أحيا الآلاف من أبناء ردفان بمحافظة لحج صباح اليوم الثلاثاء الذكرى الثانية لاستشهاد الشهيد محسن عبدالله الوهيبي بمسيرة ومهرجانا جماهيريا حاشدا حضرهما عدد كبير من الناشطين والشخصيات الاجتماعية والقبلية وأقارب وأصدقاء ومحبي الشهيد . حيث جابت مسيرة حاشدة شوارع مدينة الحبيلين كبرى مدن رباعيات ردفان رفعت صور الشهيد الوهيبي وصور للزعيم الجنوبي علي سالم البيض والمناضل حسن باعوم ولافتات تؤكد على مواصلة طريق النضال السلمي والسير على الطريق والنهج الذي سقط من أجله الشهيد الوهيبي ورفاقه من شهداء النضال السلمي الجنوبي , وردد المشاركون في المسيرة هتافات الثورة الجنوبية التحررية وأخرى تندد بما وصفوها ب(المشاريع المنقوصة) ومنها مشروع الفيدرالية وتعالت أصواتهم بالهتافات (ثورتنا ثورة شعبية فجرها الشعب الجبار , لا وحدة لا فيدرالية برع برع يا استعمار) , واتجه المشاركون في المسيرة بعد إن جابوا الشارع العام للمدينة صوب منصة الشهداء حيث أقيم مهرجان خطابي ألقيت فيه العديد من الكلمات والقصائد الشعرية التي عددت مناقب ومآثر الشهيد وتطرقت إلى ما يدور على الساحة الجنوبية من أحداث ومستجدات . وأكدت الكلمات رفضها القاطع والمطلق لأي مشاريع تلبي طموحات وتطلعات أبناء الجنوب في حقهم في استعادة الدولة (حسب وصفهم) ونددت الكلمات بمشروع الحوار الوطني الذي تعتزم حكومة الوفاق الوطني وبموجب المبادرة الخليجية إجراؤه خلال الشهر الجاري , محذرين أي جهة أو طرف من المشاركة في ذالك الحوار باسم أبناء الجنوب الذي أكدت الكلمات بأنه يرفض أي مشاركة في ذالك الحوار . وعبرت كلمة أسرة الشهيد التي ألقاها شقيقه بكيل الوهيبي عن صمود الشعب الجنوبي فى وجه من وصفه ب(المحتل) والوفاء لدماء الشهداء , مؤكدا بأن أي مساومة بدمائهم تعد خيانة بحق شعبهم واننا ماضون على طريق التحرير والاستقلال ولن ننثني عن هذا ودمائنا رخيصة من اجل هذا الهدف , وحيا بكيل الوهيبي مواقف الزعيم باعوم والرئيس البيض وكل الصامدين فى ساحات المجد والشرف . كما ألقى الشاعر مطيع المردعي قصيدة شعرية مؤثرة في ذات المناسبة .وفي ختام المهرجان ألقي البيان الصادر عن مجلس الحراك بردفان . وبهذه المناسبة ينشر (حياة عدن) تقريرا مفصلا عن حياة الشهيد محسن الوهيبي أعده مدير التحرير
الشهيد محسن عبدالله محسن الوهيبي من مواليد عام 1985م بمنطقة الذنيب التابعة لمديرية الملاح بردفان محافظة لحج وينحدر الشهيد محسن إلى أسرة لها تاريخ نضالي حافل عبر كافة مراحل النضال 0 عاش وإخوانه الخمسة حياة قاسية وصعبه وعصيبة خاصة بعد استشهاد والدة الشهيد عبدالله محسن الوهيبي في حرب صيف 94م - تلقى الشهيد محسن دراسته في مدرسة سبأ الرويد وأنها الثانوية العامة في مدرسة لبوزة في الحبيلين ونظرا للظروف المعيشية الصعبة لأسرته لم يواصل دراسته الجامعية بل التحق في السلك العسكري بمعسكر 310 مشاه بمحافظة عمران وحين اندلعت حرب صعدة الرابعة كان الشهيد محسن في مقدمة المشاركين في تلك الحرب مع زملاؤه الذين تم نقلهم من عمران الى صعدة ولم يتخلف لحظة واحدة عن اداء واجبه بكل شجاعة واستبسال . لم يتخلف الشهيد محسن عن القتال يوما ولم يكتفي بالمشاركة في تلك الحرب لوحدها رغم ايمانه بانها معارك باطلة بل ضل صامدا ومشاركا في الحرب الخامسة والسادسة أيضا وقد استشهد عدد كبير من زملاؤه في تلك المعارك وكان دائما ما يحدث أصدقاءه وأهله بأنه لايريد بان يقتل في تلك المعارك وانما كانت أمنيته بان يموت شهيدا في الجنوب