اليمن في قلب العاصفة. هذا ما توحي به الحرب المستمرة بين النظام اليمني برئاسة علي عبدالله صالح والحوثيين شمال البلاد، وهي حرب استدرجت التدخل السعودي بعدما امتدت الى حدودها مع اليمن، فيما يستمر اتهام ايران بالتورط في هذه الحرب من خلال دعمها الحوثيين، وهي اتهامات اطلقها المسؤولون اليمنيون ونفتها ايران، واكد اكثر من مسؤول اميركي ان الادارة الاميركية لم تتثبّت من ضلوع ايران بدور في هذا النزاع، وان كانت تستفيد من نتائجه. الوضع داخل اليمن عموما خطير وينذر بتداعيات قد لايتوقعها الكثيرون. هذا ما يحذر منه الرئيس السابق لليمن الجنوبي ونائب الرئيس اليمني بعد قيام الوحدة في العام 1990علي سالم البيض من بيروت. مجيئه الى بيروت، هو الذي غادر اليمن بعد صدور حكم بالاعدام في حقه في منتصف التسعينيات، يأتي في سياق شرح ما يجري في اليمن، ويشدد على ان "حراكا في جنوب اليمن بدأ قبل الحرب الاخيرة ويستمر خلالها لمواجهة التمييز وسياسة الاقصاء التي يعتمدها الرئيس علي عبدالله صالح". لكن هل يعني هذا الحراك العودة الى يمنين شمالي وجنوبي؟ يجيب البيض ان "الحفاظ على الوحدة لا يجوز ان يكون عنوانا لقتل اليمنيين، ولممارسات استبدادية واقصائية اتجاههم". ويعتبر ان الحرب ضد الحوثيين، وتوقيتها اخيرا، أتى كمحاولة رد على حراك اليمن الجنوبي، ولمواجهة نتائج السياسات الداخلية الفاسدة التي يتبعها النظام، ويزيد البيض أنّه ينسق مع عدد من رموز اليمن، من بعض القوى السياسية والاجتماعية، مشددا على أنّه لا يطمح لاحتلال أيّ منصب سياسي، وأنّه يجد نفسه معنيا بالدفاع عن اليمنيين، وشرح معاناتهم التي تصور الحرب وكأنها حرب اقليمية، علما ان البعد الاقليمي استند الى وقائع داخلية وشروخ احدثتها سياسات النظام بين اليمنيين. ويؤكّد البيض ان ايران لا تدعم الحوثيين، لكنه طالب ايران بدعم الحراك الجنوبي، واضاف: "عندما تدعمنا ايران سنعلن ذلك على الملأ، ولن نخجل من ذلك. وقد نجح علي عبدالله صالح في توريط المملكة العربية السعودية في حرب لا شأن لها بها، فهذه الحرب الجارية اليوم هي الحرب السادسة مع الحوثيين. هم الذين تعرضوا خلال السنوات الماضية الى سلسلة اجراءات لالغاء حضورهم السياسي عبر شطب حزب الحق الذي يمثلهم، وملاحقة تيار الشباب المؤمن الناشط بينهم، واغلاق المدارس التي تعلم وتنشر المذهب الزيدي، والى جانب هذه الاجراءات اعتماد سياسة اهمال مناطقهم تنمويا". واعتبر البيض ان الحرب لن تحل المشكلة، وانها بدأت "تخلق تعاطفا يمنيا واسعا مع الحوثيين"، مشيرا الى ان "السلاح لايصل الى الحوثيين من خارج اليمن بل من داخل الجيش"، ويدلل على ذلك باعدام عدد من الضباط في الجيش من قبل السلطة بتهمة تسريب السلاح اليهم. من هنا يوجه البيض انتقادا الى من اسماهم "بعض دعاة القومية العربية الذين وقفوا مع النظام اليمني، في محاولة لطمس الازمة الداخلية، ولصرف الانظار عن السياسات المدمرة لليمن التي يعتمدها النظام ويستقوي على اليمنيين بالخارج تحت عنوان الوحدة ومواجهة التدخل الخارجي". يختم البيض بأنّ "بعدا داخليا للازمة نحاول شرحه وتوضيحه، وهذا امر لا يجب تغييبه لان هذه الوسيلة ستزيد من عمق الازمة داخل اليمن، وستحدث شروخا بين اليمن وجيرانه". وهو قال انه ياتي الى بيروت ممثلا لما سماه "الحراك الجنوبي"، بوثيقة سفر نمساوية، متسائلا: "هل يعقل ان لا يستطيع رئيس دولة سابق ان يحصل على وثيقة سفر من بلده او اي بلد عربي اخر؟". واكد انه في صدد اجراء لقاءات مع مسؤولين لبنانيين. وردا على سؤال ان كان التقى احدا من قيادات حزب الله قال: "لم ألتق بهم بعد لكنني أسعى إلى عقد لقاءات مع الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون وبعض قيادات حزبية، في سياق شرح البعد المغيب من الازمة اليمنية".