بعد أيام قلائل ستطل علي الجنوبيين من نافذة الزمان والذكريات ذكرى ال30 من نوفمبر التي أنكسر فيها قيد الاستغلال والإستبداد وانقشعت غمة الظلم والإحتلال وأشرقت شمس الحرية وتنفس الجنوبيون فيها الصعداء.. ال30 من نوفمبر ثار فيه الجنوبيون ضد الظلم والإضطهاد والقمع وانتفضوا ضد الكبت وسلب الحريات ومحتلي الوطن,وآثروا أن يتساقطوا الواحد تلو الآخر وأن يرتوي وطنهم من دمائهم على ان يلفهم السكون والصمت ويسكن الذل والخوف والخنوع دواخلهم..
هفت أنفسهم لشمس الحرية وأنسام الإستقلال,وملت أيديهم قيود الإستعمار والرضوخ لذلك الغاشم الذي جثم على صدورهم ردحا من الزمن,فسارت أرواحهم قبل أجسادهم إلى ميادين النضال تسابق عزيمتهم وصلابتهم وتتوق لأن تعانق وطنهم وتحرره من براثن المحتل..
فكان لهم هذا وتحقق مرادهم وأوصلتهم عزيمتهم وعنفوانهم إلى مبتغاهم وهدفهم وتحقق ذلك الحلم الذي حملت به صدورهم الصغيرة والتي لم تحلم إلا بوطن مستقل حر, لامحتل فيه أو مستعمر..
وحتما فالخلف دوما يخطوا ويسير على درب السلف ويجعل من أمجاد أسلافه قنديل يضيء به ليال الظلم والقهر والإنسحاق,والمليونيات التي حشدها الجنوبيون تؤكد أن الجنوبيين إمتداد لبعضهم مهما تآكلت السنين وتعاقبت الأجيال,ومن المؤكد أنهم سيعدون العدة لهذه المناسبة الغالية وسيحشدون لها الملايين التي تليق بها وتكون في مستوى حلولها..
وبما أن هذه المناسبة على مرمى حجر وباتت على الأبواب والكل يترقب لها وينتظرها بلهفة وشوق فلنتذكر ماحدث في الامس القريب ولنعود بذاكرتنا إلى ال12من أكتوبر وكيف تقاتل وتناحر فيه البعض على المنصات والتسابق من أجل إلغاء الخطابات والبروز والظهور امام الإعلام ولفت الأنظار والبحث عن الشهرة على حساب أولئك الذين اجتازوا المسافات وتحملوا وعثاء السفر من أجل أن تظهر المليونيات بالشكل اللائق الملفت..
رأينا في ذلك اليوم كيف حاول الهلاميون الذين ينصهرون في بوتقة حب الذات والأنانية وينمون تحت الظل وفي منصات جنونهم ولهثهم وتخليهم عن مبادئ الوطنية والعقلانية والإتزان ؟ رأينا كيف تزاحم البعض على المنصة وتسابقوا كالأطفال واحدثوا الكثير من الفوضى والعبثية والمشاكل التي علم بها القاصي والداني وعكست صورة سلبية ومقيته عن الحراك الجنوبي ليس للآخر فقط ولكن للجنوبيين أنفسهم,وأظهرت أن البعض يتهافت على المنصات والظهور فقط في المليونيات ثم يتلاشى بمجرد أن تنتهي هذه المناسبة أو تلك المليونية ويظل المواطن البسيط دوما في وجه المدفع وتحت نيران المواجهة..
ماحدث في ال12 من اكتوبر من صراع وإقتتال وتزاحم طفولي ولاعقلاني على منصة الخطابة يجب أن لايتكرر بأي حال من الأحوال وان يترفع هؤلاء عن هذه التفاهات والترهات التي من شأنها أن تؤجج الصراع وتذكي النار,وليحاولوا رص الصفوف ولملمة أنفسهم وتوحيد قواهم والإجتماع على كلمة سوء وقلب رجل واحد,بدلا من البحث عن الشهرة والجاه والمال,وأن يكونوا في مستوى المسئولية والثقة التي اولاهم أياها شعبهم..