بعد تنازل المخلوع علي عبدالله صالح عن الحكم وتعيين عبدربه منصور هادي رئيساً لليمن وفقاً للمبادرة الخليجية بدأ النظام في صنعاء العمل على عقد مؤتمر الحوار اليمني الذي قوبل برفض جماهيري شعبي جنوبي كبير وكذلك رفض قيادات الحراك في الداخل والخارج المشاركة في هذا الحوار ، لهذا بدأ الرئيس هادي بالبحث عن مجموعة من الجنوبيين ليشاركوا في الحوار وهذا ما تم فعلاً حيث قرر مؤتمر شعب الجنوب بقيادة كلاً من أحمد بن فريد الصريمة ومحمد علي أحمد المشاركة في هذا الحوار ، بالإضافة إلى بعض الجنوبيين المرتبطين بالرئيس هادي أو بالأحزاب اليمنية ولم يكن لمؤتمر شعب الجنوب أي وجود أو ثقل شعبي جنوبي . وبدأ مؤتمر الحوار في صنعاء بتاريخ 18 مارس 2013م حيث اتخذ مساره في الاتجاه المعاكس منذ بدايته من خلال ممارسة الكثير من الضغوطات على المتحاورين بمن فيهم الجنوبيون الذين شاركوا في الحوار باسم شعب الجنوب أو من اختارهم الرئيس عبدربه منصور هادي من الجنوبيين المواليين لصنعاء وليس لهم علاقة بالحراك الجنوبي في تجاهل لكل القوانين الدولية التي تؤكد على وجوب أن يكون الحوار بين دولتين وعن طريق وسيط دولي وفي مكان محايد يتفق عليه الطرفين المتحاورين ، وبدأت بعض القوى بفرض أجندتها الخاصة والمدعومة من قبل أمراء الحرب والمتنفذين في الشمال وإقصاء أي آراء مخالفة وهذا ما أدى إلى انسحاب رئيس مؤتمر شعب الجنوب أحمد بن فريد الصريمة في بداية الحوار وإصداره لبيان يوضح فيه سبب انسحابه بعد أن أدرك حجم المؤامرة المحاكة على الجنوب من قبل أمراء الحرب والمتنفذين في صنعاء وأن هذا الحوار ما هو إلا فخ يحاك للإيقاع بالجنوبيين أو غطاء لإعادة إنتاج الاحتلال أو إضفاء الشرعية عليه .
ومن خلال مجريات الحوار اتضح جلياً بأن الرئيس هادي وقيادة مؤتمر الحوار لا يملكون زمام الأمور وأن أمراء الحرب والمتنفذين يفرضون رغباتهم وأهدافهم وهذا ما أدى إلى إعلان محمد علي أحمد ومعظم أعضاء مؤتمر شعب الجنوب الانسحاب من لجنة (8 8) ومن مؤتمر الحوار في 27 نوفمبر 2013م ، ومع ذلك أصروا على أتمام مؤتمر الحوار بأي صورة كانت فاستبدلوا أعضاء مؤتمر شعب الجنوب بقيادة محمد علي أحمد المنسحبين من لجنة (8 8) بآخرين ممن انشقوا عن مؤتمر شعب الجنوب والذين لتعرضوا لعمليات إغراء حتى يوقعوا على مخرجات الحوار التي نصت على تقسيم الجنوب إلى إقليمين لتسهل السيطرة عليه ويظل تحت الوصاية والنهب من قبل أمراء الحرب والمتنفذين في الشمال ، وقد أوضحت العديد من التقارير حجم النهب والسلب الذي قام به هؤلاء منذ سيطرتهم على الجنوب في 7 / 7 / 1994م ، وهذا النهب والسلب الممنهج والمنظم لثروات الجنوب هو السبب وراء استماتة هؤلاء لاستمرار سيطرتهم على الجنوب ، وهم يواصلون هذا المخطط حالياً بوجود الرئيس هادي وهو وللأسف الشديد الذي أمر أو بارك أو صمت ومازال عن القتل والتنكيل بأبناء الجنوب المطالبين بحقوقهم المشروعة ، وهنا أوجه نصيحتي للرئيس هادي وأقول أن لديك فرصة للتكفير عن خطيئة وقوفك مع العصابات التي اجتاحت الجنوب وقتلت ودمرت ونهبت ومارست كل أنواع الإذلال والتنكيل بالجنوبيين باسم الوحدة أن بإمكانك أن تفعل ذلك وإن لم تستطع فالتوقف عن مواصلة الدور الذي تقوم به وهذا أضعف الإيمان خاصة وقد اعترفت بحجم الظلم والجور الذي لحق بالجنوبيين عندما كنت نائباً للرئيس فكيف يستمر ويحدث ما هو أفظع منه وأنت رئيساً ، وعليك أن تعود إلى أحضان شعبك معتذراً فالحديث عن الوحدة والدفاع عنها الذي كان مبرر لكل ما حلّ بالجنوبيين منذ العام 1994م لم يعد يصدقه أحد بما في ذلك أبناء الشمال أنفسهم .
إن الشعب الجنوبي متسامح مع من يراجع مواقفه ويقف بصدق مع قضيته العادلة ، وأنتم اليوم مع عددٍ من الجنوبيين الذين يقفون مع الاحتلال على مفترق طرق فهل يسجل لكم التاريخ موقفاً مشرّفاً في نصرة قضية شعبكم العادلة أو البقاء في الصفحات الخاصة بالمجرمين وبالعصابات التي دمرت وأذلت ونهبت وقتلت ، أما الشعب في الجنوب فسوف ينتصر حتماً لأن قضيته عادلة ولن تمر المشاريع التي تنتقص من حقه في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ، عاش الجنوب الغالي حراً أبياً مستقلاً .