كييف، باريس – أ ف ب، رويترز - يلتقي في لندن اليوم، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي جون كيري، لإجراء محادثات تهدف إلى محاولة تقريب وجهات النظر حول الأزمة في أوكرانيا، عشية الاستفتاء الأحد، على «استقلال» إقليم شبه جزيرة القرم. ويعقد اللقاء وسط توقعات متشائمة، بسبب اتساع هوة الخلاف بين الجانبين، وزادها تحذير كيري من أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يُعدّان «رداً قاسياً» الاثنين، استناداً إلى موقف موسكو من نتائج الاستفتاء. (للمزيد) وقالت مصادر قريبة من الخارجية الروسية ل «الحياة» إن «لافروف سيسعى إلى إقناع واشنطن بأن الاستفتاء أمر يُناقش مع سلطات القرم وليس مع موسكو التي لا ترى في كييف حالياً شريكاً يمكن التحاور معه». لكن المصادر لم تستبعد إبداء موسكو مرونة على صعيد احتمال التعامل مع سلطات أوكرانية منتخبة شرعياً بعد الانتخابات الرئاسية المقرر في 25 أيار (مايو) المقبل، شرط عدم ربط هذا الملف بموقفها من القرم. وأجرى الوزيران أمس، محادثات هاتفية تمهيدية تناولت اقتراحات تبادلها البلدان في الأيام الماضية لتسوية الأزمة. وكانت موسكو قدمت «ورقة عمل» حول تصورها للحل، رداً على اقتراحات قدمها كيري إلى لافروف السبت الماضي، ورفضتها موسكو فوراً لأنها «انطلقت من الاعتراف بشرعية الحكومة الأوكرانية الحالية، وتعاملت مع موسكو باعتبارها طرفاً في الأزمة»، علماً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد أمس على أن بلاده لم تخلق ظروف أزمة القرم. ترافق ذلك مع اتهام الخارجية الروسية وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالتساهل حيال حزب «سفوبودا» (حرية) القومي الأوكراني المتشدد الممثل في الحكومة الجديدة للجمهورية السوفياتية السابقة. وأفادت الخارجية الروسية في بيان: «اطلعنا باهتمام على تصريحات فابيوس بأن سفوبودا أكثر يمينية من الباقين، لكن اليمين المتشدد ليس في الحكومة، علماً أن هذا الحزب يمارس نشاطاً قومياً علناً، ويؤيد المواقف العنصرية والمعادية للسامية والتي تكره الأجانب». ويشكل استفتاء القرم عنصر ضغط على اللقاء، يُضاف إلى ملفات خلافية أخرى حول آليات التعامل مع الأزمة، خصوصاً بعدما أصرّ رئيس وزراء القرم سيرغي اكسيونوف على تنظيم الاستفتاء في موعده، رافضاً فتح حوار مع «السلطة غير الشرعية في كييف». ميدانياً، أطلقت روسيا مناورات عسكرية قرب الحدود مع أوكرانيا، بمشاركة 8500 جندي من قوات المدفعية ووحدات هجوم جوية وبحرية، فيما صادقت السلطات الأوكرانية الجديدة على إنشاء قوة من الحرس الوطني تضم متطوعي حركة الاحتجاج في كييف لتعزيز دفاعاتها في مواجهة الروس. وكانت موسكو أنهت قبل أسبوع مناورات واسعة على الحدود رفضت ربطها بأزمة أوكرانيا، على رغم أن الغرب اعتبرها استعراضاً للقوة. إلى ذلك، وصلت ست مقاتلات روسية من طراز «سوخوي» إلى بيلاروسيا الجارة الأقرب لروسيا. وقال مصدر عسكري روسي إن «الخطوة تأتي استجابة لمطالبة مينسك بتعزيز وجود الطيران العسكري الروسي رداً على التوترات في المنطقة». وزاد: «في حال حشد قوات أجنبية في دول متاخمة، ستتخذ بيلاروسيا إجراءات مناسبة للرد».