تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة مؤسسات قوية هي أساس التطور الملحوظ الذي يعد مثالا يحتذى به بين الأمم ، مؤسسات مبنية على أساس متين من الإجراءات الواضحة والدقيقة التي لا تقبل التأويل ، نستطيع أن نقول أن جميع المؤسسات انتهت من مرحلة وضع وتطبيق الإجراءات وانتقلت إلى مرحلة التميز المؤسسي في تبسيط الإجراءات وتقديمها في قوالب سهلة وبسيطة تواكب التطور التقني والإداري معا ، وبالمقابل تنال رضاء المتعاملين . "التميز المؤسسي " هو شعار المرحلة ، لقد عدلت معظم المؤسسات هياكلها التنظيمية وفقا ومتطلبات مرحلة النضوج المؤسسي ، فلا تخلو مؤسسة أو إدارة حكومية أو غير حكومية الا ويحتوي هيكلها التنظيمي الجديد على مكاتب لإدارة التميز المؤسسي ، وأحيانا تكون على شكل ( إدارات ) في المؤسسات الكبيرة .
مكاتب التميز المؤسسي ماهي الا وسيط بين المؤسسات التي تخدم الجمهور وبين خدمات المؤسسة نفسها ، هذه الشراكة الاستراتيجية و النهج الاستراتيجي يسير بناء على أصول التميز المؤسسي من أهداف ورؤية وعمليات تدار في نظام محكم ودقيق ، الجمهور هو جزء من حركة التغيير من خلال منحه عدد من الأدوات البسيطة على سبيل المثال ( نظام الاقتراحات و الشكاوي ) و ( استبيانات استطلاع الرأي ) ... الخ ،. وبهذه الأدوات يستطيع أن يصل بصوته للمؤسسة ويوثر بطريقة مباشرة في صناعة قراراتها الإيجابية . ومع أن العميل هو المستفيد من التغيير الا أن المؤسسة ايضا تمنح جوائز وشهادات تقديرية لأفضل اقتراح من الجمهور . (دعوة للتأمل في هذه الوقفة واللمسة الإبداعية المتميزة ) !!!.
حتى الموظف في المؤسسة لا يقتصر دوره على العمل الروتيني اليومي ، ففي مرحلة التميز المؤسسي يستطيع أن يقدم اقتراحاته وفي مختلف المجالات ويكافئ عليها ماديا ومعنويا ، حتى أن المؤسسات هيئت (نماذج تقييم الأداء الوظيفي ) واضافة بند من بنود التقييم يوضح ( مدى مشاركة الموظف في نظام الاقتراحات وكم عدد الاقتراحات المجدية التي قدمها خلال العام سواء في مجال تخصصه او في غيره ) .
التميز المؤسسي في دولة الإمارات العربية المتحدة هو سر نجاحها و تطورها ، الوعي الذي تبلوره المؤسسات وحتى الأعلام يشارك بفعالية في ترسيخ هذا الوعي ونقله الى العامة من الناس ، اليوم ستجد حتى الأنسان البسيط يشعر بمدى هذا التغيير الكبير في معاملات المؤسسات . ويلاحظ الفرق بين مؤسسة واخرى في تعاملها ، وتجده يتجه الى أقرب نظام للاقتراحات ليدلي بصوته التميزي ! بكل حرية وبمنتهى الصراحة الإيجابية . المؤسسات بدورها ترشد الجمهور إلى وسائل الاقتراحات والشكاوي من خلال توفير عدد من قنوات التواصل مثل البريد الإلكتروني – صندوق الاقتراحات – نظام الاقتراحات الإلكتروني – التلفون المجاني – الخ ، وبهذه الطرق سهلت الأمر على كافة شرائح المجتمع . ( وهذا بحد ذاته تميز أخر في تقديم خدمات التميز !!!).
التميز المؤسسي صار ثقافة وممارسة في المجتمع الإماراتي، أصبح الموظف اليوم - وفي أي مؤسسة - يتطلب منه صياغة أهدافه الوظيفية بما يتلاءم مع أهداف المؤسسة الاستراتيجية وهكذا تتدرج المهام وتتوزع حتى صار الكل شركاء في هذا التميز الرائع .
مكاتب التميز المؤسسي لا تعتمد على صياغات لفظية – ومن دون أدلة وبراهين - عند الحديث عن إنجازات الموظفين أو مستوى تقديم الخدمات في المؤسسة ، بل لديها نظام تقني دقيق يرصد مؤشرات الإنجازات على مستوى الموظف وعلى مستوى المؤسسة ككل ، حتى الجمهور له دور بارز في تقييم الخدمات المقدمة وتميزها ، من خلال مشاركته في التقييم المباشر وغير المباشر من خلال الاستبيانات الورقية والإلكترونية .
التميز المؤسسي هو توجه دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الحكيمة ، فلا عجب أن نرى الاهتمام الرسمي من خلال رصد الجوائز المادية والتشجيعية لكافة فئات التميز المؤسسي وحتى في مجالات التعليم وغيرها ، الجميع يعمل وفقا ومعايير التميز المؤسسي ، فالمؤسسات تتنافس فيما بينها ، والموظفين يتنافسون فيما بينهم وكذلك الوحدات التنظيمية في كل مؤسسة تتنافس ، الكل في سباق للحصول على جوائز التميز المؤسسي ، هذا الزخم والوهج المنير هو من وضع دولة الإمارات العربية المتحدة في مصاف الدول المتقدمة ، حقا دولة الامارات العربية المتحدة ( نموذجا متميزا ) وفي كل شيء .