قال الشيخ "حسين بن شعيب" أن الجنوبيين يرسمون اليوم "معالم تاريخ كبير", موجهاً حديثه لهم "ستثبتون للعالم كاملاً أن الجنوب عامل استقرار". وأضاف بن شعيب في خطبة الجمعة التي حملت اسم "جمعة التصالح والتسامح والتضامن" في شارع مدرم بالمعلا بمدينة عدن أن "الدين يدعو للسماحة والتسامح أما الصلح فهو خير كله", مستشهداً بقوله تعالى "لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا".
وقال بن شعيب "لا أبالغ إن قلت إن ماجرى بين الجنوبيين على ما ينيف عن خمسين سنة ترك جرحاً عميقاً لكل جنوبي, لكن اليوم هذه الجماهير التي تتدفق من كل مكان كالسيل الهادر إلى العاصمة تثبت أننا مترفعون, لهذا لا نريد أن نسمع كلمة المناطقية, وكلمة الزمرة والطغمة, الجنوب كله يجب أن يتحد والعاصمة هي عدن, الأم الحنون تحتضن الجميع".
وقال بن شعيب "إن التسامح والتصالح تاج في رأس كل جنوبي, اتقوا الله ولا تلقوا هذا التاج من رؤوسكم, أناشدكم أن تتآخوا".
وأكد أن "عدن هي الجنوب والجنوب عدن, جميع الطيف السكاني للجنوب (في عدن), سكان عدن هم جوهر قضية شعب الجنوب, لا تلتفتوا إلى من يثير الفتن بينكم يا أهل عدن, هذا من أصل صومالي أو شمالي, ما داموا من أبناء عدن واكتسبوا الجنسية الجنوبية قبل العام 90 فهم جنوبيون ممزوجون بتربة هذا الوطن".
وأشاد "بن شعيب" بكرم أبناء عدن في جهود الاستضافة للمشاركين القادمين في مسيرات راجلة وراكبة من محافظات شبوة وأبين ولحج والضالع, وقال "كرمكم يا أبناء فاق كرم حاتم الطائي, ليس الكرم أن يكرم الإنسان وجيبه ملآن بالدراهم والدنانير, بل من يكرم وهو فقير".
وأكد أن "عدن ارتبط اسمها بالأصالة, عدن التي عرفت التحضر في الجزيرة العربية, كانت مشعل التنوير, فحولها الأنذال إلى كيس قمامة".
وأشاد بن شعيب باللقاء الذي جرى بين الرئيسين علي سالم البيض وعلي ناصر محمد الأسبوع الماضي, ودعا القنوات الفضائية لتغطية فعالية الثالث عشر من يناير في عدن, مشيراً أن "هذه (هي) اللوحة الثالثة التي يؤكد فيها الجنوبيون تلاحم قلوبهم".
وعقب الصلاة أقيمت مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف, وانطلقت صوب الجهة الشرقية من مديرية المعلا ثم توجهت من هناك إلى الخط الدائري حيث أطلق مسلحون تابعون لحزب التجمع اليمني للإصلاح النار على المتظاهرين أثناء مرورهم بجانب منزل يتبع القيادي في التجمع "عبد الناصر باحبيب".
وقال شهود عيان أن من بين من أطلقوا النار عضو المجلس المحلي "مفيد شكري" الذي سبق وأن أطلق النار على متظاهري الحراك الجنوبي في مسيرات سابقة بعدن.