"العبادة حقي".. مبادرة مقدسية شعبية هدفها الرئيس فضح "إسرائيل" وممارستها ضد الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين وحرمانهم من الوصول لأماكن العبادة في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، وصولًا لجمع آلاف التواقيع لمقاضاتها في المحاكم الدولية التي تحفظ حرية العبادة. وتفرض سلطات الاحتلال قيودًا مشددة على دخول أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل إلى المسجد الأقصى، وتحرم أهالي قطاع غزة والضفة الغربية من الوصول إليه، وتنصب العديد من الحواجز العسكرية على مداخل القدسالمحتلة، مما يعيق حرية تنقل مواطني الضفة، ووصولهم للمدينة. وتُحرم الإجراءات الإسرائيلية أيضًا المسيحيين من غزة والضفة من الوصول الى كنيسة القيامة بالمدينة المقدسة، بعدم منحهم التصاريح اللازمة، خاصة خلال الأعياد. ويقول صاحب المبادرة عميد برهم لوكالة "صفا" إن المبادرة شعبية، ليس لها أي انتماءات حزبية، بل تستهدف كل مكونات الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة لتسليط الضوء على ممارسات الاحتلال بشأن تقييد حرية العبادة للمسلمين والمسيحين، وكذلك حرية التنقل عبر الحواجز العسكرية. ويوضح أن المبادرة تهدف إلى فضح "إسرائيل" في كافة المحافل الدولية، وإيصال رسالتنا ومعاناتنا للعالم أجمع، ولجمع أكبر حملة تواقيع لمقاضاتها في المحاكم الدولية، مبينًا أن هناك العديد من المتطوعين الشباب انضموا للمبادرة، وسيعلمون على إنجاحها بكافة السبل. تقييد الحريات ويشير إلى أن إطلاق تلك المبادرة يأتي بسبب ممارسات الاحتلال في حرمان الفلسطينيين من الوصول إلى أماكن العبادة، وخاصة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وكذلك بعد منعه عشرات المرات من أداء الصلاة في الأقصى. وبشأن فعاليات المبادرة، يبين أنه سيتم خلال الأيام القادمة توجيه دعوات لكافة المؤسسات المعنية والوزارات الحكومية، وخاصة وزارتي التربية والتعليم والأوقاف والشؤون الدينية، وكذلك الكنائس لتلقي الدعم اللازم لهذه المبادرة. ويلفت إلى أنه تم التواصل مع عدة مؤسسات حقوقية بالضفة، وقد تلقينا دعمًا فقط من مؤسستين، مبينًا أنه سيتم خلال الفترة المقبلة توزيع منشورات على جميع المواطنين والمدارس والمساجد لتوعيتهم بحقوقهم المتعلقة بحرية العبادة والتنقل، والتي كفلتها كافة القوانين والمواثيق الدولية. وسيبدأ العمل بالمبادرة –وفق برهم- من مدينة القدس وصولًا إلى محافظات الضفة، بهدف الحصول على أكبر دعم ممكن لها، وصولًا إلى مقاضاة "إسرائيل" دوليًا. ويؤكد أن قضية القدس هامة جدًا، ولا يوجد ميزانيات لها، وهي تعاني من ممارسات إسرائيلية ومخططات تهويدية كبيرة في ظل صمت عربي وإسلامي رهيب، منتقدًا في ذات الوقت تقصير المسؤولين الفلسطينيين حيال تلك القضية، ومعاناة المواطنين. ويضيف "معنيون بالوصول لكل فلسطيني محليًا ودوليًا لتلقي الدعم الواسع، والتوقيع على عريضة بشأن حرمان الفلسطينيين من الوصول للأقصى، وأيضًا على استعداد للتواصل والتعاون مع أي مؤسسة حقوقية في العالم من أجل دعم مبادرتنا". دعوات للانضمام ويتابع "حريصون على انضمام الجميع للمبادرة مسلمين ومسيحيين"، مؤكدًا أنه سيتم أيضًا خلال المبادرة توزيع منشورات على جنود الاحتلال المتمركزين على الحواجز العسكرية باللغتين الإنجليزية والعبرية بعنوان "أنت تخالف القانون الدولي فأنت مجرم". ويشدد برهم على أن التوجه سيكون فقط للمحاكم الدولية، ولن يتم التعاون مع أي مؤسسة حقوقية إسرائيلية أو التوجه للمحاكم الإسرائيلية، لأنها غير منصفة وتكيل بمكيالين. وفيما إذا كانت تلك المبادرة ستلاقي صدى إعلامي، يتوقع برهم أن يتم جمع آلاف التواقيع محليًا ودوليًا، وأن تلاقي تفاعلًا إعلاميًا واسعًا على المستوي الدولي، كونها تركز على حق العبادة. ولكنه رأى أن المبادرة ستواجه بعض الصعوبات، خاصة أن "إسرائيل" لا ترغب في تشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي. ويدعو برهم جميع أبناء الشعب الفلسطيني على اختلاف تنظيماتهم وانتماءاتهم للانضمام لمبادرة "العبادة حقي" ولدعمها بكافة الطرق، وخاصة سكان قطاع غزة، كونهم الأكثر تضررًا وحرمانًا من الصلاة في المسجد الأقصى، متمنيًا أن تلاقي مبادرته الدعم الكافي من الجميع وصولًا لمحاكمة "إسرائيل".