في خضم ما يشهده عالمنا العربي من احداث ومجريات ،استرعت انتباهي حادثة جرت في احدى ثكنات الجيش اللبناني في مدينة بعلبك القريبة من بلدة عرسال حيث خاض الجيش اللبناني معارك ضاربة حفاظا" على وحدة لبنان،معارك سطر فيها الجندي اللبناني في ظل قيادة حكيمة بطولة يستحق عليها كل التهنئة والتعزيز والتكريم والثناء والثواب وليس العقاب. القصة وما فيها انه بالتزامن مع احداث عرسال وبسبب وشم على كتف احد الجنود سطر ضابط لا يريد الا تطبيق القانون اقتراح عقوبة لهذا الجندي في ظرف غير مناسب فالقانون قانون. والوشم غير المصرح عنه يستوجب العقاب ....الغريب ان الوشم قريب من إصابة اصيب بها هذا الجندي اثناء مشاركته في معارك نهر البارد ،ربما كانت الاصابة لازالة الوشم ولكن الرصاصة اخطات الهدف ؟ والترقية التي وعد بها جراء اصابته هذه قد اخطأت وتأخرت سنة بدون اي سبب وجيه !. أما ما جعلني اسرد هذه الواقعة البسيطة هي تزامنها من حيث الوشم والعقاب مع احداث العراق حيث وشمت ابنية المسيحيين بحرف النون والشيعة بحرف الراء والسنة المخالفين بحرف الميم وقد انزلت فيهم العقوبات الخاصة بكل فئة وفقا"لقانون دولة اسلامية جديدة.ان ما اذهلني هو التطابق في طريقة الاختيار. فلماذا اختير هذا الجندي دون غيره ؟ ولماذا اقترحت عقوبته؟ ماذا فعل ليستحق هذا الاجراء ؟ ان سلوك هذا الجندي جيدا جدا وهو محبوب من زملائه وينال رضا قائد الثكنة ، اما الضابط فقد كان سلوكه ممتازا"ويحافظ محافظة تامة على مناقبية الضابط النظيف.لماذا اذا اقتراح العقوبة؟هل لسبب شخصي ؟ ام لسبب مذهبي او طائفي؟هل كان يلعب لعبة الارقام ووقع السهم على رقم هذا الجندي بالذات؟ هل هو يطبق القانون بدون التطلع لظرف ما وحالة ما ؟هل عوقب بدون سبب من احد رؤسائه فأخذ يطبق اللعبة على من ليس له سند من عناصره؟هل يخيف عناصره بهذه الطريقة ويرعبهم ويرهبهم فيطيعونه؟هل يتسلى بعقاب الاخرين؟. اسئلة كثيرة وكثيرة هي نفسها التي جالت في خاطري عند رؤية من وقع عليهم العقاب من مسيحيين وايزيديين ومسلمين شيعه وسنه وهم يتساءلون ماذا فعلنا لهم ؟ مع انهم في اغلبهم يجمعهم قاسم مشترك وهو توسط الحال والفقر، فان المقتدر منهم دفع ثمن حياته" رشوة او جزية " ليخرج من اتون هذه التجربة،وطبق القانون فقط على من ليس له سند وخاصة على من استند على تدينه. ان ما اقلقني من كل هذا التساؤل ،هو هل تصرف افراد وعناصر الدوله الاسلامية كانهم قد عقوبوا بالاسلام فعاقبوا على طريقة النازيين والصهاينه وبالقانون انتقائيا" بعض من خالفهم.من اين جاؤوا بهذا القانون ؟اهي سنة النبي ؟ اهي سيرة الخلفاء الراشدين؟اهي آيات الجهاد في القران الكريم؟ اهي آيات العقاب ؟. ان من ردات الفعل المحتملة دخول الوشم والعقاب كل دار كل نفس كل مجتمع كل تدين في هذا العالم واضر نتائج هذا الامر هو وشم الإسلام بالذات من قبل مجتمعات غربية بأنه دين الارهاب والقتل ووشم المسلمين بانهم يتبعون دينا" لا يناسب التطور والزمن ،ان ما سنجنيه من هذا الوشم والعقوبة بالاضافة الى الفرز والتطهير العرقي ،حروبا" بين كل مكونات امتنا تقضي على كل طاقة امل بالوحدة والعزة والحضارة التي تعمل اياد سامه مسمة على طمسها لنعيش في ظلمات لا تقوم لنا قائمة لمئات قادمة من السنين ونحن غافلون ،ما همنا الا تطبيق النصوص بدون التطلع الى روحانية متحركة تزهر في ثناياها، هذه النصوص بالذات تجعلنا امة التسامح والتعابش والحضارة والتطور وليس امة الجهل والارهاب والتكفير والقضاء على الحضارات .وبكلمه شافيه ومن هدي نبينا الاعظم "ان من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها... " كان الاحرى بهم العودة الى سنة افضل الانبياء وسيرة خير الخلفاء والا ينهجوا نهج الدولة النازيه مع اليهود والدولة الصهيونية مع العرب ، لينشروا الأجر والثواب وليس الوشم والعقاب ولا جهاد النكاح وغيره مم استحسنوه. والعين اليوم على الجنوب الذي يعيش حالة ترقب وحذر لم سيحدث في صنعاء وما قد يتاتى عليه جراء ذلك وهو يستغرب استغاثة قيادتها بالعالم ليجنبها إرهابا" واعتداء" اذاقته لإخوة في الجنوب لمدة عشرين عاما" بدون الاستماع الى صوت الأخوه والواجب الوطني وبدون ان يتطلعوا الى ما اقترفت ايديهم في عدن والضالع وابين وغيرها من المناطق الجنوبية ،ان نظرة المحاسبة التي ظهرت من الضابط عند اقتراح العقوبة للجندي الذي ليس له سند وبالقانون على امر فعله قبل دخول الجيش هي نفس النظرة التي انزلتها الدولة الاسلامية الجديدة بالابرياء الذين ليس لهم سند ومن طوائف عديدة عقوبة تختلف حسب الانتماء وهي تطبق قانونها والخوف ان يقوم الحوثيون اليوم بردة فعل عنوانها الانتقام وانزال العقوبة بالابرياء في الشمال وفي الجنوب تطبيقا"لقانونهم وهو قانوننا عامة.فتحت هذه القوانين تلطت سلطات حكمت بلادنا وللاسف امعنت ظلما وجورا وافسادا بين العباد ولا نقرا عن تاريخها الا تمجيدا وتعظيما وتفخيما ..فهل ما كان مسموحا" به في زمانهم غير مسموح به في زماننا. ان المجتمع الكردي الذي عانا لعقود طويلة يقدم اليوم المثال الافضل والقدوة التي يجب ان تتمثل بها المجتمعات الاسلامية والعربية بتغليبها النزعة الانسانية مكان الانتقام،استنادا الى سنة خير الانام فتحتضن كل بريء ومظلوم ظلمته سلطة او حكومة جائرة والامل كل الامل ان يحذو الحوثيون حذوهم في رفع الظلم عن انفسهم وفي مساعدتهم اخوانهم في الوطن والا يكون اختيارهم الانتقام والوشم والعقوبة والعقاب خاصة بعد رفع السند الخارجي عن حكومة صنعاء؟!!.