- بقلم / طلال محمد : لقد قام الحراك الجنوبي في 7 / 7 / 2007م قبل ان يمر في خيال أكبر المتفائلين والحالمين الثوريين ان يأتي يوم وينتفض الانسان العربي على جلاديه , واستمر هذا الحراك يتصاعد يوما بعد يوم رغم كل صنوف القتل والقمع والملاحقة الذي مارستها عصابة الاحتلال الأحمرية ضده ورغم التضييق في سبل العيش على ابناء الشعب الجنوبي ولكن رغم الصمت الاعلامي المطبق الذي مارسه الاعلام ضد فعاليات ونشاطات الحراك الجنوبي رغم كل ذالك وصل صوت الثورة الجنوبية إلى اسماع وأفئدة وضمائر وعقول المقهورين والمهمشين والحالمين في الوطن العربي الكبير فأدرك , البسطاء بعد أن أحيا الحراك الجنوبي ما مات في فكر وضمير وقلب وعقل العربي من معاني الثورة والقدرة على التغيير . إن هذه السنوات الحمراء بدماء الآلاف من الشهداء الجنوبيين هي من أحيت تلك الأشياء وعندها فقط جاء محمد البوعزيزي ذالك الانسان الكبير ليحرق بدمه الحي ولحمه الجبن والخوف والعجز الذي كان يتملكا , وأشعرنا باننا لا شيء وأننا لا نملك حتى ذاتنا ومصيرنا فتفجر الغضب العربي عندما أدرك الانسان العربي ان تلك القيود لم تكن إلا وهما تبخر عند اصطدامه بإرادة الحياة المنبعثة من قبر الإذلال والإستبداد .
إن كل ما قد سلف قد دلنا على حقيقة هذا الحراك وموقعه من هذا الربيع أي ان الحراك الجنوبي هو باكورة هذا الربيع وفاتحة أمره وشعاع فجره وصرخة ميلاده الأولى . إن السائل قد يسأل وهو سؤال مبرر وبديهي وهذا السؤال هو , لماذا لم يحقق ذالك الحراك هدفه الأول وقد جاءت من بعده ثورات الربيع العربي وحققت ذالك الهدف في زمن قياسي ؟ .
إن الجواب على هذا السؤال بديهي مثل ما أن السؤال بديهي إيضا وتلك البدهية تظهر في الاتي : 1 – لم يجد الحراك الجنوبي أمامه مثالا يحتذي به كونه الأول لذالك كان عليه ان يختط طريقه وسط مجاهل وعثار مما جعله هو المثال للآخرين وبسبب ذالك كان الحراك كلما وقع في خطأ كان عليه نفسه أن يعدل مساره لذالك طات المدة . 2 – كان حجم التآمر على هذا الحراك الوليد من قبل الأنظمة الرسمية العربية التي كانت ترتعد فرائصها من أن تنتقل بعض شرارات الحراك أليها لإنها كانت تمارس نفس الجرائم ضد شعوبها 3 – الموقع الجغرافي للحراك الجنوبي البعيد عن عاصمة الاحتلال 4 – عدد سكان الجنوب القليل مقارنة بسكان دولة الشمال وإيضا العالم لا يعرف ان الجنوب يقوم بثورة ضد احتلال وليس ضد حكومة وطنية 5 – ان الاجهزة العسكرية في الثورات العربية في نهاية المطاف هي من أبناء الشعب وبالتالي ستنظم أليه والمثال واضح في مصر أو تونس وسوريا الذي انشق معظم الجيش في هذه البلدان وأعلن انضمامه للثورة أما في الجنوب فقد كانت قوات الاحتلال ليست من أبناء الجنوب وكانت ترى في أبناء الجنوب أعداء لذالك لا يوجد أمل للمساندة أو الانشقاق 6 – لم يكن يوجد دولة في الشمال ولا حتى نظام في صنعاء ليفهم ان احتلال الجنوب لن يعود عليه بالفائدة فهي مجرد عصابة تريد أن تبقا أطول فترة ممكنة تنهب الجنوب والجنوبيين 7 – إن العصابة مستعدة للتنازل عن كل شيء من أرض وسيادة ومواقف للدول العظمى مقابل قض الطرف عما يجري في الجنوب وهو فعل ذالك حتى في الشمال .