يترقب العالم وعلى وجه الخصوص اليمن، اليوم الأربعاء 26 مايو/أيار 2021، ظاهرة فلكية لم تحدث منذ عامين، إذ أن الظاهرة الفلكية لن تحدث إلا في اليمن والوطن العربي، وسط دعوات فلكيين لعدم تفويت الحدث. ويضيء الخسوف الكلي الوحيد للقمر لهذا العام السماء مساء اليوم الأربعاء، عندما يمر القمر الكامل عبر ظل الأرض خلال ما يسمى القمر الدامي العملاق (Super Blood Moon)، حيث سيتحول وجه القمر إلى لون أحمر قرميدي.
وأفاد فلكيون يمنيون وعرب بأن سكان الوطن العربي واليمن خاصة يستطيعون مشاهدة أقرب بدر عملاق هذا العام 2021م، الذي يصادف اليوم الأربعاء، وذلك بالتزامن مع خسوف كلي للمرة الأولى منذ عامين ونصف العام إلا أن الخسوف غير مشاهد في العالم العربي لحدوثه نهاراً.
وقال الخبير الدولي في الفيزياء الفلكية، الفلكي اليمني عدنان الشوافي، في بيان اطلع عليه "الميدان اليمني": أن "اليمن والوطن العربي يشهد الأربعاء ظاهرة البدر العملاق بينما دول أخرى من العالم تشهد خسوفا كليا للقمر".
وأوضح أن "الخسوف يكون مشاهدا من المحيط الهادي وأستراليا وغرب الأمريكيتين وشرق آسيا ولن يكون الخسوف مشاهد من اليمن أو الوطن العربي"، التي سيظهر فيها القمر بدرا عملاقا حريا بالمشاهدة.
وأشار إلى أن "القمر يشرق في اليمن والوطن العربي وقطره أكبر بحوالي 7% من المتوسط و بحوالي 14% مقارنة مع أصغر بدر ممكن نشاهده ونوره أعلى بما يقترب من 30% مقارنة مع أصغر بدر ممكن نشاهده".
وفسر الفلكي الشوافي هذه الظاهرة بقوله: "تحدث هذه الظاهرة لتزامن حدوث بدر هذا الشهر (شوال 1442 هجرية) مع تواجد القمر في مداره حول الأرض بالقرب من نقطة الحضيص (أقرب مسافة له من الأرض)".
من جانبه، قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن وصف القمر العملاق يطلق على القمر سواء كان في المحاق أو البدر المكتمل عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362,146 كيلو متراً، والتسمية العلمية هي بدر الحضيض بمعنى وصول القمر إلى أقرب نقطة من الأرض
وقال ماجد أبو زاهرة في بيان اطلع عليه "الميدان اليمني"، أن "القمر العملاق سيصل لحظة الاكتمال عند الساعة 02:14 بعد الظهر بتوقيت السعودية، وسيكون على مسافة 357,461 كيلو متراً وذلك بعد 9 ساعات و 24 دقيقة من وصوله إلى نقطة الحضيض وهذا التزامن سيجعل حجمه الظاهري أكبر بحوالي 14% وإضاءته أكبر بحوالي 30 % من أصغر قمر بدر ( أوج) سيحدث في ديسمبر القادم، وهو أقرب قليلاً إلى الأرض بحوالي 157 كيلومتر فقط من البدر العملاق في 26 أبريل 2021م".
وتابع قائلاً: "كما سيكون بلون برتقالي بسبب مكونات الغلاف الجوي حول الأرض التي ستبعثر الضوء الأبيض المنعكس عن القمر وتتشتت ألوان الطيف الأزرق وسيتبقى ألوان الطيف الأحمر، مفيداً أنه بعد ارتفاعه وابتعاده عن الأفق سيظهر باللون الأبيض الفضي المعتاد".
منوهاً أنه "لن يكون للبدر العملاق أي تأثير على الكرة الأرضية باستثناء ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي، ففي كل شهر في يوم البدر المكتمل تنتظم الأرض والقمر والشمس وهذا يسبب مد وجزر واسع المدى، مشيراً إلى أن المد العالي يرتفع على نحو استثنائي وفي نفس اليوم يحدث أخفض جزر على نحو استثنائي، ونظرا لأن القمر البدر سيكون قريب من نقطة الحضيض سيبرز المد في ظاهرة تسمى المد العالي الحضيضي".
وفي السياق ذاته، أشارت مراكز الأرصاد الجوية، إلى أن العالم سيكون، هذه الليلة، على موعد مع أول خسوف كامل للقمر يتزامن مع اكتماله في ظاهرة يطلق عليها "القمر الدامي".
ومن المتوقع أن يكون الأستراليون أول من يشاهدون هذه الظاهرة الفلكية، عندما يضيء "القمر الدامي" ليل الأربعاء الخميس.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن هذه الظاهرة ستكون مرئية من مدينة سيدني في أقصى الشرق إلى بيرث في أقصى الغرب.
وتعتبر أستراليا واحدة من أفضل الأماكن في العالم لمشاهدة الخسوف الكلي، فعلى سبيل المثال، سيكون عشاق الفلك قادرين على تتبع حركة القمر من الخسوف الجزئي عندما يبدأ في الحركة داخل الظل الخارجي للأرض، وصولا إلى الكسوف الكلي، عندما يكون القمر خلف الأرض تماما.
وكذلك سيتمكن سكان المنطقة المطلة على المحيط الهادئ سكان الشطر الغربي من أميركا الشمالية وأقصى جنوب أميركا اللاتينية وشرقي آسيا، من مشاهدة القمر "الدامي" مكتملا اليوم الأربعاء.
ولن يتمكن سكان إفريقيا وغرب آسيا من مشاهدة أي شيء، وهما المنقطتين اللتين تقع بهما الدول العربية، وفي وسع سكان هذه الدول مشاهدة الحدث عبر البث المباشر الذي تتحيه وكالة "ناسا" الفضائية الأميركية.
ومع ذلك سيتمكن أي شخص في أي مكان من الاستمتاع بإشراق أكبر من المعتاد للقمر، إذا كان الطقس مواتيا.
ومن المرتقب أن يستمر الخسوف الكلي قرابة 15 دقيقة، مع مرور الأرض مباشرة بين القمر والشمس.
غير أن العرض كاملا سيستمر خمس ساعات، حيث يغطي ظل الأرض وبشكل تدريجي وجه القمر قبل أن يبدأ في الانحسار.
ويكتسي القمر باللون الأحمر المائل للبرتقالي هو نتيجة شروق الشمس وغروبها في الغلاف الجوي للأرض على سطح القمر في حالة الخسوف.
إذا لم يكن خسوف القمر العملاق مرئيًا من موقعك، فلا يزال بإمكانك استكشاف هذه الظاهرة ثانية بثانية باستخدام أستوديو التصوير العلمي التابع لوكالة ناسا.
