تعيش الضالع انفلاتاً امنياً مفتعلاً ، ليس من اليوم فحسب كما يظن كثيرون بل منذ ان وطأت اقدام النظام اليمني واجتاحت سنابك جحافلهم ثرى الجنوب الطاهر ، فابتداءً من سيئ الذكر القديمي الذي عين اول مدير امن للضالع عند اعلانها محافظة وانتهاء بآخر مدير وهو العمري الذي تم تغييره قبل ايام فقط وتعيين شخص اخر من ابناء الضالع بدلاً عنه ، فجميعهم عملوا جاهدين وبكل ما اتوا من نفوذ وسلطة على اثارة الفتن والمشاكل بين الناس وزعزعة الامن والاستقرار وإحداث القلاقل والجرائم الخارجة عن اعراف وشيم ابناء الضالع ، والتي لم يألفها ( الضالعيون ) إلا بمجيء هؤلاء ، وذلك من خلال دعم ورعاية البلاطجة وتشجيعهم وتقوية شوكتهم بالمال والسلاح والمخدرات وكل ما يلزم ، وكل ذلك ربما حصل بغفلة من المواطنين ، فلم يدركوا بخطر البلاطجة المحدق بالناس إلا بعد اعمالهم الاجرامية الخطيرة التي تجاوزت التصور والتي بلغت حداً لا يمكن السكوت عنه البتة ، فقد اصبحنا نسمع بصورة شبه يومية عن جريمة جديدة للبلاطجة وفصلاً جديداً من فصول التراجيديا الحزينة التي يعجز حتى اشهر مخرجي هوليود على اخراجها وإيصالها الى الناس كما هي على ارض الواقع مع تصوير مشاعر الحزن والغضب والرعب التي تصيب المواطنين عند سماعهم بجرائم اولئك البلاطجة الاوغاد . وما يحز في النفس ان البلاطجة قد اصبحوا قوة ضاربة لا يستهان بها ، ولا يمكن القضاء على البلاطجة والبلطجة – التي شوهت بتاريخ الضالع النضالي وأساءت الى كبرياء وشجاعة ونخوة اهلها – إلا بتعاون الجميع ، واقصد بالجميع كل مناطق وقرى الضالع وفي اسرع وقت وقبل ان يستعصي امرهم ويصبح القضاء عليهم ضرباً من المستحيل !!!. وقد يساهم كثيراً مدير الامن الجديد الذي تم تعيينه مؤخراً خلفاً للعمري المواطنين في محاربة البلاطجة والقضاء عليهم اذا استشعر عظم المسئولية الملقاة على عاتقه وعرف واجبه جيداً تجاه اخوانه وبني منطقته ، وليتذكر انه كان في يوم من الايام واحداً من ابناء الضالع الذين اكتووا بنار الانفلات الامني وعانوا الويلات من ذلك ... وبحسب المثل العربي ( اهل مكة ادرى بشعابها ) فهذا المدير لو احسن النية وصدق المسعى لأمكنه محاربة البلاطجة والقضاء عليهم ، ولا اعني ان يقوم بإخراج الاطقم وملاحقتهم ، بل عليه – ان كان يهمه مصلحة الضالع – ان يوقف فوراً الدعم الذي كان يقدمه سابقوه للبلاطجة سواء كان سلاحاً او مالاً او مخدرات ، ولا يسمح بإطلاق سراح البلاطجة عندما يتم القبض عليهم او تسليمهم من قبل المواطنين ، حتى ينالوا جزائهم الرادع وإلا فإنهم عند اطلاق سراحهم فور تسليمهم وعدم احالتهم للقضاء حتماً سيعودون الى اعمال البلطجة وربما انضم اليهم اشخاص كثر نظراً لذلك التساهل مع البلاطجة ... ولو فعل مدير الامن ذلك فقط والذي لا يكلفه شيئاً البتة فانه كفيل في القضاء على البلاطجة ... فهل سيفعلها ويسكن قلوب الناس ام انه سائر على نهج سابقيه الذين استحقوا اللعنة ونقمة المواطنين ؟!!!!!