استمرارا لأعمال العنف التي تقوم بها القوات الموالية للرئيس عبد الله صالح ضد المدنيين والمطالبين برحيله وإسقاط نظامه ، أصيب 9 متظاهرين اليوم بجروح اثر إطلاق الرصاص الحي على تظاهرة بمدينة تعز ، جنوب العاصمة صنعاء . وقال شهود عيان ل "التغيير" : إن مسيرة لشباب الثورة تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحين يتبعون النظام "بلاطجة "في شارع جمال ومن قوات الحرس الجمهوري إمام مستشفى الثورة مما أدى إلى سقوط 9 جرحى. يأتي ذلك بعد يوم من تعرض أحياء ومناطق سكنية بالمدينة لقصف عنيف وغير مسبوق شنته قوات الجيش الموالي لصالح ومن اتجاهات مختلفة وبإشراف قيادات عسكرية عليا في البلاد وقادة امنيون وعسكريون في المحافظة . وارتفعت حصيلة الضحايا لذلك القصف إلى 5 قتلى ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من 50 جريحا بينهم 6 أطفال و7 نساء, منهم في حالات خطيرة , إضافة إلى تدمير العديد من المنازل والمستشفيات وتضرر عشرات السيارات . وكانت تظاهرة حاشدة خرجت اليوم الخميس بمدينة تعز تنديدا واحتجاجا على ما تتعرض له المدينة من قصف من قبل قوات الرئيس صالح. وردد المتظاهرون هتافات تطالب المجتمع الدولي بالخروج عن صمته إزاء ما تتعرض له محافظة تعز والمحافظات اليمنية من جرائم بحق الإنسانية ترتكبها قوات صالح وأبنائه . مؤكدين عهدهم بالاستمرار بالثورة السلمية وتظاهراتهم اليومية حتى إسقاط صالح ونظامه ومحاكمتهم على ما اقترفوه من "جرائم "حق الشعب اليمني العظيم. وشهدت تعز يوم أمس تظاهرات غاضبة استمرت حتى المساء حيث انطلقت مسيرة نسائية عصر الأمس بعد تظاهرة صباحية حاشدة وخرجت تظاهرة ليلية ثالثة من ساحة الحرية إلى حي المسبح لتنفيذ وقفة احتجاجية أمام المنازل والمحلات التجارية التي تم استهدافها وسقط فيها قتلى وجرحى. إلى ذلك دان تكتل اللقاء المشترك المعارض بالمحافظة القصف الذي طال محافظة تعز ليلة أمس الأول . قال بيان صادر عن التكتل وحصل " التغيير " على نسخة منه: بكل مفردات الإدانة والاستنكار تدين أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز العدوان الغاشم على مدينة تعز والذي طال جميع الأحياء السكنية، مدمراً منازل المواطنين ومساجد ومقرات حزبية.. ومخلفاً عدداً من الشهداء وأكثر من "150" جريحاً، جراحات بعضهم خطيرة، وذلك في عملية وحشية لا تعبر إلا عن الحقد الدفين ووحشية القتلة واستهوائهم للقتل والتدمير. واستنكرت أحزاب المشترك الحصار المستمر والقصف الدائم لتعز، داعية كافة أهالي محافظة تعز إلى التضامن والتعاضد والوقوف البطولي " كما هي عادتهم " ضد القتلة والحاقدين حتى يعلموا إذا كانوا لا يعلمون أن تعز لن تذل لسفلة وسفاحين ولن تنكسر أمام غزاة لا يحملون أي ذرة من الرجولة والإنسانية، ناهيك عن روابط الوطن والدين حد تعبير البيان. وأضاف البيان: يا جماهير شعبنا إن القصف الذي نفذ ضد شموخ أبناء تعز في الأيام السابقة يؤكد أننا أمام أعداء وتعرض لهجمة حاقدة، تريد استئصال كرامة تعز وشرفها.. وهذا يعطي لأبناء تعز حافزاً للنضال الجسور, والثورة التي لا تنام عن الضيم ولا تتوقف عن النضال حتى تنتصر وتقدم القتلة إلى المحاكمة العادلة حتى يعلم الذين يجهلون التاريخ ويتطاولون على الشعوب أنهم لن يفلتوا من العقاب وسيكشف التاريخ كل ما يملكون من وسائل الموت والدمار ليتضح أمرهم للعالم أنهم مجرمون في حق الإنسانية قبل أن يجثوا على ركبهم أمام الشعب، وستبقى تعز ماضية جنباً إلى جنب مع كافة محافظات اليمن حتى يتحقق النصر للثورة. كما أصدر المجلس الأهالي لمحافظة تعز بياناً أهاب فيه بكل الشرفاء والأحرار في وطننا الثائر الحبيب بأن يكون لهم وقفة تليق بشرف الثورة والثوار. ودعا المجلس كل المنظمات الحقوقية الإنسانية إلى" أن يكون لها موقف فاصل إزاء استمرار هذه الجرائم التي تتصاعد باستمرار تجاه مدينتنا وشعبنا في عموم الوطن". وناشد المجلس ممثلي ومندوبي المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان والحريات على المستوى الإقليمي والعالم " بأن يكون لها موقف حازم وجاد تجاه ما يتعرض له شعبنا من حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية، باتت بقايا السلطة العائلية الآثمة ترتكبها ليل نهار تجاه المدنيين الآمنين والعزل والمسالمين ونحمل إخواننا في دول الخليجٍ، وخصوصاً حكام المملكة السعودية كامل المسؤولية بعدما سمحوا لرأس البقايا المريض بالعودة دونما عقل ليتفلت زمامه ويتحرر من كل قيد كما هي عادته ويتوغل في الإجرام قتلاً وانتقاماً، داعياً المجلس مجدداً ودوماً المنتسبين إلى بقايا الحرس والأمن والأجهزة أن يحكموا ضمائرهم ودينهم ويتحرروا من العائلة وبقاياها المجرمة ويوقظوا مشاعر الولاء الوطني لوطنهم وشعبهم الثائر ويرفضون الأوامر بقتل إخوانهم وأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم ويعلنون انحيازهم للثورة وإلا فإن العدالة سوف تطالهم بلا رحمة كما أكدنا وقلنا مراراً وتكراراً". وأكد المجلس الأهلي موقفه المؤيد والداعم للثورة الشبابية الشعبية وسلميتها كخيار " أجمع عليه كل أبناء الشعب الثائر وقواه الحية، رافضين الانجرار إلى ما تريده البقايا الآثمة من تفجير للأوضاع وإشعال للحروب، لكننا لا نبخس حق الناس في الدفاع عن أنفسهم وفق مقتضيات الضرورةٍ، كما أكد المجلس الأهلي على حق أبناء شعبنا في مقاضاة المجرمين القتلة وجلبهم للعدالة عاجلاً أم آجلاً، سواء فيما يتعلق برباعي الإرهاب في تعز أو على مستوى الوطن عموماً ولكل رموز وبقايا السلطة العائلية المجرمة".