عندما تتعمق في مجريات الأحداث في الوطن تجد أننا في مخاض صحي وجاد وامتحان صعب يفرز العقول النظيفة القادرة على الإنتاج الحسن للرؤى والمشاريع القادرة على دفع الوطن نحوا النهوض والنمو والتطور ومواكبة تطورات العصر عن العقول المزيفة الخاوية استشعرت بالفشل وعدم القدرة على أنتاج شي وضاعت أمام الكم الهائل من الأفكار والرؤى العقلانية والعلمية المدروسة بعمق هذا الفشل جعلها كالغريق يتخبط لإنقاذ نفسه بعد أن انكشف زيفه وضعف قدراته الفكرية والسياسية في تقديم شي سوى التناقض والجدل البيزنطي الذي لا يقدم شي يذكر بل يخلط الأوراق ويشتت الأفكار ويسمم الساحة ويخلق أزمات وتباينات ليقول نحن هناء لأنه لا يستطيع أن يعيش في أجواء صحية وحوار جاد و حقيقي بل تعود من انه هو وحدة من يدير الحوار ويوجد الأرضية التي تخدمه لتضيق الخناق على الأخر في الأخير ومن دون شك سيغرق لأنه غير قادر على الخروج إلى بر الأمان وهو مشوش الفكر متناقض الرؤى مع نفسه ومع الأخر خاوي العقل إلا إذا افقد الساحة من أسسها العادلة والمنصفة ويفرض نفسه بالخداع والمكر والتزوير وهذا محال . عندما أتابع حواراتهم وخطابهم الفاقد للواقعية والأسس العلمية تشعر أنهم في مأزق ثقافي وعلمي أمام الأخر ولأننا في زمن لا يصح فيه سوى الصحيح بضرورة ستؤول محاولاتهم المعيقة بالفشل أي نحن في الطريق الصحيح لأنهم محصورون في زاوية ضيقة كل يوم يمر ينكشفون وبان زيفهم .
بقدر ما اشعر بالارتياح لسلامة سير عملية البناء والتغيير أتحسر كثيرا على نصف قرن الذي سلب من حياتنا بتسلط هذه العقول على مقدراتنا ومصيرنا بصناعة لنفسها هيلمان وجاه وبريق مزيف خلق انجازات مزيفة وأوهام في عقولهم ونفوسهم المريضة وخير ما يشهد على ذلك حرصهم على الوحدة الوطنية التي اغتالوها في زمنهم وحولوها من شراكة إلى منجز يخصهم وحدهم وانتزعوا الضمير الوطني من نفوس ألوطنين الحقيقيين أي وحدة تتحدثون والجنوب يغلي وشمال الشمال يتمزق وحدودنا تقلصت بتفريطكم على السيادة للأرض اليمنية .
أن ما يبذل من جهود على الأرض هو ترميم ما خلفه تسلطكم وعنجهيتكم كفى أوهام ومكابرة فالواقع لم يعد مخفي كل الجماهير اتضحت لها الصورة وهي صبورة بصبرها وتحملها حياة الذل والهوان خلال زمنكم فإذا فاض بهم الكيل وهم يشاهدون مسرحيتكم المعيقة والمملة التي تسبب لهم الألم والبؤس والمعانات سيتحولون إلى سيل جارف ليخلص الوطن منكم ويريح المواطن من معاناته وآلامه انتم والقلة القليلة التي تشجعكم وتساندكم أصحاب المصالح وخاصة الشباب عماد المستقبل ورجاله وهم قادرون على حماية صناعته هل تتعظون أم تكابرون كما قال تعالى : { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } ولكل ظالما نهاية والإنسانية غنية بتجاربها ان كنتم تعلمون.