مضى وقت طويل وشعبناء الجنوبي يصرخ بأعلى صوته مناديا للعالم ولدول الجوار مساندته وشد أزره لتخفيف معاناته والاستماع الى مطالبه المشروعة في تحقيق مصيره بنفسه دون وصاية من أحد والذي عبر عنها في أكثر من عشر مليونيات سلمية وحضارية أدهشت العالم ونالت أعجاب المتابعين للشأن الجنوبي واليمني..واليوم دخل شعبناء الجنوبي العظيم مرحلة جديدة من نضاله السلمي تمثلت بالهبة الشعبية التي انطلقت من حضرموت التاريخ والحضارة وتداعت لها كافة مناطق الجنوب من الهرة الى باب المندب سطروا فيها أروع ملاحم البطولة والشرف هزت عرش النظام اليمني واربكت القوى التقليدية والقبلية والدينية في صنعاء مماجعلتهم يتصرفون بهستيرية تامة خوفا من تحقيق أهداف الهبة الشعبية على أرض الواقع وبالتالي سيفقدون مصالحهم الخاصة على ارض الجنوب التي اصبحت مرتع خصب لهم منذو عام 94م. فكان التعتيم الاعلامي المحكم من قبل السلطة في صنعاء والتحرك النشط للدبلوماسية اليمنية لقلب الحقائق واستمرار الموقف الدولي والاقليمي الصامت والمتفرج تجاه شعب الجنوب وهو يذبح ويداس بالالة العسكرية اليمنية يوما بعد يوم والتي كان آخرها مجزرة الضالع البشعة في يوم 27/12/2013م ولم يحصل اي تغير في الموقف الدولي والاقليمي حتى هذه اللحظة الى درجة أنهم لم يدينون هذه المجزرة ولم يتخذوا اي إجراءات عملية للضغط على نظام صنعاء لوقف استخدام القوة ضد المواطنين العزل والاستماع بجدية الى مطالب الشعب الجنوبي العادلة.. حتى اليوم مازال اللوا 33 المرابط في الضالع يقصف المدينه بشكل عشوئي ويقتل المواطنين الابرياء من اطفال ونساء وتستمر الالة العسكرية في حصد الابرياء في كل بقعة من ارض الجنوب , في حضرموت وردفان وابين وشبوة وعدن..لخ كل ذلك بسبب الموقف الدولي والاقليمي السلبي المتحيز مع نظام صنعاء من جانب ومن جانب أخر الموقف المخذل للقيادات والكوادرالجنوبية التي مازالت حبيست صراعات الماضي الاليم ولم تنفض الغبار وتفيق من سباتها العميق وتداوي جراحها وتوحد موقفها..ان التصالح والتسامح بين ابناء الجنوب في جمعية أبناء ردفان عام 2006 كان اللبنة الاساسية الاولى لانطلاق الحراك الجنوبي السلمي يوم 7-7-2007 والذي مازال مشتعلا ومتوهجا جماهيريا وشعبيا ولكنه مازال يفتقد للقيادة السياسية الموحده, وهو بانتظار قيادات حكيمة تملك من الدهاء والذكاء والخبرة مايمكنها من تجاوز المصاعب والعراقيل التي تقف امام ثورة الجنوب السلمية.. قيادات تفكر بشعبها وبمستقبل اجيالها و بالوطن لاتفكر بمصالحها الخاصة ولاتبحث عن نفسها واحزابها كما هو حاصل اليوم مع احترامنا لبعض القيادات والكوادر التي مازالت متمسكه بقيمها واخلاقها النبيلة وتعمل بصمت وجدية واخلاص لاخراج شعب الجنوب من وضعه الصعب والمعقد ..
فهل ياترى من صحوة جنوبية صادقة ومخلصة للقيادات الجنوبية والقوى السياسية الأخرى التي مازالت تدور في حلقة مفرغة!! انعكسة سلبا على القضية الجنوبية ليترك الملعب مفتوحا للطابور الخامس الذي يسعى بكل جهد وتفان لتمزيق الموقف الجنوبي واضعافه من خلال لعب ادوار مختلفة مع كل التيارات والقوى السياسية والاجتماعية !! يرفعون الشعارات ويتحدثون باسم الجنوب والمطالبة بالاستقلال وبالجنوب العربي احيانا ولكنهم غير صادقين بمايقولون لان دورهم محدد في تعطيل اي تقارب جنوبي وتشويه صورة الحراك الجنوبي السلمي وارباك نشاط القيادات والكوادر النظيفة والشريفة ومحاولة تشويه سمعتها.. وحان الوقت للتصدي لهولاء ممن لايزالون يفكرون بعقلية الماضي بالتامر والحقد والانتقام وزرع الفتن واثارت الشك والبلبلة والتخويف من مستقبل الجنوب القادم!! ولابد من كشفهم امام الشعب مع اعطاء الفرصة الاخيرة لمن يريد ان يصحح موقفه ويعلن ولائه مع شعب الجنوب قولا وعملا وسلوكا بعيدا عن المراوغة السياسية والكذب والخداع ...
