ما جعلني اتعرض الى هذا الموضوع مقولة للرئيس الامريكي بوش الابن عندما اعلن اعتزامه محاربة عصابات الارهاب في العالم وقال ان الذين لم يكونوا معنا فسوف يصنفون ضدنا وهو يقصد ان الذي لم يساعدنا على تفريخ عصابات الارهاب من الدول او الاشخاص فهو عدونا . من خلال هذه الكلمات لبوش الابن وهو يقوم بتظهير للمواقف المتذبذبة تجاه مشروع الارهاب الذي اخذ اكبر مساحة في العالم والذي لامريكا يد في صناعته طبعا الرجل عندما يتحدث لايأتي حديثه من فراغ لديه اطقم من المستشارين السياسيين والعسكريون والامنيون والاقتصاديون من الذين ينقلون له الاحداث يوميا الى مكتبه من جميع انحاء العالم ثانية بثانية وتتم المناقشات وتحليل المعلومات و اتخاذ المواقف والاجراءات وما يتوافق مع الحدث اينما كان موقعه في العالم وبرغم دقة هذه القرارات الا انه يحدث كثير من الاختلالات و اخطاء تدفعهم الكثير من الخسائر الفادحة في العتاد والمال والبشر..وهي في نظرهم عبارة عن ضريبة تدفع من اجل اصباغ صورة شبه الحقيقة لتمرير المخطط والشواهد كثيرة هناك في افغانستانوالعراق والصومال ولبنان هم أي الامريكان وحلفائهم وكل ماهو اهم عندهم في الامر انهم نقلوا كل خلافاتهم الخطيرة الى الدويلات المتخلفة وسمونا بالعالم الثالث وحولوا مؤسساتهم الحكومية الى مؤسسات انتاجية ترفد الاقتصاد الوطني لبلدانهم بالمال ووفروا لشعوبهم الامن والامان والاستقرار والتقدم والازدهار وصدروا لنا وسائل التخريب والدمار ووضعوا من الحكام صناعة وسائل الارهاب المنظم من داخل الانظمه الحاكمة والفاسدة والمدعوم لوجستيا بكل وسائل المواجهه حتى تظل السيطرة والهيمنة على المنافذ الاستراتيجية في العالم .. طبعا الغرب حقق اشياء كثيرة مما يحدث الان في الوطن العربي وهم الان يتوزعون الادوار امريكا تدعم الارهاب بالمال والسلاح وتضعه في القائمة السوداء وبريطانيا تمثل حمامة السلام في المنطقة العربية وتأخذ على عاتقها مسائلة الحلول الكاذبة والوعود المعسولة والضرب بيد من حديد في الوقت المناسب.. وفرنسا تصدر العطور والملابس الداخلية وقمصان النوم الباريسيه وتشرع الدساتير المبوبة حسب الطلب .. والمانيا تمثل الديمقراطية وتتطالب بتسوية الخلافات بالطرق السلمية وتفتح بنوكها للاموال العربية المهربه اليها اما اسرائيل تحصل على نصيبها من الصفقات بحسب حجمها وبعد كل هذه الحالة يمكن ان يتم بسهولة التضحية برئيس او امير او ملك لا تمانع في ذلك لان مبدا التعامل تحت شعار لا عواطف ولكن مصالح ولنا تجربة وعبرة في شاه ايران والرئيس الفلبيني مكاريوس وكثيرون رفضت الدول الاروبية استقبالهم وهم من كانوا ارقام مهمة في الاجنده الاروبية و الامريكية واسرائيل ولولا موقف الرئيس أنور السادات رحمة الله عليه حيث تم استقبال الشاه على ارض الكنانة واسرته بعد رفض كل اصدقائه من الامريكان والاربيون واسرائيل استقباله.. وهنا على دول الخليج ان تضع في حساباتها لاثقه في الغرب ولا ثقه في الصهاينة ..وحتى هذه اللحظة ونحن نحشر انفسنا في مواقف غيرمسؤولة عندما نخوض في مواضيع تعطى لنا كطعم مسموم على حد السيف دون ان نكون مدركين او على معرفة كامله بصحة المعلومة التى تضع امامنا من مصادرها الغير موثوقة ثم نخوض فيها ونطرحها امام القراء والمتابعين وكأنها حقيقة وهذا عيبنا في العالم العربي والاسلامي .. اليوم نجد انفسنا امام تطور خطير سحب سفراء من الدوحة لكلا من السعودية والامارات ومملكة البحرين وتجنبوا القرار دولة الكويت وعمان .وموقف اخر يستجد قرار وزارة الداخلية السعودية بادراج الاخوان المسلمين والحوثيين و داعش وحزب الله السعودي والقاعدة في قائمة الارهاب وطلبت من ابنائها في سوريا واليمن والعراق وفي أي مكان يتواجدون العودة الى السعودية خلال خمسة عشر يوما وحددت الاحكام للذين لم يعودوا كذلك وضعت عدد كبير من الدعاة في المملكه العربية السعوديه في قائمة المؤيدين اعلاميا وماديا لهذه الجماعات ان لم يمتنعوا من ممارسة اعمال التحريض والدعم لهذه العصابات الاسلامية والا سوف تطبق القانون والعقوبات التي حددها هذا القانون الذي احتوى على عقوبات شديدة وقاسية ولاتساهل او رحمة مع من يرتكبون مخالفات ومن هنا واذا استعرضنا العلاقات الخليجية منذ تأسيس منظومة مجلس التعاون الخليجي وحددنا الانجازات التي حققها هذا المجلس لم نجد أي منجز لا في العلاقات السياسية ولا في الشؤون الاقتصادية ولا الامنية ولا السوق المشتركة التي دوشنا بخصوصها و حتى المواقف المبدئية لم يتوافقوا عليها حول البطاقة الشخصية او التعرفة الجمركية فما بالنا عندما تناقش قضايا كبيرة ومصيرية التي كنا نسمع ونقراء وهم يتحدثون بخصوصها عندما يتم مناقشتها في اجتماعتهم الدورية في عواصمهم ايضا لم يتحقق الامن لديهم والدليل واضح ماذا حدث مؤخرا في دولة الامارات العربية والبحرينوالكويت والسعودية ..من اكتشاف كثير من الخلايا النائمة في هذه الدول المنضوية تحت منظومة المجلس .ماذا يعني ذلك ؟ هل هم فعلا متفقين داخل هذه المنظومة الخليجية الذي يلاحظ من قبل كل المتابعين للوضع في الخليج والجزيرة العربية وهم يؤكدون صحة ما يدور من خلافات وتباينات داخل المجلس ..
