم يسلم منه أحد ، عجز العالم بقنواته ووسائل أعلامه المتعددة حصر خسائرناالمنقولة ، ناهيك عن خسائرنا المشفرة ! ، دفعنا فاتورة الربيع ولكننا لا نستطيع دفع فاتورة الضمير ، لقد خسرنا في النفوس قيم أوطاننا وحفر الربيع الأسود سندات الحقد في نفوس الأجيال القادمة ،ورفع الأعداء إشارة النصر على اوطاننا ولكن بأيدينا !!
الربيع أحرقنا في تونس و ليبيا ومصر واليمن وسوريا وفي كل مكان !! ، صور العذاب ووحشية الصراع نراها وكانه مواقف اعتيادية ، ثلاثة أعوام كفيلة بان تبلور للمتابع ذاكرة خريفية للحياة ، ذاكرة فلسطين الجريحة وانقسامها بين فتح وحماس ، صارت من الماضي البعيد .
ففي بلادنا يسدل الستار على عام أسود " بمجزرة وحشية في الضالع - الجنوب " راح ضحيتها 22 شهيدا وما يقارب 30 جريح ، في جريمة إنسانيه لم يشهد لها تاريخ الجنوب مثيل ، ستترك أثارها السلبية على المدى القريب والبعيد . وأقول هذا الكلام من دلالات المكان والزمان والذي لا يقرهادين ولا شرع ،ولا ندري ما هو الهدف من وراء هذه الجريمة البشعةو من يسعى الى خراب ما تبقى من روابط بين الجنوب والشمال .
هذا هو فخ الربيع الذي تحول إلى خريف ، ثلاثة أعوام مضت وشعوبنا العربية في دوامة الصراع المؤلم ، خسائر الأوطان لم تتوقف بعد ، وها هو العام 2014يطل علينا، ندعو الله ان يلهم شعوب أمتنا الحكمة والعقل لوقف نزيف الدم والدمار ! * وفي الختام ... خاطرة بسيطة مع الاعتذار للوطن !!! هُنا التاريخ لا ينكسر