span style=\"font-size: medium;\"يبدو أن قطاف الحراك الشبابي العربي وهو يقود ثورته نحو قيام الدولة المدنية الحديثة التي تستقي دستورها من مرجعيات شعبية وجماهيرية تحقق له الحرية في قطف الثمار الوطنية والحرية ومراقبة الفساد المستشري في العديد من الدول العربية، ووضع الحد لرموزه الناهبة لخيرات تلك الدول، يبدو أن هذا الحراك الذي حقق الانتصار في أكثر من عاصمة يواجه ارثاً كبيراً من المعوقات والعراقيل ووضع العصي في الدواليب. ففي التجربة التونسية، حيث حدثت الانتخابات بكل شفافية وبشهادة بعض المراقبين الدوليين، والتي أفرزت حزب النهضة التونسي، لا حظ المواطن العربي اعتراكات ومظاهرات في مدينة بو زيد التونسية، قام المتظاهرون خلالها بحرق المنشآت الحكومية التي تعود ملكيتها للشعب، وبدا ذلك وكأنه تمهيد لثورة التفافية ومضادة. هذا عداك عن الاختلافات والمشاحنات المرشحة الحدوث في حالة قيام حزب النهضة التونسي بتشكيل الوزارة. وفي التجربة المصرية وبعد أن حقق الحراك الشبابي غايته، وانتصرت الثورة بخلع فرعون مصر عن عرشه الذي كان منذوراً للتجديد أو للتوريث، نلاحظ أن فراغاً أمنياً أخذ يكتنف العاصمة المصرية، وحضوراً طاغياً لأزلام النظام وفلوله، واعتصامات متلاحقة استطاعت أن تشل القوى المدنية المصرية في تحقيق منجزاتها الثورية، هذا اضافة إلى تفشي ظاهرة البلاطجة في مصر وفقدان الأمن للمواطن المصري. وفي التجربة الليبية التي ما زالت طازجة التي بدأت وبعد مقتل الطاغية القذافي بزغت على سطح الحالة الليبية تحقيقات بشأن طبيعة قتل القذافي اضافة الى تحديات بسط الأمن على جغرافيا خرافية مثل الجغرافية الليبية، ومحاولة ستكون صعبة في جمع الأسلحة الثقيلة والفردية من أيدي الثوار، هذا عداك عن التحدي في انشاء التنظيمات الحزبية والمدنية لشعب عاش في عزلة سياسية وتم تكميم أفواهه لما يزيد عن أربعين عاماً. وفي التجربة اليمنية يبدو الطاغية علي عبد الله صالح يمتلك في حالة محاصرته في اللحظة الأخيرة للتنحي، القدرة الشمشونية على هدم المعبد وذلك بايقاظ الفتنة القبلية وايقاظ الاحتراب القبائلي الذي يمكن أن يُعيق قيام الدولة المدنية في اليمن لمدة تزيد عن نصف قرن. أما في التجربة السورية حيث صار القتل والذبح عادة يومية لنظام بشار الأسد، فان نجاح الثورة السورية، لن يحدث قبل أن يقوم النظام بتفتيت الجغرافيا السورية بالفتنة الدينية، وتهديد بعض الأقليات بالذبح، هذا عداك عن احتمال توريط ايران وحزب الله في شراكة تزيد من تفتيت الدولة السورية. ان الشعارات التي حملها الحراك الشبابي بتغيير بعض الأنظمة ستظل شعارات شبابية مراهقة ان لم تستطع أن ترسم المشهد النهائي والمنتصر لهذه الحراكات. وإلا فالجميع سوف يعيش بتهديد بالعودة الى المربع الأول. وأي مربع؟؟!! [email protected] span style=\"font-size: medium;\" span style=\"color: rgb(0, 0, 255);\"* نقلا عن الدستور الاردنية