لا خلاف على أهمية كأس الخليج لنا كشعوب منطقة، ولا يمكن إنكار أهميتها الكبرى والكاريزما التي تملكها هذه البطولة وتجعل المشاركة فيها واجباً قومياً والمنافسة على لقبها هدفا استراتيجياً. واليوم أصبحت كأس الخليج المقررة في اليمن بعد شهرين محل شد وجذب وتساؤلات ما بين إقامتها في مكانها وموعدها المحددين، أو نقلها من اليمن أو تأجيلها، ولا شك أن غياب المرجعية التي تنظم هذه البطولة وإسنادها إلى اللجنة المنظمة المحلية في مختلف البلدان مع تشكيل لجان مؤقتة من أمناء سر الاتحادات الخليجية تجعل منها بطولة فوضوية، وفي ظل وجود اتحادات قارية تعمل وفق أجندات ثابتة ومواعيد محددة، فإن كأس الخليج قد لا تجد لنفسها موعداً في الروزنامة هذا العام أو في الأعوام المقبلة. وحسناً فعل اتحاد الكرة الذي قرر المشاركة في البطولة دون الاستعانة بلاعبي المنتخب الأولمبي الذين سيشاركون في دورة الألعاب الآسيوية في الصين، والتي سيتزامن موعدها مع البطولة وكذلك دون لاعبي الوحدة الذين سيشاركون في كأس العالم للأندية والمقررة بعد نهاية كأس الخليج بثلاثة أيام. فلا يمكن المغامرة بمشاركة غير معترف بها رغم قيمتها المعنوية والتضحية بميدالية آسيوية أو بمشاركة نادي الوحدة في أقوى بطولة عالمية على مستوى الأندية. لا يمكن أن نضحي بخطط طويلة المدى وبمنتخبنا الأولمبي الذي يسير وفق خطة استراتيجية مثالية من أجل إرضاء الأشقاء في دول الخليج ومن أجل بطولة ميثاقها “حب الخشوم” ولوائحها تسيرها علاقات الأخوة والشعارات العربية التي أكل عليها الدهر وشرب، والتي في النهاية لن تقودنا إلى الأمام بل ستجرنا بقوة إلى الخلف. نعتز ببطولة “حب الخشوم” ونحمل الكثير من الذكريات التي نستعيدها عندما يحين موعدها، ونعترف بمشاكلها وبمسمياتها العجيبة التي إذا كانت تدينها في نظر البعض فهي تجملها في أعيننا، ولكن لكل شيء جدول أولوية ولكل طريق في الحياة ترتيب أهمية. موعد الآسياد معروف منذ سنين ومونديال الأندية بطولة تقام تحت مظلة “الفيفا”، وهي مبرمجة مسبقاً على هذه التواريخ، أما كأس الخليج فهي بطولة يتيمة الأب لا مؤسسة تحميها ولا منظمة تؤويها، وفي عالمنا الجديد إذا ما أردنا أن نواكب الدول المتطورة فلا بد من النظام، وكأس الخليج بطولة عزيزة لها فضل كبير في تطورنا وإن كانت تقام في السابق بصورة عفوية يبقى لها مكانة كبرى وقيمة وأهمية، ولكن العفوية غير مقبولة هذه الأيام لأن مرادفها هو الفوضوية. span style=\"color: #333399\"* جريدة الاتحاد