- حياة عدن : بسام المفلحي : القرار يحمل بعدين أساسيين الأول ذات مدلول سياسي معنوي ، والثاني ذات مدلول أمني ميداني . ملخص البعد الأول (سياسي معنوي) : * يأتي القرار في ظل تطلع الجنوبيون لخلق إصطفاف جنوبي لمواجهة تحديات اللحظة الراهنة ولا شك أن قرار تعيين القائد جواس يعطي انطباع لدي الجنوبيين برغبة هادي لتحقيق ذلك ويعزز ثقت الجنوبيون ببعضهم البعض . * لا يغيب عنا جميعا الخلفية العسكرية للعميد جواس ورصيده القتالي تحديدا لسنوات خدمته الأخيرة التي تعكس خصومة الحوثي لجواس التي سبقت خصومتهم لهادي أو خصومة هادي لهم وهو ما يجعل أطراف شمالية معينة متحمسة للقرار ولهادي ولجواس . وبهكذا قرار فأن هادي يكون قد نجح في إستمالة المزاج الشعبي في الجنوب وتطمينه الي حد ماء بالأضافة الي تحقيق رغبة مواليه من ساسة الشمال الذين أقصاهم الحوثي سياسيا وهزمهم عسكريا . ملخص البعد الثاني ( أمني ميداني ) : * يخطئ من ينظر لقرار هادي علي أنه مجرد قرار صعب جاء في التوقيت المناسب والمطلوب اتخذه الرجل ليستبدل قائد قمعي سيئ الصيت وصاحب رصيد إجرامي بامتياز ينتمي للشمال بأخر من أبناء الجنوب ليمكنه من قيادة هذه العصابة الأمنية الخاصة ليتحول أفراد منتسبيها لملائكة رحمة علي يد الداعية الجنوبي جواس بل انهم كانوا أدوات أصيلة لتنفيذ كل ذلك البطش والإجرام . * هل لنا أن نتصور جواس كقائد لتلك القوات وهم يقفون أمامه في الطابور الصباحي ليؤدون له التحية العسكرية كحال أفراد قوات أي مؤسسة أمنية أو عسكرية وطنية ؟ بالتأكيد مستحيل ، فهم ينظرون إليه علي أنه قاتل سيدهم ومعلمهم وقائد مسيرتهم ، لذا فأنه لم يغب علي هادي وجواس ( العسكريين ) مثل هذا الأمر وهو ما يجعلني أرجح إقتناع هادي وتقريره إقتلاع هذه الشوكة المغروزة في قلب عدن والجنوب منذ ما بعد حرب 94 م . * والصحيح أن قرار هادي بتعيين جواس هو قرار بحل قوات الامن الخاص واحلال قوات شعبية جنوبية بقيادة العميد جواس . شخصيا اميل لهذا الاستنتاج أكثر من أي استنتاج آخر وبغظ النضر عن كل ما يتداول ويطرح من تحت الطاولة وخلف الكواليس ولا اميل في التشكيك بنية هادي فيما يخص الجزئية الجنوبية كما يحاول أن يطرح البعض في هذه المرحلة .