قد عشت معك كل شيء الحب..السعادة..الفرحة القهر..الجرح..الدمعة قد كنت وطني وفيك عشت الغربة.. فأوضاعي كانت مستتبة حتى طعم المر حلواً وكؤوس السم عذبة.. كنت أبكي إن أهديتني البسمة وأضحك حين تهديني النكبة.. وتجعلني أعيش بعدها في نكسة.. كنت معي تصبر على كل شيء فقد كنت شعبي وكنت أنا المستبدة.. وأنت حتى هذه اللحظة تموت أمامي ولا تموت فيني.. (كأخيل) ذلك البطل الأسطوري فكيف تحملت عنادي وغروري وكل قصائدي المستفزة.. أما اليوم فكيف تسرق من عيني الضياء وكيف تتركني لوحدي في هذا العناء وأنا أحترق ألماً في برد الشتاء وكيف بلحظة ندم.. بدمعة ألم.. بجرة قلم تقتل فيني المساء وتقتلني أمام الألوف فشكراً على موتي البطيء فمعك عشت اختراق الرماح حنايا الصدور فشكراً على حصار الأرق.. وشكراً على الشتات والقلق.. وشكراً على احتراف الألم وتلك الحروف.. التي أهدتني الحزن والخوف.. فشكراً على كل شيء ولدمعِ أرقته لوقت طويل فوق جسدي الجريح وأنت تذبحني بتلك السيوف..