فقدت الفنانة إليسا السيطرة على كلامها في حفلها الذي أحيته مساء أمس في بيروت ، والذي جاء بعد الانفجار الذي هزّ منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية قبل يومين وأوقع 400 ضحية بين قتيل وجريح، حيث وقفت أمام الآلاف ممّن أتوا ليشاهدوا حفلها لترفض استنكار ما جرى قائلة ” ما رح استنكر اللي صار بالضاحية لانو اللي صار فيهون صار فينا، ونحنا كمان مقاومة”. شبان غاضبون كلام اليسا هذا أثار بلبلة في صفوف الجمهور، ما دفع بالبعض إلى شتمها ومغادرة حفلها.
في المدرجات كانت الصدمة سيدة الموقف، لم يصدق الجمهور الحاضر ما سمعه، فتساءل البعض لماذا تقوم فنانة بحجمها بتصرّف كهذا قد تندم عليه فيما بعد؟
على مقربة منا كان يجلس مجموعة شبان قالوا إنهم كانوا مترددين في حضور الحفل، لأن الانفجار وقع على بعد شارعين من منازلهم، وجرح فيه أحباء لهم، لكن الشوق إلى لقاء فنانتهم المفضلة دفعهم إلى الحضور خلسة عن أهل المنطقة المنكوبين، كي لا يضيعوا فرصة قد لا تتكرر قريباً، لم يصدّق أحدهم ما قالته إليسا وحاول أن يشرح لأصدقائه أن إليسا قصدت القول إنها لن تستنكر لأنها هي صاحبة العزاء، والمصاب واحد، لكن مجرد قولها نحن وهم استفز أصدقاءه، فإليسا كانت تتحدث عن لبنان، لا عن مصر أو سوريا أو غيرهما من البلدان العربية التي باتت بحاجة إلى ما هو أكبر من مجرد استنكار من فنانة. غادر الشبان الحفل بصمت، سألناهم “لماذا تغادرون؟”، قال أحدهم “لأنها مرة جديدة يسقط رمز كنّا نكن له كل الحب والاحترام”.
استنكار لعدم الاستنكار لم يقتصر كلام إليسا عند هذا الحد، فتوجهت بالتعزية إلى عائلات الضحايا وقالت إنها لا تحب أن تبدأ حفلاتها بالنشيد الوطني، لكنها فعلت وقدمت أغنية “وطني” للسيدة فيروز. هذه الأغنية أثلجت صدور بعض الحاضرين، فقالت فتاة كان يبدو على وجهها التجهم إنّ إليسا لو لم تكن لبنانية ووطنية، لما كانت توجهت بالتعزية لعائلات الضحايا، ولما كانت بدأت حفلها بأغنية السيدة فيروز، فخالفتها الرأي صديقة لها كانت تهم بالخروج، مؤكدة أن إليسا تبنّت موقفاَ سياسياَ لا يجوز لفنانة مثلها أن تتخذه، وتساءلت هل تدعو الفنانة إلى التفرقة بدل من أن تدعي للوحدة والوفاق بين اللبنانيين؟ وغادرت الصبية الحفل، وتبعها عدد من الحاضرين، إلا أن البعض أصر على أن الفنانة لم تكن تقصد ما فسره البعض، وأن كلامها تمّ تحويره، وتفسيره بما يسيء إليها.