نعم انه الشهيد القائد بركان محمد مانع أراد ان يرحل شهيداً وحتماً تحققت له أمنيته الوحيدة هذا البطل والقائد لم يتصدر يوماً واجهات الصحف والمنشورات الاخبارية لم يبالي لضجيج المكرفونات وازدحام المنصات بل اختار طريق آخر للتعبير عن إرادته في تحرير واستقلال وطنه الجنوب طريق لا يسلكه غير الشجعان الذين حملوا اكفانهم في أيديهم , كان له ورفاقه منذ التحاقه بحركة حتم مسيرة خالدة بالتضحيات والبسالة قدم الكثير انذاك في التصدي لقوى الاحتلال اليمني بعدها دعته الحاجة والحياة الصعبة التي كان يعانيها واسرته الكريمة الى الهجرة والاغتراب ليحط رحاله في المملكة العربية السعودية واستطاع الخروج من ضنك المعيشة وكسب ثروة لابأس بها ولكن بعد ان شاهد المناضل بركان بأن شعبه في الجنوب قد انتفض في العام 2007م. ضد وجود الاحتلال اليمني على اراضيه ادرك حينها بأن حلمه ورفاقه في المقاومة الجنوبية بدأت ملامح تحقيقه تلوح بالأفق ومن اخلاص هذا البطل وتفانيه في حب الجنوب واستعادته من قبضة الاحتلال سارع بركان مانع بالخروج من السعودية تاركآ خلفه مايملك من مال أو ثروة والتحق بركب الثورة الجنوبية وأسلم نفسه ومايملك في سبيل هدف التحرير والاستقلال ولعب دوراً بارزاً في مقارعة ومجابهة جيش الاحتلال اليمني في الضالع وبعض مناطق الجنوب الاخرى.. حقاً بركان محمد مانع أفنى حياته باحثاً عن الشهادة في سبيل تحرير ارضه المغتصبة وأراد له الله سبحانه وتعالى ان يحقق حلمه الثوري والوطني ليسقط شهيداً في يناير عام 2014م. رحلت شهيداً ياشاعري وعلمتنا دروس العزة والكرامة , رحلت ودمع العين يذرف دماً على رحيلك المبكر . نم قرير العين أيُها البطل فمن بعدك براكين ستنفجر , ستتفجر , ستتفجر .