ان الجنوب اليوم بحاجة ماسة الى كل ابنائه دون استثناء بعقلية جديدة وفكر جديد وقيادات كفوة تمثل كل الطيف السياسي وكل مناطق الجنوب دون الغاء او تهميش للاخرد.. لنعمل معا لاخراج الجنوب من عزلته السياسية لكسب موقف دولي واقليمي داعم لثورتناء السلمية المباركة حتى تحقيق النصر المؤزر ياذن الله تعالى باقل تكلفة حفاظا على ارواح الابرياء من الشباب والاطفال والنساء والرجال في ساحات النضال السلمي وهناك لابد التاكيد على ضرورة التمسك بسلمية الثورة مع حق الدفاع عن النفس وعدم جر الحراك الى مربع العنف كما يراد له بقدر مانحن اليوم بحاجة الى عمل سياسي تعبوي واعلامي وتحرك دبلوماسي نشط وعمل مؤسسي منظم خالي من الارتجال والعشوائية والفوضئ وتقيم تجاربناء السابقة سلبا وايجابا .. لنبدا مرحلة جديدة تواكب المتغيرات على ارض الواقع في الجنوب وفي الساحة اليمنية والاقليمية والدولية والاستفادة من الاخطاء السابقة كي نتجاوز المطبات التي رافقة الحراك الجنوبي السلمي منذو انطلاقته ومازالت ترافقه بسبب غياب الادارة والتخطيط والاستراتيجية والتكتيك والدراسات التحليلية والالتزام ببرنامج القيادة السياسية الواحدة وتنفيذ توجيهاتها من قبل القيادات الميدانية في كل المحافظات والمديريات والسؤال هنا من هي القيادة السياسية للجنوب اليوم ؟ صحيح ان الرئيس علي سالم البيض هو رئيس الجنوب الشرعي ولكن معظم القيادات الجنوبية السابقة لا تعمل تحت شرعيته وظهرت قيادات اخرى بما يسمى مؤتمر القاهرة وكلا يغرد في اتجاه !! فهل هذا من مصلحة الجنوب في هذه الظروف العصيبة من مراحل نضالنا التحرري السلمي ؟!! وماهو المطلوب اليوم من قيادات وكوادر الجنوب لمواجهت التحدي الحقيقي (ان نكون او لانكون).. وقد حان وقت المصارحة والمصالحة الحقيقية بين فرقاء الامس للم الشمل وتوحيد الموقف والهدف تحت قيادة سياسية جامعة وموحدة بقيادة الرئيس علي سالم البيض والرئيس علي ناصر محمد والرئيس حيدر العطاس والمناضل حسن باعوم والاستاذ عبد الحمن الجفري ومعهم كوكبة كبيرة من مناضلي الجنوب من سلاطين ومشايخ ووجها وكوادر جنوبية مدنية وعسكرية مؤهلة ومجربه وشابه.. كم تعب شعبناء بسبب خلافاتكم ومناكفاتكم وتعنتكم واصرار بعضكم على اجندته دون الاستماع للاخر وللشعب الذي يداس يوميا ولم نسمع منكم غير البيانات والتصريحات المسكنه والممله احيانا لانكم لم تضعون ايديكم على الوجع المؤلم لاهلكم في الجنوب بقدرما تبحثون اكثرعن انفسكم ومصالحكم !! وان اختلفت درجة المقارنه فيما بينكم الا انكم جميعا مشاركين في معانات ومتاعب شعبكم الى جانب المجتمع الدولي والاقليمي والعربي بموقفه المخجل وصمته المريب وتجاهله الفضيع لارادة الشعب الجنوبي وحقه في تقرير المصير والعيش بامن وسلام وحرية على أرضه والتي كفلتها المعاهدات الدولية والقانون الدولي وميثاق الاممالمتحدة ..الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حراً أو لا يكون.(ماندلا)
ولهذا نطالب الرئيس علي سالم البيض بالدعوة الى عقد لقاء سريع وعاجل مع الرئيس علي ناصر ودولة الرئيس حيدر العطاس والمناضل الجسور حسن باعوم والاستاذ عبد الرحمن الجفري فقط من دون مستشارين ولا مقاولين من اجل انجاح اللقاء المغلق فيما بينكم لتدارس الاوضاع في الجنوب والخروج بقرارات وبيان تاريخي طالما ينتظره شعبناء منذو وقت طويل اذا اردتم ان يخلدكم التاريخ افضل من لعنات الاجيال وحساب الشعب لكم ولمن يقف حجر عثرة من انجاح التقارب الجنوبي..اننا نقتل أنفسنا عندما نضيّق خياراتنا في الحياة( ماندلا)