span style=\"font-size: medium;\"إن الحديث اليوم في الذكرى(48) لانطلاقة ثورة 14 من أكتوبر المجيدة ، ذو شجون – فمنه ما هو سابقاً عليها ومنه ما هو معاصراً لها وحادثاً معها منذ أكثر من عقد ونيف مضى . ولا مناص من القول ، من باب الصواب والإنصاف معا ، أنها ثورة شعب وواقعة تاريخية حقيقية يستحيل دحضها ، ولشعب أبي وأصيل بتاريخه وهويته ووجوده وبعقيدته وعروبته وإنسانيته وستظل محفورة في ذاكرته الوطنية وذاكرة أجياله القادمة ، ومجسدة لإرادته الجمعية ، ووحدته الوطنية من رأس ضربة علي شرقاً وحتى باب المندب غرباً . وهي بكل تأكيد مع سائر الحركة الوطنية الجنوبية من حققت تطلعاته للحرية والاستقلال وبناء دولته الوطنية والمستقلة ، وأرست دعائم الأمن وسيادة الدولة والنظام والقانون وحققت نجاح ثقافي وصحي ملموس وغيره ، ومكنته من النهوض مجددا في أداء دوره التاريخي والقومي والإسلامي والإنساني بعد عزلة طويلة دامت قرابة قرن ونيف إلا أنها وقعت في قفلة من نفسها ومن الزمن في فخ أحلام ومهب الشعارات القومية التي لا تجد أرضاً تحط وتسير عليها ، وفي شرك الإيدلوجيا اللذين نصبا لها ومن ثم حقنت بهما عنوة وفي آن واحد ، واستقلت مروءة وإنسانية وعروبة قادتها المخلصين إيما استقلال ثم زج بها في أتون الحرب الباردة والصراعات السياسية الدموية التي لا ناقة لها فيها ولا جمل ولا مصلحة تذكر ، والإقدام على إسقاط حق الملكية واحتكار التجارة وجعلت الثورة والبلد برمتها في خدمة ومصلحة الغير ورأس حربة في الصراع العربي – العربي والإقليمي والدولي دون إدراك مخاطره وعواقبه الوخيمة ومن أنها كانت لغرض في نفس يعقوب . ومع مرور الزمن أثبتت الحياة مخاطر وعواقب ذلك المخطط الجهنمي وكشفت مراحله وأبعاده ومقاصده – وأكدت أن ثورة 14 أكتوبر سرقت خلسة وأختطفت من أيدي صانعيها ومالكيها الحقيقيين والشرعيين ومن تحت أقدام الساسة تحت مظلة ( الواحدية والوحدوية) المصطنعة والوهمية وبمخدرات الإيدلوجيا الخبيثة وجيير تاريخها السياسي والنضالي والوطني بوقاحة وسفه غير مسبوق وبالمقابل كشفت التجربة والحياة بما لا يدع مجال للشك زيف الادعاء بهما وبالعروبة والجمهورية والوطنية والإسلام من جهة ، والإفتراء على الوحدة ووحدوية وعروبة وعقيدة وأصالة شعب الجنوب وظهرت الحقيقة بأبهاء وأنصع صورها وتجلى الافتراء والادعاء بأسوى وأقبح وأبشع صوره .. فسقطت الوحدة وصارت أثراً بعد عين ودحضت الواحدية وإلى الأبد وعادت الأمور إلى طبيعتها وأصولها ونصابها كما يقول الواقع ويعكسه المشهد بدون رتوش منذ قرابة عقدين خلت . وحيث أحتفل أشقائنا في ( ج.ع.ي) في هذه الذكرى بطريقتهم وبهدف تأكيد الواحدية والوحدة مجدداً ومن طرف واحد وبصوت واحد وبشعارين مختلفين وشعبين وجيشين منقسمين واحداً في السبعين وما بين النهدين يسبح ويهلل بحمد ودين الملك وحلفائه وآخر في الستين يغرد على ملة الملتحقين والمنضمين إلى الثورة وشركائهم وعلى ذمة ثورة 3فبراير وثوارها ودون أن يرى المرء أثراً لصور قادة ثورة الجنوب وشهدائها الأبرار والأشد من ذلك تجيير الاحتفالات على الساحة الجنوبية لصالح دعاة الثورة ، في تقرير أحمد الشلفي مراسل الجزيرة دون خجل أو وجل . بينما احتفل شعب الجنوب بطريقته الخاصة والمعتادة – بحراكه الوطني السلمي وطيفه السياسي ومكوناته وشرائحه الاجتماعية بصورة رائعة وحضور لافت فاق كل التوقعات وأسقط كل الرهانات وأكد على المضي قدما نحو تحقيق أهدافه المشروعة والعادلة وتأكيد حضوره وفعاليته واستقلالته حتى في أحلك الظروف وأسوءها وعزمه وإصراره على رد الاعتبار لثورته المجيدة والخالدة من جهة ومن جهة أخرى دحض زيف الإشاعات المقرضة الهادفة إلى خلخلة صفوفه والنيل والانتقاص من حراكه الوطني السلمي الجنوبي وثابته واستحالة صهره ودمجها تحت مسمى ومفاهيم الواحدية التي ولى زمانها ودحضها الواقع أو تجييره لصالح طرف من الأطراف المتناحرة على السلطة والثورة والقوة وأكد تضمانه مع ثورة الشباب واختلاف قضيته باعتبارها قضية وطن ولا يمكن بأي حال من الأحوال الخلط بينهما ودعا الأشقاء والأصدقاء إلى الالتفات والنظر بعين واسعة إلى الأزمة والوضع المعقد والمركب وما يجري ويدور ويعتمل على أرض الواقع وإلى تفعيل قرارات الشرعية الدولية لسنة 1994م باعتبار أن القضية لا زالت قيد النظر . ومن دون أدنى شك فلا شيء بقي مع الجنوبيين ثورتهم وخطفت وأرضهم واغتصبت وسيادتهم وسلبت وثرواتهم نهبت ودمائهم تسفك وأروحاهم تزهق وأدميتهم تمتهن وإرادتهم تزيف ولم يبق سوى الأهاءات والأنات والحرمان والحسرة الشديدة والآلام والندوب الموغلة والموجعة والصراع من أجل البقاء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه جراء الخراب والدمار والعبث والإفساد الذي تمارسه صنعاء بصورة ممنهجة وهمجية ومن جراء الاستخدام المفرط للقوة والبطش والتنكيل والتشريد والتهجير المنظم لأبناء الجنوب وإلصاق تهم الإرهاب المستجلب والدخيل على الجنوب والجنوبيين وثقافتهم المعتدلة والإنسانية وعقيدتهم السمحاء ومع ذلك فالتفاؤل والغيرة والأمل والهمم ورباطة الجاش والاستشعار بخطر الفناء والانقراض والشعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية حاضرة وبارزة وتلد من رحم المعاناة بكل تأكيد وأنها لثورة سلمية – سلمية حتى النصر بإذن الله (( وأن لناظره لقريب ))