أنها بالفعل حادثة جلل ونازلة تستحق واجب العزاء للضالع كل الضالع ، فما حدث في مغرب يوم الاثنين المنصرم من اعتداء غاشم طال البريد وموظفيه قد ترتب عليه الكثير من الأضرار التي لم تقتصر على شخص أو جهة بعينها بل شملت الجميع ، كون البريد مرفق خدمي لا غنى عنه البتة ، وقد أدرك تلك القيمة كل من توجه إلى مكاتب البريد الأخرى في سناح وقعطبة او الحبيلين بعد إغلاق مكتب بريد نشام العام وإدارة المنطقة بالضالع احتجاجاً على تكرار الاعتداءات على البريد وموظفيه - حتى منزل مدير عام البريد سامي صالح البرطي لم يسلم من نيران المسلحين – دون أن يحرك احد ساكناً وكأن الأمر لا يعنيهم .... والمضحك المبكي أن نسمع من يعيب على البريد الإغلاق والتوقف عن العمل بعد ذلك الاعتداء السافر الذي أثار الخوف والذعر في نفوس الموظفين والمستفيدين الذين رأوا الموت – بحسب قولهم – أمام أعينهم ، وحقيقة لقد اتخذت إدارة البريد قراراً صائباً في هذا الشأن لاسيما وان الاعتداءات قد تكررت ولم يقف الأهالي إلى جانب البريد وهو ما جعل المسلحين يتمادون في اعتداءاتهم ، وقد يقول قائل هنا أن ذلك من اختصاص السلطات الأمنية ، وهذا صحيح مائة بالمائة ولكن إن ما وصلنا إليه من انفلات امني وانتشار للبلاطجة والمسلحين هو من صنيعة تلك السلطات الأمنية لحاجة في نفس يعقوب وتقاعس تلك الأجهزة الأمنية التي تمثل نظام الاحتلال وامتناعها عن ملاحقة تلك العناصر خير دليل ، فكان يفترض بأهالي الضالع أن يتصدوا بأنفسهم لأعمال البلطجة والتقطعات وما إلى ذلك مما يؤثر على السلم الأهلي وان لا يسمحوا بالمساس بمصالحهم ، ولكن وللأسف الشديد لم يحدث شيئاً من ذلك البتة رغم مطالبات المثقفين والكتاب والوعاظ بضرورة بلورة موقف حازم يضع حداً لكل أعمال البلطجة التي أضرت بمصالح الناس.... وبقي أن نشير إلى أن لجنة مكونة من بعض الشخصيات من أبناء الضالع وعلى رأسها مدير عام مديرية الضالع الأخ / عبيد لعرم قد نزلت صباح يوم أمس الخميس إلى المنطقة للجلوس مع الإدارة والموظفين لإيجاد الحلول حتى يتمكن البريد من استئناف عمله وتقديم خدماته الجليلة للمواطنين بعيداً عن أعمال البلطجة ، فنتمنى أن يكتب النجاح لذلك اللقاء حتى يتمكن المواطنون من استلام معاشاتهم من مكتب بريد نشام العام ، مع العلم إن الكرة الآن في مرمى تلك اللجنة التي يقع على كاهلها تقديم الضمانات بعدم تكرار أي اعتداء على البريد ومحاسبة كل من ستسول له نفسه الاعتداء على البريد ، وذلك حتى يطمئن موظفو البريد ويستأنفون العمل على ما كان عليه الحال سابقاً .
