أعربت هيئات إغاثة دولية عن قلقها البالغ إزاء أمن وسلامة أكثر من 300 شخص، بينهم أطفال، اعتقلتهم السلطات السورية بعد إجلائهم من مدينة حمص. وشدد روبرت كولفيل، المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، على "ضرورة ألا يتعرض أي معتقلين لأذى".
وقال المسؤول الأممي: "سنستمر في الضغط كي يحظوا بمعاملة جيدة في إطار القوانين الدولية لحقوق الإنسان."
وأوضح طلال البرازي، محافظ حمص، أن 111 شخصا أطلق سراحهم بعد استجوابهم، بينما لا يزال 190 آخرون رهن الاعتقال.
وتوقع البرازي إطلاق سراح حوالي 80 في المئة من المحتجزين.
وأشارت ميليسا فليمينغ، المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، إلى أن المعتقلين محتجزون في مدرسة مهجورة.
وتأمل هيئات الإغاثة في سوريا إجلاء المزيد من المدنيين من حمص الثلاثاء بعد تمديد اتفاق وقف إطلاق النار أمس لثلاثة أيام.
وتمكن أكثر من 1100 سوري من مغادرة المدينة منذ الجمعة الماضية بعد اتفاق الحكومة السورية والمعارضة المسلحة على هدنة "إنسانية".
وجرى إجلاء أكثر من 450 مدنيا الاثنين وسط إطلاق نار وسقوط لقذائف الهاون.
وتتبادل الحكومة والمعارضة المسلحة المسؤولية عن خرق الهدنة.
وضع مترد وقال ماثيو هولينجورث، مدير برنامج الغذاءالعالمي المسؤول عن سوريا، ل"بي بي سي" إن الوضع المتردي في المدينة القديمة بحمص "لم أره من قبل". وأضاف: "يعيش الناس في أنفاق، ويتحركون وسط بقايا المنازل بحثا عن أي شيء يأكلونه - لا يوجد سوى القليل جدا من الطعام منذ أشهر طويلة."
ويعد وقف إطلاق النار في حمص الاتفاق الملموس الوحيد الذي جرى التوصل إليه خلال محادثات السلام في جنيف.
وأرجئ عقد مفاوضات مباشرة بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة إلى اليوم واكتفى الطرفان باجتماعات منفصلة مع الوسط الدولي الأخضر الإبراهيمي.
"مذبحة سربرنيتسا" وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ - في مقال نشر بصحيفة "الاندبندنت" البريطانية - من احتمالية أن تشهد حمص مأساة مثل "مذبحة سربرنيتسا"، التي راح ضحيتها أكثر من 8000 رجل وطفل في البوسنة عام 1995. وأكد هيغ على أنه حان الوقت للضغط على الحكومة في دمشق.
لكن روسيا والصين لم يشاركا الاثنين في اجتماع لبحث مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو لتعزيز سبل توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين في سوريا.
وأعرب وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف عن رفضه مشرع القرار، واصفا إياه بأنه أحادي الجانب "ولا يمت للواقع بصلة"، بحسب ما ذكرته وكالته "انترفاكس".