الرئيس اليمني يجلس على كرسي السلطة منذ أكثر من ثلاثين عاما وخلال هذه السنوات الطويلة وضع أقراباءه المقربين في أهم المراكز الحساسة في الدولة والجيش خصوصا ابنه الذي يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري وأبناء أشقائه وأنسبائه الذين يشغلون مراكز متقدمة في الأجهزة الأمنية وخلال هذه السنوات لم ينجز هذا الرئيس أي انجازات يذكرها الشعب اليمني أو تنعكس ايجابا على التنمية في اليمن وكان يوزع العطايا على كل الذين يكتبون عنه الكتب من بعض الدول العربية وينفخونه من خلال هذه الكتب. الآن وبعد هذه السنوات الطويلة من الحكم الفردي الديكتاتوري المستمر ثار الشعب اليمني مطالبا الرئيس صالح بالتنحي عن الحكم وهم مستمرون في احتجاجاتهم منذ عدة أشهر والرئيس اليمني يصر على البقاء فوق كرسي الحكم ويرسل قواته الى المدن اليمنية لتحصد أرواح الشباب المحتجين وكل ذلك يجري والعالم يتفرج على هذه المشاهد المأساوية وعلى الجرائم التي يقترفها نظام الرئيس صالح. وقد يقول قائل بأن تدويل الأزمة اليمنية قد يترتب عليه تدخل القوى الدولية في اليمن وهذا القول غير دقيق لكن في المقابل ماذا تفعل الشعوب العربية المقهورة هل تبقى تحت رحمة الحكام الديكتاتوريين الذين يحكمونها بالحديد والنار أم تثور وتستنجد بالقوى الخارجية. ولو أخذنا الثورة الليبية كمثل، فالليبيون ثاروا على الطاغية الذي حكمهم بالحديد والنار اثنين وأربعين عاما وكان يعتبر ليبيا مزرعة له ولأبنائه هذا الطاغية عندما هدد أهالي المحافظات الشرقية وعلى رأسها مدينة بنغازي بالقتل والدمار ووجه كتائبه لمهاجمتها وكانت هذه الكتائب قادرة على احتلالها لأنها جيش منظم وتمتلك الأسلحة التي تؤهلها لذلك وقد وصلت على مشارف المدينة ولولا تدخل طائرات حلف النيتو لاستطاع العقيد القذافي سحق الثورة والبقاء في السلطة الى ما شاء الله. والسؤال الذي نسأله جميعا هو ماذا تفعل الشعوب العربية المقهورة هل تبقى تحت الحكم الديكتاتوري المطلق أم تستنجد بمجلس الأمن الدولي ليساعدها في التخلص من هؤلاء القادة الأوغاد الذين أذاقوها الهوان وتفردوا بالمال والسلطان؟. ونعود الى الرئيس اليمني فهذا الرئيس يدعي أنه قبل مبادرة الدول الخليجية للانتقال بالسلطة انتقالا سلميا ومن ثم اجراء انتخابات ديمقراطية حرة لكنه في كل مرة يطلع على شعبه باقتراح جديد فهو اما أنه يريد أن يبقى رئيسا فخريا لليمن خلال الفترة الانتقالية أو يريد حصانة من الملاحقة القضائية عن الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه هو وابنه قائد الحرس الجمهوري وأقراباؤه قادة الأجهزة الأمنية وخلال هذه المماطلة والمراوغة يسقط كل يوم عشرات القتلى والجرحى من الشباب الثائر في الساحات اليمنية برصاص قوات الرئيس الصامد بدون أن يرف له جفن عن هذه الجرائم. اليمن بلد منتج للبترول وبلد زراعي لكن مع الأسف في غياب خطط التنمية الحقيقية أصبحت الأموال التي تتحقق من البترول مخصصة للرئيس ولأفراد حاشيته أما الزراعة فقد انتهى عهدها في اليمن لأن معظم الأراضي الزراعية تحولت الى مزارع للقات لأن هذه المادة المخدرة تباع لليمنيين بأسعار مرتفعة ولم تقم السلطة اليمنية بأي محاولة للحد من هذه العادة السيئة التي يدمن عليها معظم أبناء الشعب اليمني وتكلف كل فرد منهم مبالغ مالية كبيرة. على كل حال مهما راوغ الرئيس اليمني ومهما وضع العقبات في طريق انتقال السلطة ومهما قتل من أبناء شعبه فستكون الغلبة في النهاية لأبناء هذا الشعب المقهور المغلوب على أمره والذي يعتبر أفقر الشعوب العربية. [email protected]