لاشك ان معظم أبناء الجنوب وخاصة النخبة منهم من مثقفين وسياسيين كانوا يرون في اسير الجنوب احمدا لمرقشي عنوانا للحرية واستقلال وطن اسمه الجنوب...كان من ضحاياه الأولى المناضل احمدا لمرقشي الذي يعرف الجميع كيف كان وكيف تم اعتقاله !ومن اجل ماذا نعم كان الجميع يعلم علم اليقين ان اعتقال "المرقشي "قد شكل الصورة البشعة التي كان النظام السابق قد عزم على تنفيذها تجاه الجنوب وكل الشرفاء فيه فحين قد عزموا وقرروا في ذلك اليوم على إرهاب وقمع صوت الوطن الجنوب ومنبره الإعلامي العملاق(صحيفة الأيام) يومها وجدوا في طريقهم المناضل احمد ا لمرقشي والذين اعدوا له تهمة قتل هم من صنعها وهم من نفذها في جبروت قوتهم في ذلك الوقت والتاريخ الذي صور لهم الشيطان من انهم لا بد لهم من قمع كل من كان في ضميره ولو ذرة من الوطنية تدين بالولاء للجنوب !يومها وجدوا في صحيفة الأيام العدو اللدود الذي لم يخيفه ارهابهم ولم يرضى ببيع قضية وطن وشعب !وكان ذلك الصوت يومها يتيما ووحيدا يقاوم ويفضح كل الأساليب الدنيئة والممارسات البشعة التي تقوم بها تلك القوى ليلا ونهارا تجاه وطن اسمه الجنوب لتمارس ضد أبنائه ابشع صور الابتزاز والقمع الذي يستخدم بشتى وسائل القتل المختلفة وارذلها السموم! وغيرها من الأعمال التي لا يُرتكبها إلا من كان لديه النية والعزم على اجتثاث كل معارض للاحتلال !
نعم ان الجميع يعرف الظلم الذي تعرضت له صحيفة (الأيام) والجميع أيضا يعرف ان المرقشي لم يكن الا ضحية من ضحايا وضحايا كان يعتزم النظام في صنعاء اتباعها وتنفيذها لتصل الى كل قرية وبيت في الجنوب كما قال الرئيس السابق اننا سنجعلهم أي الجنوبيين يتقاتلون من طاقة الى طاقة...ان الجميع كان يدرك انه لا يمكن للنظام في صنعاء ان يفرج عن اسير سياسي اعتقاله يمثل اعتقال وطن !كما مثل الحكم بإعدامه اعدام وطن !نعم لم يكن الإعلان بالأمس عن الحكم الجائر الصادر بحكم الإعدام ضد احمد المرقشي! لم يكن الا رسالة سياسية توجهها صنعاء الى الجنوب كل الجنوب وتخص بالذكر النخب السياسية والإعلامية لتقول لهم ان من يمثل قضيتكم نحاكمه اليوم بالإعدام! كما ان لهذا أسباب سياسة أخرى بحته جعلتهم يصدروا هذا الحكم بالذات ليؤكدوا لا بناء الجنوب ومن يعارضهم من أبناء جلدتهم بعدم التنازل عن أي شيء في الجنوب.
! انها رسالة لها أسباب سياسية كثيرة ومن أهمها إفشال أي خطوة تم الإعلان عنها من مخرجات حوارهم حتى وان كانت معروفة لديهم سلفا من ان الشعب الجنوبي سيرفضها رفضا قاطعا! وكما هم متأكدين من ان شعب الجنوب سيعريهم امام المجتمع الدولي على ارض الجنوب ان هم حاولوا تمرير أي مشاريع تعيد صياغة او شرعنه للاحتلال ولو بمسميات أخرى!
انهم متأكدون ان شعب الجنوب لن ولم يسمح باي استفتاء لا على دستور ولا انتخابات رئاسية ...كما تعودوا ان يمرروها في ارض الجنوب بقوة السلاح وشراء بعض الذمم الرخيصة! ان ما تم الإعلان عنه بخصوص اسير الوطن المرقشي قد جعل الكثيرون من ابناء الجنوب يتسألون كيف لمن يعلنوا اليوم عن تحقيقهم نجاحات كبيرة في مؤتمر الحوار وما يؤكدونه طيلة انعقاد جلسات اعمال هذا المؤتمر حتى يوم أعلنوا عن اختتام اعماله بنجاح كبير ومنقطع النظير ليس على مستوى اليمن! ولكن اسموه نموذجا في الوطن العربي! الجميع يتساءل ويقول لهم هل حكم الإعدام بحق المرقشي كان من ضمن مخرجات الحوار! فأن استطاعوا الإجابة بغير ذلك فماذا عساهم ان يقولوا!
ان القيادة السياسية في صنعاء ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي اليوم امامهم مواقف تاريخية لا يشك أحد في صعوبتها! ولكن لا يمكن لاحد ان يبرر لها أي موقف فيه إعادة او صياغة أي صورة تبقي الجنوب محتلا! الرئيس هادي لن ينكر أحد انه عمل وقدم الكثير للجنوب والكل يعذره في هذه الظروف ان يعمل للجنوب وأهلها ما يريدون بجرة قلم! والكل يعذره عن أي إخفاقات هنا او هناك! وحتى مجزرة الضالع شعب الجنوب يعرف جيدا من نفذها وفي هذه الظروف التي لا شك انهم يحاولوا فيها ان يجعلوا الأجواء ضبابية امام الرئيس هادي!
ولكن بمثل ما شعب الجنوب يلتمس العذر للرئيس هادي فأنه وفي نهاية العملية السياسية والتي ستتضح فيها نوايا من يحتلوا الجنوب على عزمهم على احتلال الجنوب واستمرار نهب ثروته ولكن بصياغة جديدة يومها لن يكون هناك للرئيس هادي عذرا من اتخاذ موقف تجاه اهله ووطنه الجنوب مهما كلف ذلك! والسؤال الأهم هل الرئيس هادي صادق فيما يقول عن استمرار الوحدة! اما ان السياسة وموقفه لم يسمح له في هذا الوقت ان يعلن أي موقفا صريحا! يبقى الامل كبير في الله سبحانه وتعالى وفي الرئيس هادي ان يتخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب! والله ناصر المظلوم.