طبعا هذا الوضع ليس جديدا على الحالة الخليجية هناك تجاوزات تحدث من قبل كثير من دول مجلس التعاون نظرا لحجم الثروات والعدد السكاني والعلاقات الثنائية مع الدول الكبرى مع توفر الطيش والعنجهة المادية الذي يفرض بعض المواقف على بعض الدول الفقيره لشراء ذمم ومواقف تلك الدول بينما هناك ضوابط تجعل من الكل في دول المجلس الكبير والصغير منهم ان يخضع لمبادئ واهداف المجلس و مع ما يتوافق عليه الاعضاء حفاظا على مواقفهم واهدافهم وما يروه مناسبا لسيادتهم وامن وسلامة اراضيهم واذا كانت الدوحه قد ارتكبت اخطاء جسيمة في حق شقيقاتها من دول المنظومة الخليجية يمكن يتم تلافي هذه الاخطاء بالطرق الاخوية و الدوبلوماسية لان الخلاف ليس وليد الساعة علما بانه له ابعاده السياسية والامنية مع دولة قطر ولا يسمح الكيل لمن هب ودب الخوض في هذا الشأن الخليجي الهام والخاص والحساس ايضا هناك من اعضاء المجلس من خرج مبكرا وله مواقف مغايره يجرمها نظام ولوائح المجلس واذا كانت الخلافات التى ظهرت مع ظهور الربيع العربي ومد يد العون والمساعدة للاخوان المسلمين من قبل قطر هناك من احتضن هذا التنظيم قرون وعقود من الزمن ووفر لهم الملاذ الامن ومنحهم الجنسيات والجوازات الدبلوماسية وامن لهم التنقل في جميع دول العالم واحتضنهم احتضان الام الحنون لاطفالها نكاية بمصر عبد الناصر واذا كانت الخلافات الاخيرة بين اعضاء من مجلس التعاون الخليجي قد برزت على السطح لن تكون الاخيرة ان لم تغلب هذه الدول على انفسهم مصالح شعوبهم ويجنحوا للعقل والمنطق ويعالجوا قضاياهم بالطرق المتعارف عليها والعودة الى طاولة الحوارات الاخوية فأن السيل الجارف لن يستثني احد وسيجرف كل من يقف امامه مهما كانت قوته او جبروته .. والعمل على عدم تخوين الاخرين في المجلس ..
قطر دولة صغيرة والكل يتجاوزها داخل المجلس ولم تنطلق قطر من فراغ في مواقفها كلها تجاه الاعضاء وتجاه الاحداث في المنطقة وفي العالم العربي والعالم الخارجي لعلها تجد لنفسها موقع و متنفسا اخر يعيد لها الاعتبار لان مكانتها ومركزها المالي يخولها من احدث تغيير في البنية الاساسية للوضع العام في العالم ... وتشكل سياساتها وما يتوافق مع مصالحها الاقتصادية والعسكرية والامنية ..ونحن عندما ننتقد الدوحه على تصرفاتها تجاه اخواتها الخليجيات وتعاونها مع الاخوان المسلمين وبعض المنظمات الارهابية في العراقوسوريا ومصر و ليبيا والصومال واليمن انما نوجه لدولة شقيقة لها احترامها وتقديرها ولكي نعيدها الى حضيرتها العربية والخليجية ومن اجل ان تظل عامل مساعد وعضو فاعل ومشارك داخل مجلس التعاون الخليجي .. نتمنى لاشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي مراجعة حساباتهم قبل ان يتفرقوا و تذهب ريحهم سداء و اي خلافات اذا لم تحسم مبكرا قد تكون النتأئج وخيمة على الكل والمستفيد هو المحرض الخارجي الداخلي .