من اجل الجنوب وقضية شعبه العادلة التي امن بها وضل متمسكا مدافعا عن مبادئها وأهدافها السامية . وقبل ان تحط حرب صعدة السادسة أوزارها فقد قاده الشوق والحنين بعد فترة كبيرة قضاها متنقلا بين جبهات القتال في صعدة إلى إخوته وأهله ووالدته التي أعياها المرض إلى العودة إلى ردفان لقضاء فترة الإجازة 0 عاد الشهيد محسن وهو يتقد حيوية ونشاطاً وحماساً منقطع النظير وأيماناً لا تزحزحه رياح الحل العاتية بعدالة القضية الجنوبية التي أيقن بأن النضال مع الآلاف المؤلفة التي خرجت إلى ميادين وساحات النضال السلمي في مختلف المدن والمحافظات الجنوبية تطالب بحقها في تقرير المصير هو السبيل والطريق الوحيد للعيش بحرية وعزة وكرامة في وطن يحصل فيه كل ابناءة على حقهم في الحرية والعيش الكريم 0 عاد الشهيد محسن الوهيبي كأي شاب يصل إلى مسقط رأسه بعد أشهر من الغياب وانقطاع الأخبار عاد حاملا لأفراد أسرته بضع آلاف من الريالات هي حصيلة مابقي لديه من فتات معاشه الشهري للإسهام في توفير ولو بعض العلاجات والأدوية الضرورية لعلاج لوالدته عاد ولم يحضر حتى سلاحه الشخصي أو حبة رصاص معه وفوق كل ذالك تم مكافئته بعد سهر واحد بإيقاف معاشه الشهري . دفعت كل تلك الأمور مجتمعة بذالك الشاب المتقد حيوية وعنفوان ونشاط نحو ساحات وميادين النضال السلمي الجنوبي لم يدع فعالية او مهرجان ألا وكان في مقدمة الصفوف حاملاً علم الجنوب ورايات دولته المنشودة صادحاً بأعلى صوته مع زملاؤه بتلك الهتافات والشعارات المدوية التي أسمعوا بها كل من به صمم وسقط عدد كبير من زملاؤه واحدا تلو الآخر وهم يرددون هتافاتها ويحملون راياتها 0 في عصر الخامس عشر من مايو 2010م كان الشهيد محسن الوهيبي على موعدٍ لنيل ما تمناه وضل يردده ويسر أصدقاءه وزملاؤه وأقاربه به وهو الشهادة في سبيل الانتصار والذود عن الجنوب وقضية شعبه العادلة وأهدافها ومبادئها السامية . في عصر ذالك اليوم خرج الشهيد محسن الوهيبي مع عدد من زملاؤه في مدينة الحبيلين لتقديم واجب العزاء والمواساة لأسرة أحد شهداء الثورة السلمية الجنوبية الذين سقطوا برصاص قوات النظام خرج غير معتدي ولسان حاله ينشد {إنا لقوم أبت اخلاقنا شرفا -- أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا--لا يظهر العجز منا دون نيل المنى - ولو رأينا المنايا في أمانينا-} استشهد عصر ذالك اليوم حين أبت قيمه ومبادئه وشجاعته الخنوع او السكوت والتواري عن نصرة الحق والمظلوم والدفاع عن كرامة وشرف أبناء ردفان عندما اجتاحت قوات عسكرية كبيرة معززة بمختلف السلحة والمعدات مدينة الحبيلين ضمن موكب رفيع شرعت قواته بطمس وإزالة الشعارات والرايات والأعلام الجنوبية من الشوارع وقامت بإطلاق الرصاص العشوائي على المواطنين والمنازل ودهس أحد الأطفال على قارعة الطريق . في تلك المواجهات سقط محسن الوهيبي شهيداً حاملا رايات الجنوب السلمية راسماً بدمه الطاهر الذي أريق في ذالك المكان مع من سبقه من شهداء النضال السلمي الجنوبي لوحة المجد والشرف والتضحية التي رسمها المئات من الشباب بدمائهم الزكية التي قدموها في سبيل انتصار القضية الجنوبية وعدم التنازل عن أهدافها ومطالبها السامية 0 ومثلما كان الشهيد محسن الوهيبي وفيا لقضيته وللجنوب فقد بادله أبناء الجنوب الوفاء بالوفاء حين تقاطروا من كل حدب وصوب للمشاركة في تشييع جثمانه بذالك الموكب الجنائزي الكبير الذي اسمي موكب الوفاء للشهيد ابن الشهيد 0 رحم الله الشهيد محسن الوهيبي واسكنه فسيح جناته 0